السبت 11 أكتوبر 2025
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
أبعدوا هراطقة 'حماس' عن القضية
play icon
الافتتاحية

أبعدوا هراطقة "حماس" عن القضية

Time
الثلاثاء 30 سبتمبر 2025
أحمد الجارالله

الجنون منطق الحرب، والعقل يبني السلام، وعلى هذه المعادلة يمكن الأخذ بما اقترحه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في خطته لحل أزمة غزة المستمرة منذ نحو عامين، جراء مغامرة "حماس" الطائشة، لأن ثمة جاهلاً اعتقد أنه يستطيع هزيمة اسرائيل ببعض الصواريخ، ولم يدرك لحظتها أن الغرب، والولايات المتحدة، لن يسمح بذلك، مهما كان الثمن.

من المنطق أن تكون "حماس" أول القابلين بهذه الخطة إذا أعملت لغة العقل، وأخذت بالحسبان مصالح أهالي القطاع، وتفادت المزيد من القتل والتدمير والجوع والدم، فالحسابات كلها تدل على هزيمتها، ومعها الفصائل كافة الموجود في غزة، ومهما فعلت اليوم فيها تزيد الطين بلة، وتطيل الأزمة.

بعض القادة العرب أدركوا، خصوصاً الذين التقوا ترامب على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن المجال يضيق أمامهم، والمناورات لن تجدي، لعدم وجود قوة قادرة على مقاومة الحلف المعلن اسرائيلياً - أميركياً - غربياً.

المنطقة اليوم تدخل مرحلة جديدة، مختلفة عن "سايكس – بيكو" التي انتهت في حرب العام 1967، حين توسّعت اسرائيل في بعض الدول العربية، ولم تكن هناك أي مواجهة رغم الكثرة العسكرية، بل كانت النتائج أسوأ كارثة عربية، إذ لا تزال مفاعيلها مستمرة إلى اليوم.

رغم ذلك، لا يزال أمام الفلسطينيين فرصة كي يحافظوا على بعض المكاسب، خصوصاً في قطاع غزة، الذي في بحره ثروات نفطية وغازية، يمكنها مساعدة أهل الأرض على التخلص من فقرهم، وترسم ملامح اقتصاد يخدم الدولة الفلسطينية مستقبلاً.

لهذا، وجدت خطة ترامب قبولاً عربياً، لأن هناك قادة يدركون أن العالم تغير، وهم يتعاطون معه باللغة التي يفهمها، وأن وقف الحرب في القطاع مقدمة لوقف ما يخطط للمنطقة ككل.

في المقابل، إذا كانت هناك قراءة واعية وحكيمة لما ورد في خطة ترامب، فثمة فرصة كبيرة للفلسطينيين لإقامة دولتهم، ووقف تهويد الضفة الغربية، فالبند 20 منها ينص على "مع تقدم إعادة إعمار غزة، ومع تطبيق برنامج إصلاح السلطة الفلسطينية بأمانة، قد تتهيأ الظروف أخيراً لمسار موثوق نحو تقرير المصير الفلسطيني وإقامة الدولة، وهو ما ندرك أنه طموح الشعب الفلسطيني".

آخر ما ورد في هذه الفقرة أول اعتراف اسرائيلي بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، واعتراف بالدولة التي باتت واقعاً نظرياً مع الاعترافات الدولية بها، لكن كل هذا مشروط بالقدرة على توحيد القرار الفلسطيني تحت مظلة السلطة الوطنية الشرعية المعترف بها دولياً.

لهذا، إن هدر هذه الفرصة يعني استمرار المعاناة، للأسف لا تزال اللغة الرعناء تتحكم في قادة المنظمات الذين يفرحون بإهراق دم شعبهم.

إن رفض حكومة "حماس" في القطاع الخطة لا يدل على الوطنية، بل يرتقي إلى الخيانة، لأن استمرار المعاناة يخدم أصحاب الكروش الذين يقيمون بعيداً عن غزة بنحو ألفي كيلومتر، وشعبهم يُقتل منه يومياً المئات.

لا شك أن الشعب الفلسطيني سيحاسب الذين كانوا السبب في معاناة أهل غزة والضفة الغربية، أولئك الذين لم يدركوا لغة العقل والحسابات الدقيقة القائمة عليها التوازنات الدولية.

كذلك لم يقرأوا تاريخ المنطقة العربية منذ نحو 3500 سنة، وكيف سادت إمبراطوريات عظمى ثم بادت، ولا قرأوا التاريخ الفلسطيني، لأنهم سقطوا في فخ إغراء الشعارات الحماسية المغيبة للعقل، لذا وجب إبعاد هراطقة "حماس" عن القضية.

أحمد الجارالله

آخر الأخبار