الجمعة 05 ديسمبر 2025
23°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
قصة احتيال رعاة غنم للحصول على الجنسية
play icon
كل الآراء

قصة احتيال رعاة غنم للحصول على الجنسية

Time
الاثنين 29 سبتمبر 2025
أحمد الدواس
مختصر مفيد

حدثت قصة قبل نحو 60 عاما، فقد حصل مواطن كويتي، بالتأسيس أباً عن جد، على الجنسية الكويتية سنة 1962 بطريقة سليمة تماماً، وأمام اللجنة المسؤولة، قال إنه مطلق، ولم يرزق بأي أبناء، وذلك في 1962.

كان هذا الكويتي يمتلك غنمـا، ولديه خمسة أشخاص من جنسية عربية يعملون لديه رعاة، والخمسة قرروا سنة 1968 الحصول على الجنسية الكويتية بأي طريقة، فاستخرجوا عن طريق عضوين في مجلس الأمة وأحد المختارين، آنذاك، شهادات تقدير عمر (تسنين)، لأنه لم يكن في حوزتهم شهادات ميلاد رسمية من الكويت، وعبر شهادة العضوين تمكنوا من الحصول على شهادات (التسنين)، ثم حصلوا على شهادات لصالحهم من العضوين والمختار بأنهم كويتيون، وأنهم أبناء المواطن الكويتي الذي يعملون لديه، والذي لم يكن لديه أبناء أصلاً.

شهادات العضوين للرعاة الخمسة كانت على فترات متفاوتة لكل حالة على حدة، لكنها تمت في السنة نفسها 1968، وبالتالي حصل الخمسة على شهادات بأنهم أبناء المواطن الكويتي بالتأسيس، من دون أن يعلم.

توفي المواطن الكويتي سنة 1977، ولم يكن يعلم عن التزوير الحاصل بوجود الرعاة الخمسة مسجلين على ملف جنسيته على أنهم أبناؤه، وظن الخمسة أن السر مات، ولن يكتشفه أحد.

في سنة 1985 وصلت معلومات إلى مباحث الجنسية، التي كان يديرها في ذلك الوقت العقيد عبدالله الطيار، إذ اكتشف أن الخمسة ليسوا أبناء الكويتي، وأنهم كانوا رعاة غنم يعملون لديه، لكنهم سجلوا عن طريق التحايل والغش في ملف المواطن، من دون علمه، بواسطة عضوي مجلس الأمة، آنذاك.

العقيد الطيار استدعى الخمسة سنة 1985 للتحقيق معهم، كما استدعى شقيق المواطن الكويتي المتوفى سنة 1977، الذي أكد في شهادته أن أخاه لم يكن متزوجاً وليس لديه أبناء، وتم إثبات ذلك في محضر التحقيق الرسمي، الذي أُجري في ذلك الوقت.

رفع العقيد الطيار تقريراً كاملاً بالقضية إلى وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون الجنسية والجوازات، آنذاك، سليمان المشعان، الذي بدوره جهز الإجراءات اللازمة لسحب جناسي المزوّرين، لكن أعضاء في مجلس الأمة تدخلوا في الأمر و"انقمت الموضوع".

بعد نحو 39 سنة، تم فتح الملف من جديد في 2024، ما يثبت أن الغش لا يدوم، وأن التزوير لا يستمر، وتم اتخاذ القرار بسحب الجناسي من هؤلاء المزوّرين، ومن اكتسبها معهم بالتبعية، الذين يصل عددهم إلى 400 شخص، وبعضهم في حالة مالية عالية جداً.

وكشفت التحقيقات أن الرعاة الخمسة ليسوا إخوة، ولا تجمعهم صلة قرابة، لكنهم من جنسية عربية، وأن فحوصات البصمة الوراثية أثبتت التزوير، حين تمت مطابقة البصمة الوراثية للمزوّرين مع أشقاء المواطن الكويتي المتوفى (أعمامهم المفترضين)، ليثبت بالدليل العلمي القاطع أنهم ليسوا أعمامهم، وأنه لا توجد أي صلة قرابة تجمعهم.

وعن شهادة عضوي مجلس الأمة، وما إذا كانا على عِلم بعدم انتماء المزورين للكويتي حقيقة، تبين ان العضوين توفيا من زمن طويل.

نشيد بجهود رجال وزارة الداخلية، وعلى رأسهم مباحث الجنسية، إذ تمتد عمليات البحث والتحري إلى 40 و50 سنة مضت من أجل التوصل إلى الحقيقة.

[email protected]

آخر الأخبار