السبت 11 أكتوبر 2025
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
سمو ولي العهد رحلتك موفقة... ألف شكر
play icon
الافتتاحية

سمو ولي العهد رحلتك موفقة... ألف شكر

Time
الاثنين 29 سبتمبر 2025
أحمد الجارالله

خطاب ممثل سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، من على منبر الأمم المتحدة، حدد الخطوط العريضة لخريطة طريق السياسة الخارجية الكويتية في العهد الجديد، وكان مسترشداً بالثوابت التاريخية التي قامت عليها علاقات الدولة مع الدول الشقيقة والصديقة والعالم، والمؤسسات الدولية.

إن هذا التميز في اللغة التي استخدمها سمو ولي العهد وضع المنظمة الدولية أمام استحقاقات كان لا بد من التنبيه إليها، لا سيما مع ما يشهده الشرق الأوسط من أزمات كان السبب في تفاقمها ضعف المؤسسات الدولية في أداء واجبها الذي تحدد في المثياق عند تأسيس منظمة الأمم المتحدة، ولا سيما مجلس الأمن، الذي أجهض حق النقض (فيتو) دوره، ولهذا، فإن تحديد سمو ولي العهد الأسس الواجب الانطلاق منها لإصلاح المنظمة، مجلس أمنها، وهذا بات ضرورة، لا يمكن التهاون فيها إطلاقا إذا كان المطلوب دولياً ترسيخ الاستقرار والسلام العالمي.

في هذه الكلمة ظهرت الكويت الجديدة على المستوى الدولي، بصورة متقنة في توضيح معالمها كافة، ومن خبير محنك في السياسة الدولية، وعارف خبايا الأمور في العواصم الفاعلة، خصوصا واشنطن، كما أنه الشخصية الفاعلة دوليا، الذي يخاطب المجتمع الدولي وبلغة عقلانية واضحة، والديبلوماسي المخضرم الذي يدرك متى تطلب ذلك، خصوصا حين تحتاج الأمور إلى الحسم في شأن يتصل بالكويت، والخليج والعالم العربي، لأنها ركائز ثابتة كويتيا.

نعم، رحلة نيويورك مناسبة لتكون الكويت اللاعب من خلف الكواليس بدورها القائم على تقريب وجهات النظر، ولهذا تميزت لقاءات سمو ولي العهد مع الرؤساء وممثلي الدول بالفاعلية التي منحت الدولة المزيد من القوة والحضور العالمي، وبنت موقعا جديدا متميزا دوليا، كنا بحاجة إليه.

ولأن السياسة لا يمكنها أن تكون قوية إلا إذا اقترنت بالاقتصاد القائم على المعرفة، فإن لقاءات سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد مع مسؤولي بعض الشركات العالمية، الذين شرحوا ما يحتاجونه من الكويت، وقد أبدى سموه دعم الدولة لتعزيز حضورها في البلاد بما يدعم تنويع الشراكات الاقتصادية، وفتح مجالات جديدة للتعاون، والاستفادة من خبراتها في تدريب وتأهيل الكفاءات الشبابية، ونقل المعرفة والتكنولوجيا الحديثة بما يعزز دورهم في مسيرة التنمية.

ولأن هذا لا يمكن تحقيقه إلا إذا كانت هناك طاقات وطنية قادرة، كانت توجيهات سموه إلى الطلبة الكويتيين في المملكة المتحدة رسالة واضحة إلى جميع الدارسين في الخارج، أساسها "أن الكويت تراهن على طاقاتهم وقدراتهم في بناء مستقبلها".

لا شك أن هذه الحصيلة في نيويورك ولندن، تؤدي إلى المزيد من فتح الأبواب الدولية أمام الكويت التي انشغلت لفترة عن طرقها، لأسباب لم تعد خافية على أحد، فيما اليوم تعافت في ظل حكم رشيد، يقوم على الحكمة والعزم، كي تعود الكويت درة كما كانت في السابق، بل إن طموح القيادة الحالية أكبر من ذلك بكثير.

أحمد الجارالله

آخر الأخبار