كشف خطته لوقف حرب غزة: هدنة فورية ولا تهجير... ونتنياهو يوافق
الرئيس الأميركي: توصلنا إلى اتفاقات مهمة تشمل إيران وتوسيع الاتفاقيات الإبراهيمية
الشكر لقادة العديد من الدول العربية والإسلامية على دعمهم في تطوير هذا المقترح
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مساء الإثنين، إن "اليوم هو يوم تاريخي من أجل السلام"، مضيفاً "توصلنا إلى اتفاقات مهمة، تشمل إيران والتجارة وتوسيع الاتفاقيات الإبراهيمية والأهم كيفية إنهاء الحرب في غزة"، لافتاً إلى أن "وعد الشرق الأوسط الجديد بات أقرب من أي يوم مضى".
وأعلن ترامب، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، عقب اجتماعهما في البيت الأبيض، ملامح خطته لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة، وتضم 20 بنداً، وأكد موافقة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وقال إنه ينتظر رد حماس على هذا المقترح الأميركي.
وقال الرئيس الأميركي: "بعد مشاورات مكثفة مع أصدقائنا وشركائنا في جميع أنحاء المنطقة، أُعلن رسمياً عن مبادئنا للسلام والتي لاقت استحساناً كبيراً".
وأكد: "لقد وضعت هذه المبادئ بعناية فائقة مع الدول التي نتحدث عنها، وقد ساهمت جميع هذه الدول في هذه المقترحات".
ووجّه ترامب الشكر لقادة العديد من الدول العربية والإسلامية على دعمهم الكبير في تطوير هذا المقترح، إلى جانب العديد من حلفائنا في أوروبا"، منوهاً بأن أوروبا "انخرطت بشكل كبير في هذا الأمر."
وشكر كذلك نتنياهو على "موافقته على الخطة، وعلى ثقته بأنه بالعمل معاً يمكننا وضع حد للموت والدمار الذي شهدناه لسنوات وعقود بل وقرون، وأن نفتح صفحة جديدة من الأمن والسلام والازدهار للمنطقة بأسرها".
وتطرّق ترامب إلى بعض تفاصيل الخطة التي نشر نصها البيت الأبيض تزامناً مع المؤتمر الصحافي، وأكد: "إننا نعتمد على الدول التي ذكرتها وغيرها للتعامل مع حماس"، مضيفاً: "لقد سمعت أن حماس تريد تحقيق ذلك أيضاً، وهذا أمر جيد. وتدمير جميع البنى التحتية للإرهاب بما في ذلك الأنفاق والأسلحة ومنشآت إنتاجها".
وأكد: "آمل أن نتوصل إلى اتفاق سلام"، مشيراً إلى أنه "إذا رفضت (حماس) الاتفاق، وهو أمر وارد دائماً، فإنها ستكون الطرف الوحيد المتبقي. لقد قبل الجميع الاتفاق".
وتابع: "أشعر أننا سنحصل على رد إيجابي من حماس. ولكن إذا لم يحدث ذلك، فكما تعلم (موجهاً كلامه إلى نتنياهو) لديك دعمنا الكامل للقيام بما يجب عليك فعله".
وشدّد على أن "الجميع يدرك أن النتيجة النهائية يجب أن تكون القضاء على أي خطر يشكَّل في المنطقة، والخطر سببه (حماس)".
وأكد الرئيس الأميركي: "هناك العديد من الفلسطينيين الذين يتمنون العيش بسلام. وأتحدى الفلسطينيين أن يتحملوا مسؤولية مصيرهم، لأن هذا ما نمنحهم إياه. نمنحهم مسؤولية مصيرهم، وندين الإرهاب ونحظره تماماً، ونشق طريقهم نحو مستقبل أكثر إشراقاً. إنهم لا يريدون الحياة التي عاشوها".
ولوّح بأنه "إذا لم تكمل السلطة الفلسطينية الإصلاحات التي طرحتها ورؤيتي للسلام في عام 2020، لا تلوم إلا نفسها".
وتابع: "نحن نمنحهم خطة رائعة، ويحظون بدعم هائل من قادة العالم العربي والإسلامي. (يحظون بدعم) من قادة عظماء".
وشدّد على أن "الجميع قاموا بدورهم، وجلسوا إلى طاولة المفاوضات. شركاؤنا العرب والمسلمون على أتم الاستعداد للمساهمة والوفاء بالتزاماتهم لما فيه مصلحة شعب غزة والمنطقة بأسرها. إنهم مستعدون للمساهمة وبذل الكثير. إنهم بالفعل كذلك. هناك الكثير من الأشخاص الطيبين المشاركين. الجميع يريد أن يرى نهاية للعنف والدمار".
وأكد على أنه "يجب على كل من يريد أن يرى نهاية للعنف والدمار أن يتحد في دعوة (حماس) لقبول هذا الاقتراح العادل للغاية، حتى نتمكن من إنهاء الحرب، واستعادة أسرانا الآن، وننعم بسلام دائم".
البيت الأبيض ينشر خطة ترامب متضمنة 20 بنداً: هيئة دولية برئاسة ترامب تراقب لجنة إدارة غزة
وتزامناً مع انعقاد المؤتمر الصحافي، نشر البيت الأبيض نص ما وصفه بأنه "خطة الرئيس دونالد ترامب الشاملة لإنهاء الصراع في غزة".
ووفقاً للخطة، "ستكون غزة منطقة خالية من التطرف والإرهاب، وخالية من أي تهديد لجيرانها"، كما "سيتم إعادة تطوير غزة لصالح سكانها الذين عانوا بما فيه الكفاية".
إنهاء الحرب
وأشارت النقطة الثالثة من الخطة إلى أنه إذا وافق الطرفان على هذا الاقتراح ستنتهي الحرب فوراً. ستنسحب القوات الإسرائيلية إلى الخط المتفق عليه استعداداً لإطلاق سراح الأسرى، منوّهة بأنه "خلال هذه الفترة سيتم تعليق جميع العمليات العسكرية بما في ذلك القصف الجوي والمدفعي، وستبقى خطوط القتال مجمدة حتى تتحقق شروط الانسحاب الكامل على مراحل".
وأضافت أنه "في غضون 72 ساعة من قبول إسرائيل العلني لهذه الاتفاقية، سيتم إعادة جميع الرهائن الأحياء منهم والأموات"، وأنه "بمجرد إطلاق سراح جميع الرهائن ستفرج إسرائيل عن 250 سجيناً محكوماً عليهم بالسجن المؤبد، بالإضافة إلى 1700 من سكان غزة الذين اعتقلوا بعد 7 أكتوبر 2023، بمن فيهم جميع النساء والأطفال المحتجزين في هذا السياق".
وأوضحت أنه "مقابل كل رهينة إسرائيلي تفرج عنه حماس، ستفرج إسرائيل عن رفات 15 غزياً متوفى. وبمجرد عودة جميع الرهائن، سيتم العفو عن أعضاء حماس الذين يلتزمون بالتعايش السلمي ونزع سلاحهم. وسيتم توفير ممر آمن لأعضاء حماس الراغبين في مغادرة غزة إلى الدول المستقبلة".
مساعدات إنسانية
وتابعت: "بمجرد قبول هذه الاتفاقية، سيتم إرسال المساعدات كاملةً إلى قطاع غزة فوراً. وستكون كميات المساعدات كحد أدنى متوافقة مع ما ورد في اتفاقية 19 يناير 2025 بشأن المساعدات الإنسانية، بما في ذلك تأهيل البنية التحتية (المياه والكهرباء والصرف الصحي) وتأهيل المستشفيات والمخابز، وإدخال المعدات اللازمة لإزالة الأنقاض وفتح الطرق".
وأكدت أنه "سيتم إدخال المساعدات وتوزيعها إلى قطاع غزة دون تدخل من الطرفين عبر الأمم المتحدة ووكالاتها والهلال الأحمر، بالإضافة إلى مؤسسات دولية أخرى غير مرتبطة بأي شكل من الأشكال بأي من الطرفين".
ولفتت إلى أن "معبر رفح سيخضع في كلا الاتجاهين لنفس الآلية المطبقة بموجب اتفاقية 19 يناير 2025".
لجنة فلسطينية تكنوقراطية
وفيما يتعلق بإدارة غزة في المرحلة المقبلة، أشارت الخطة إلى أنها "ستدار في ظل حكومة انتقالية مؤقتة من لجنة فلسطينية تكنوقراطية غير سياسية مسؤولة عن تقديم الخدمات العامة والبلديات اليومية لسكان غزة.
وستتألف هذه اللجنة من فلسطينيين مؤهلين وخبراء دوليين بإشراف هيئة انتقالية دولية جديدة هي (مجلس السلام) برئاسة الرئيس دونالد ترامب مع أعضاء ورؤساء دول آخرين سيتم الإعلان عنهم، بمن فيهم رئيس الوزراء (البريطاني) السابق توني بلير".
وتابعت أن "مجلس السلام" سيضع "الإطار ويدير التمويل اللازم لإعادة تطوير غزة، حتى تُكمل السلطة الفلسطينية برنامجها الإصلاحي كما هو موضح في مختلف المقترحات، بما في ذلك خطة الرئيس ترامب للسلام لعام 2020 والمقترح السعودي الفرنسي، وتتمكن من استعادة السيطرة على غزة بشكل آمن وفعال. وستعتمد هذه الهيئة على أفضل المعايير الدولية لإنشاء حوكمة حديثة وفعالة تخدم سكان غزة وتساهم في جذب الاستثمارات".
إعادة إعمار غزة
وأضافت أنه "سيتم وضع خطة ترامب للتنمية الاقتصادية لإعادة إعمار غزة وتنشيطها من خلال تشكيل لجنة من الخبراء الذين ساهموا في ولادة بعض المدن المعجزة الحديثة المزدهرة في الشرق الأوسط"، مشيرة إلى أن "العديد من مقترحات الاستثمار المدروسة وأفكار التنمية المثيرة صيغت من قبل مجموعات دولية حسنة النية. وسيتم النظر فيها لتوليف أطر الأمن والحوكمة لجذب وتسهيل هذه الاستثمارات التي ستخلق فرص عمل وفرصاً وأملاً لمستقبل غزة".
وتنص الخطة كذلك على "إنشاء منطقة اقتصادية خاصة بتعريفة جمركية وأسعار دخول تفضيلية يتم التفاوض عليها مع الدول المشاركة".
وشددت على أنه "لن يُجبر أحد على مغادرة غزة، وسيكون لمن يرغب في المغادرة حرية القيام بذلك وحرية العودة"، مؤكدة: "سنشجع الناس على البقاء ونوفر لهم فرصة بناء غزة أفضل".
وفي المقابل، "توافق (حماس) والفصائل الأخرى على عدم الاضطلاع بأي دور في حكم غزة، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر أو بأي شكل من الأشكال"، لافتة إلى أنه "سيتم تدمير جميع البنى التحتية العسكرية والهجومية، بما في ذلك الأنفاق ومنشآت إنتاج الأسلحة، ولن يُعاد بناؤها".
نزع السلاح
وتابعت: "ستكون هناك عملية نزع سلاح غزة تحت إشراف مراقبين مستقلين، والتي ستشمل وضع الأسلحة بشكل دائم خارج الاستخدام من خلال عملية متفق عليها لتفكيكها، وبدعم من برنامج إعادة شراء وإعادة دمج ممول دولياً، ويتم التحقق منه بالكامل من قبل المراقبين المستقلين".
وأكدت: "ستلتزم غزة الجديدة التزاماً كاملاً ببناء اقتصاد مزدهر والتعايش السلمي مع جيرانها".
ونوّهت بأن "الشركاء الإقليميين سيقدمون ضماناً لضمان امتثال (حماس) والفصائل لالتزاماتهم، وأن غزة الجديدة لا تشكل أي تهديد لجيرانها أو شعبها".
قوة دولية
ونصت على أن الولايات المتحدة "ستعمل مع الشركاء العرب والدوليين على تطوير قوة استقرار دولية مؤقتة للانتشار الفوري في غزة"، تتمثل مهمتها "بتدريب وتقديم الدعم للتحقق من قوات الشرطة الفلسطينية في غزة".
كما أشارت إلى أن قوة الاستقرار الدولية "ستتشاور مع الأردن ومصر اللتين تتمتعان بخبرة واسعة في هذا المجال"، مضيفة: "ستكون هذه القوة الحل الأمني الداخلي طويل الأمد".
وأضافت: "ستعمل قوات الأمن الإسرائيلية مع مصر للمساعدة في تأمين المناطق الحدودية، إلى جانب قوات الشرطة الفلسطينية المدربة حديثاً"، منوّهة بأنه "من الضروري منع دخول الذخائر إلى غزة وتسهيل التدفق السريع والآمن للسلع لإعادة بناء غزة وإنعاشها".
ولفتت إلى أنه "يتم الاتفاق على آلية لفض النزاع بين الطرفين".
انسحاب تدريجي
وأكدت أن "إسرائيل لن تحتل غزة أو تضمها"، مشددة على أنه "مع قيام قوات الأمن الإسرائيلية ببسط السيطرة والاستقرار، ستنسحب قوات الدفاع الإسرائيلية بناءً على معايير ومعالم وجداول زمنية مرتبطة بنزع السلاح، سيتم الاتفاق عليها بين جيش الدفاع الإسرائيلي وقوات الأمن الإسرائيلية والجهات الضامنة والولايات المتحدة، بهدف تحقيق غزة آمنة لا تشكل تهديداً لإسرائيل أو مصر أو مواطنيها".
وتابعت: "سيسلم الجيش الإسرائيلي تدريجياً أراضي غزة التي يحتلها إلى قوات الأمن الإسرائيلية، وذلك وفقاً لاتفاقية يبرمها مع السلطة الانتقالية، حتى انسحابه الكامل من غزة، باستثناء وجود محيط أمني يبقى قائماً حتى تؤمن غزة تماماً من أي تهديد إرهابي متجدد".
ولفتت إلى أنه "في حال أجّلت حماس هذا الاقتراح أو رفضته، فإن ما سبق، بما في ذلك توسيع نطاق عملية المساعدات، سيطبق في المناطق الخالية من النشاط العسكري التي سلمت من الجيش الإسرائيلي إلى قوات الأمن الإسرائيلية".
حوار بين الأديان
وأضافت: "سيتم إطلاق عملية حوار بين الأديان قائمة على قيم التسامح والتعايش السلمي، سعياً لتغيير عقليات وروايات الفلسطينيين والإسرائيليين، من خلال التأكيد على الفوائد التي يُمكن جنيها من السلام".
ونصت النقطة العشرون والأخيرة على أنه "مع تقدم إعادة تنمية غزة وعندما يُنفّذ برنامج إصلاح السلطة الفلسطينية بأمانة، قد تتوفر أخيراً الظروف الملائمة لمسار موثوق نحو تقرير المصير الفلسطيني وإقامة الدولة، وهو ما ندرك أنه طموح الشعب الفلسطيني. وستنشئ الولايات المتحدة حواراً بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني للاتفاق على أفق سياسي للتعايش السلمي والمزدهر".