عمال الإنقاذ يخمدون حريقا في منزل دمره قصف روسي في زابوريزهيا بأوكرانيا أمس (أب)
كييف تتعرض لهجوم كاسح بالمسيّرات والصواريخ... وزيلينسكي: موسكو تواصل القتل ولا تستحق سوى أشد الضغوط
موسكو، كييف، عواصم - وكالات: أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس، أن موسكو نفذت ضربة ضخمة على أوكرانيا حيث قصفت مطارات عسكرية ومنشآت أخرى، قائلة في بيان "الليلة الماضية، نفذت القوات المسلحة لروسيا الاتحادية ضربة ضخمة بأسلحة جوية وبحرية بعيدة المدى عالية الدقة وطائرات مسيرة، استهدفت مؤسسات مجمع صناعي عسكري في أوكرانيا يستخدم لصالح القوات المسلحة الأوكرانية، وكذلك بنية تحتية لمطارات عسكرية"، كما أعلنت استهداف القوات الروسية محطات نقل فرعية تستخدم لنقل الأسلحة للقوات الأوكرانية على السكك الحديدية في دونباس، بالإضافة إلى مواقع تمركز مؤقتة للقوات الأوكرانية في 147 منطقة، وأفادت بأن مجموعة قوات الجنوب الروسية تواصل استهداف تشكيلات القوات المسلحة الأوكرانية المحاصرة جنوب منطقة خزان كليبان-بيك المائي في جمهورية دونيتسك الشعبي، بينما قالت السلطات الأوكرانية إن نحو أربعة أشخاص قتلوا وأصيب العشرات في واحدة من أعنف الهجمات الروسية التي تستهدف العاصمة كييف.
من جانبه، قال منسق مجموعات العمل السري الموالية لروسيا في مقاطعة نيكولاييف سيرجي ليبيديف إن القوات الروسية شنت سلسلة من الضربات استهدفت مواقع عسكرية في كييف ومحيطها، طالت مستودعات للأسلحة ومنظومات دفاع جوي، مضيفا أن الضربات نفذت عبر موجات متتالية من الطائرات المسيرة والصواريخ، كل موجة تضم ما بين 10 و20 مسيرة، بحسب ما ذكرته وكالة "سبوتنيك" الروسية للأنباء، وقال ليبيديف إن الضربات شملت أيضا أهدافاً للدفاع الجوي في مقاطعة دنيبروبتروفسك ومنطقة أوديسا، مفيدا بأن الجيش الروسي استهدف القاعدة الرئيسية للبحرية الأوكرانية في منطقة أوتشاكوف بمقاطعة نيكولاييف، مشيرا إلى أن الضربات جاءت بالتزامن مع هجمات على نقاط الإمداد في مقاطعة كيروفوغراد، موضحا أن القاعدة البحرية بالإضافة إلى مستودعات ومناطق تدريب عسكرية في نيكولاييف، تعرضت لثلاث هجمات مركزة، مؤكداً أن العملية أسفرت عن تدمير أهداف ستراتيجية للبحرية الأوكرانية.
وبينما فُعّلت الإنذارات في العاصمة الأوكرانية كييف للتحذير من غارات جوية، حيث قالت الإدارة العسكرية المحلية إن روسيا تهاجم بمسيّرات وصواريخ، تعرضت كييف لهجوم كثيف بطائرات مسيرة وصواريخ، في وقت مبكر من صباح أمس، فيما وصفه مراقبون مستقلون بأنه إحدى أكبر الهجمات الروسية على العاصمة الأوكرانية والمنطقة المحيطة بها منذ بدء الحرب، وحلقت طائرات مسيرة فوق المدينة ودوت نيران منظومات الدفاع الجوي طوال الليل واستمر حتى الصباح، فيما قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على "إكس" إن "روسيا أطلقت نحو 500 مسيرة ونحو 40 صاروخاً خلال هجوم ليلي"، مضيفا على تطبيق "تليغرام" أن موسكو تريد مواصلة القتال والقتل ولا تستحق سوى أشد الضغوط من العالم.
وبينما أفادت الأنباء بسقوط ثلاثة قتلى وعدد من الإصابات، فيما احتمى بعض السكان بمحطات المترو تحت الأرض، وكانت بعض المناطق في جميع أنحاء البلاد في حالة تأهب من الغارات الجوية، بينما أغلقت بولندا المجال الجوي بالقرب من اثنتين من مدنها في جنوب شرق البلاد ونشرت قواتها الجوية طائرات لمراقبة المجال الجوي، قال وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيغا إن روسيا أطلقت مئات المسيّرات والصواريخ على أوكرانيا، وكتب على منصة "إكس": "شنت روسيا هجوما جويا مكثفا جديدا على المدن الأوكرانية بينما كان السكان نياما. ومرة أخرى، دمّرت مئات المسيّرات والصواريخ مبانيَ سكنية، وتسببت في سقوط ضحايا مدنيين".
الدعوة على الطاولة... "الكرملين" ينتظر زيارة ترامب لروسيا
موسكو، عواصم - وكالات: أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن الدعوة التي وجهها الرئيس فلاديمير بوتين لنظيره الأميركي دونالد ترامب لزيارة روسيا "ما زالت سارية وعلى الطاولة"، قائلا ردا على استفسار حول الدعوة التي قدمها بوتين لترامب خلال لقائهما في ألاسكا في أغسطس الماضي، والتي لم يستبعد ترامب آنذاك إمكانية قبولها، إن "الدعوة ليست سرية ولا تزال سارية. الرئيس بوتين مستعد للقاء الرئيس ترامب وسيكون سعيدا بذلك، والقرار الآن لترامب". على صعيد آخر، قال بيسكوف إن وضع أوكرانيا يتدهور يوما عن يوم ومعه موقف سلطات كييف التي تواصل مراوغتها وترفض سلوك طريق البحث عن التسوية رغم ذلك، مضيفا أن الرئيس الوكراني فولودمير زيلينسكي يريد أن يُظهر للأوروبيين أنه "مقاتل شجاع"، غير أن الواقع الميداني يبرهن عكس ذلك.
من جانبه، جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التأكيد أن موسكو منفتحة على المفاوضات لمعالجة الأسباب الجذرية للنزاع في أوكرانيا، قائلا في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة "كما أكد الرئيس فلاديمير بوتين مرارا، كانت روسيا منفتحة منذ البداية وما تزال منفتحة على المفاوضات للقضاء على الأسباب الجذرية للنزاع"، معربا عن أمله في أن يساهم استمرار الحوار الروسي الأميركي في تسوية الأزمة الأوكرانية، قائلا "نعلق آمالا على استمرار الحوار الروسي الأميركي، خاصة بعد قمة ألاسكا. نرى في نهج الإدارة الأميركية الحالية رغبة ليس فقط في المساعدة في إيجاد طرق واقعية لتسوية الأزمة الأوكرانية، ولكن أيضا الرغبة في تطوير تفاعل عملي دون اتخاذ موقف أيديولوجي"، مشددا على أن ضمان مصالح روسيا وحقوق الروس والناطقين بالروسية في الأراضي الخاضعة لسيطرة كييف يشكل الأساس للمفاوضات بشأن الضمانات الأمنية لأوكرانيا، قائلا "حتى الآن، لا يبدو أن كييف أو رعاتها الأوروبيين يدركون حدة اللحظة ومستعدين للتفاوض بصدق".