تظاهرة حاشدة في برلين تحت شعار "كل العيون على غزة" (أب)
مستشار أبو مازن: طرح اسم بلير "بالون اختبار"... ورئيس كولومبيا يجدد دعوته لإنشاء جيش دولي لتحرير فلسطين
غزة، واشنطن، عواصم - وكالات: أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن محادثات مكثفة تجري منذ أيام بمشاركة جميع دول المنطقة للتوصل إلى وقف لإطلاق للنار في قطاع غزة وأنها ستستمر بهدف التوصل إلى اتفاق ناجح، وكتب ترامب على منصته "تروث سوشيال": "يسرني أن أبلغكم أننا نجري مناقشات مثمرة للغاية مع مجتمع الشرق الأوسط بشأن غزة. لقد استمرت المحادثات المكثفة لأربعة أيام وستستمر ما دام ذلك ضروريا للتوصل إلى اتفاق ناجح"، مضيفا أن المناقشات تشمل جميع دول المنطقة وأن حركة "حماس" على دراية تامة بها، مشيرا إلى أنه أبلغ رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بذلك، متابعا أن هناك نوايا حسنة للتوصل إلى اتفاق، موضحا أن الجميع متحمس لتجاوز الفترة العصيبة، مؤكدا حرص واشنطن على اتمام الصفقة وإطلاق الأسرى وتحقيق السلام الدائم في المنطقة، مشددا على أن التوصل إلى اتفاق بات قريبا جدا، مكررا القول "أعتقد أن لدينا اتفاقا". وليل الخميس الماضي، تعهد ترامب عدم السماح للاحتلال الإسرائيلي بضم الضفة الغربية، قائلا عقب اتصال هاتفي مع نتنياهو "لن أسمح بضم الضفة الغربية. لن يحدث ذلك"، مضيفا "حدث ما يكفي .. حان الوقت للتوقف الآن!"، مؤكدا قرب التوصل إلى اتفاق بشأن قطاع غزة.
من جانبها، كشفت قناة "كان" العبرية أبرز بنود خطة ترامب لوقف الحرب في غزة، مشيرة إلى أن الخطة تتضمن إنهاء حكم "حماس" للقطاع ونزع سلاحها مع عرض عفو على قادتها إن غادروا غزة، ونشر قوة أمنية من دول عربية وإشراك السلطة الفلسطينية في الحكم المدني من تكنوقراط فلسطينيين بشكل محدود، وتتضمن الخطة ضمانة أميركية بأن الاحتلال الإسرائيلي لن يضم أراضي الضفة الغربية المحتلة إلى جانب إنشاء صندوق عالمي مشترك مع السعودية والإمارات والولايات المتحدة لبناء بنى تحتية واسعة لإعادة إعمار قطاع غزة، وتشمل الخطة كذلك الإفراج السريع عن جميع الأسرى وإنهاء الحرب تماما وانسحاب جيش الاحتلال تدريجياً من القطاع، بينما قالت القناة "13" العبرية إن إدارة ترامب قررت تغيير مسارها تجاه الحرب في غزة، وإنها فقدت صبرها تجاه الحرب، في حين أشارت القناة "12" إلى أن التقديرات في دولة الاحتلال تشير إلى أن ترامب سيطالب نتنياهو بالتقدم في الخطة لإنهاء الحرب.
زعيم حزب اليسار الألماني يان فان آكين مشاركاً في التظاهرة
في المقابل، أكد القيادي في "حماس" غازي حمد استعداد الحركة للتخلي عن حكم قطاع غزة، قائلا لشبكة "سي إن إن" الأميركية إن الحركة مستعدة للتخلي عن حكم قطاع غزة وليس لديها مشكلة في هذا، إلا أنه شدد على أنها جزء من النسيج الفلسطيني ولا يمكن استبعادها، متهما الاحتلال بمحاولة استهداف المفاوضين وتدمير المسار التفاوضي، مؤكداً تمسك الحركة بصفقة شاملة تشمل إطلاق جميع الأسرى الفلسطينيين، قائلا إن الحركة على استعداد للإفراج عن الأسرى خلال 24 ساعة، محملاً دولة الاحتلال مسؤولية إفشال التوصل إلى اتفاق.
من جانبه، وصف مستشار الرئيس الفلسطيني محمود الهباش طرح إسم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير لتولي رئاسة مجلس مدني لحكم قطاع غزة بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية، بأنه مجرد "بالون اختبار"، مشددا على أن الفلسطينيين لا يقبلون أن يحكمهم غير فلسطيني، مؤكدا أن الإدارة الفلسطينية شأن فلسطيني، قائلاً "لا يمكن أن نقبل أن يحكمنا أحد غير فلسطيني ولو بعد ملايين السنين"، مشددا على أن السلطة الفلسطينية مستعدة للتعامل بإيجابية مع خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول غزة، مؤكدا أن قرار وقف الحرب بيد ترامب الذي إذا قرر ذلك فإن نتنياهو سيقول سمعاً وطاعة.
إلى ذلك، وفيما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية إلغاء تأشيرته بسبب مواقفه الداعمة لفلسطين والمناهضة للاحتلال الإسرائيلي، مبررة بما وصفته تصرفات بيترو "المتهورة والتحريضية"، قائلة إنه حرض الجنود الأميركيين على العصيان واستخدام العنف، أكد الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو أن ما يحدث في غزة إبادة جماعية بكل معنى الكلمة، مجددا دعوته لإنشاء جيش دولي من أجل حماية الإنسانية وتحرير فلسطين، مشيرا خلال مشاركته في تظاهرة داعمة لفلسطين ومنددة بإسرائيل بميدان "تايمز سكوير" في نيويورك، إلى أنه قدّم توصيات في خطابه أمام الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة، مجددا دعوته لجميع دول العالم الرافضة للإبادة الجماعية بغزة لإنشاء جيش قوي على أساس تطوعي لتحرير فلسطين، وستقوم كولومبيا بكل ما يقع على عاتقها في إنشاء هذا الجيش، وقال مخاطبا الجنود الأميركيين "لا تصوّبوا صواريخكم ضد الإنسانية، لا تنحنوا للرئيس دونالد ترامب، بل اخدموا الإنسانية"، معتبرا أن الفيتو الأميركي الأخير في مجلس الأمن الدولي دمر كل آمال الديبلوماسية، قائلا إنه عندما تبقى الديبلوماسية دون حل، من الضروري الانتقال إلى المرحلة التالية، ولأن جريمةً ضد الإنسانية ارتُكبت، فلا بد من محاسبة المسؤولين، مؤكدا أن غزة لم تعد مشكلة تخص الدول العربية أو السلطة الفلسطينية فحسب، بل أصبحت قضية مشتركة للبشرية جمعاء.
السعودية تطلق التحالف الطارئ للاستدامة المالية للسلطة الفلسطينية
الرياض، عواصم - وكالات: أعلنت السعودية وبلجيكا والدنمارك وفرنسا وآيسلندا وإيرلندا واليابان والنرويج وسلوفينيا وإسبانيا وسويسرا والمملكة المتحدة إطلاق التحالف الطارئ للاستدامة المالية للسلطة الفلسطينية، ويستجيب التحالف للأزمة المالية غير المسبوقة التي تواجه السلطة الفلسطينية، بهدف تثبيت أوضاعها المالية وضمان قدرتها على الحكم وتقديم الخدمات الأساسية والحفاظ على الأمن، وهي جميعها عناصر أساسية لاستقرار المنطقة وصون حل الدولتين، وفقاً لما ذكرته الخارجية السعودية، مؤكدة في بيان أن التحالف استقطب مجموعة واسعة ومتنوعة من الدول والشركاء الداعمين من مختلف المناطق، إذ قدم العديد منهم مساهمات مالية كبيرة بجانب تعهد بدعم مستدام، واصفة اتساع الانخراط الجماعي بالإجماع الدولي الواسع على ضرورة منع انهيار السلطة الفلسطينية وحماية أسس السلام.
وبينما تقدمت السعودية بتمويل للسلطة الفلسطينية عبر التحالف وبلغت قيمة الدعم السعودي نحو 90 مليون دولار، شدّد وزراء خارجية الدول التي أطلقت التحالف الطارئ على أن المساعدات قصيرة الأجل غير كافية، مؤكدين أن التحالف سيعتمد نهجاً مستداماً وقابلاً للتنبؤ ومنسقاً، بالتعاون مع المؤسسات المالية الدولية والشركاء الرئيسيين، لتعبئة الموارد ودعم الإصلاحات الاقتصادية والإدارية الجارية وضمان الشفافية والمساءلة الكاملة، وطالب الوزراء، دولة الاحتلال الإسرائيلي، بالإفراج الفوري عن جميع أموال المقاصة الفلسطينية ووقف أي إجراءات تعرقل أو تضعف السلطة الفلسطينية أو تهدد بانهيارها، محذّرين من أن مثل هذه الممارسات لا تعرض سبل عيش الفلسطينيين والمؤسسات الفلسطينية للخطر فحسب، بل تهدد أيضاً السلام والأمن على المستويين الإقليمي والدولي، كما أكدوا أن التحالف مفتوح العضوية، ويرحّب بانضمام جميع الدول والمنظمات الدولية إلى الجهد الجماعي، مشددين على أن تعزيز الأسس المالية للسلطة الفلسطينية استثمار في السلام والاستقرار والأمن للفلسطينيين والإسرائيليين والمنطقة بأسرها.
وبالتوازي مع مسار التحالف الطارئ، كشف وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أن إجمالي عدد الدول التي باتت تعترف بدولة فلسطين ارتفع إلى نحو 159 دولة، مبيناً أن الدول العربية والإسلامية أوضحت للرئيس الأميركي دونالد ترامب مخاطر ضم إسرائيل للضفة الغربية، مؤكدا أن إنهاء حرب غزة سيكون مقدمة لتنفيذ حل الدولتين، قائلا "منخرطون مع الولايات المتحدة لوقف الحرب، ولن يكون هناك أي مسار للتطبيع مع إسرائيل من دون إقامة دولة فلسطينية"، مجددا في مؤتمر مشترك مع وزراء خارجية الأردن ومصر والنرويج ومبعوث أوروبا للسلام، التأكيد أن تنفيذ تحالف حل الدولتين سيضمن الأمن والسلام للمنطقة، إذ يبني التحالف مساراً واضحاً لإنصاف الشعب الفلسطيني ويحمل كذلك آلية فعالة لدعم الفلسطينيين.
أبرز بنود خطة ترامب:
● الإفراج السريع عن جميع الأسرى.
● التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار دائم في غزة.
● انسحاب جيش الاحتلال تدريجياً من القطاع.
● إنهاء حكم "حماس" ونزع سلاح القطاع.
● نشر قوة أمنية من دول عربية ودور محدود للسلطة الفلسطينية.
● ضمانات أميركية بعدم ضم الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية.