لفت نظري تصريح وزير الإعلام عن أن الكويت تملك مقومات السياحة والترفيه، قبل ذلك نشر بعض المغردين والأقلام الصحافية المرموقة تعليقات على هذا الأمر، لكن من باب الخبرة حتى لو كانت ضئيلة في هذا المجال، إذ عملت لفترة وجيزة في شركة المشروعات السياحية، أبدي بعض الملاحظات.
عندما يصرح مسؤول رفيع، هو وزير الإعلام، عن امكانية أن تكون الكويت بلداً سياحياً، فالذاكرة تقول: عندما أنشئت الواجهة البحرية لتكون متنفساً لأبناء الكويت والمقيمين رصدت ميزانية ضخمة لكن المشروع الذي لم يكتمل، بل نفذ جزء منه واوقف، ثم تغيرت الاهتمامات، او بالأحرى وجهة الاستثمار، ومنذ ذلك الحين لم تنفذ المراحل المكملة له، فيما مواقع الترفيه، إما بعضها هدم، او تغير النشاط.
في سنة من السنوات أتى احد الوزراء وطالب بالتقشف، وخصم نحو 50 في المئة من ميزانية هذا المشروع، علما انه كان يمكن أن يدر مبالغ لا بأس بها على المال العام، الذي هو أساس البنية التحتية للترويج السياحي.
لهذا عندما ندرس الظروف في ذلك الوقت، وانخفاض اسعار النفط، ندرك أن الذهنية لم تكن معنية بما يفيد الاقتصاد الوطني على المستوى الستراتيجي، لان لما وصل سعر برميل النفط إلى نحو 100 دينار دولار، لم يلتفت احد إلى هذا المشروع الحيوي.
لهذه فإن الأنشطة السياحية تتطلب التفكير خارج المألوف، فمثلا كانت بعض المناصب للوجاهة، وليس للعمل.
لن نتحدث عن الدول المجاورة التي سبقتنا في هذا المجال، لكن نقول: كيف تصبح الكويت بلداً سياحياً، وهناك خطة لزيادة الرسوم على الخدمات كافة، وكيف يأتي السائح إليها، وليس فيها مجالات ترفيه، كما في كل دول العالم، وهل البنية التحتية مؤهلة لهذا؟
اعلم أن وزير الإعلام قد تكون بيده السلطة حاليا اكثر ممن سبقوه، لان ليس هناك مجلس امة، ومجلس الوزراء هو سلطة تشريعية وتنفيذية في الوقت نفسه، ولهذا يملك كل عناصر القرار.
لكن في المقابل كم من الوقت تحتاج الكويت كي تتحول بلداً سياحياً، وهل هناك مجالات محددة يمكن أن تنطلق منها الدولة في هذا المجال؟
هذه الاسئلة في ذهن كل من يسعى إلى التنشيط السياحي في الكويت، فيما المثال الواقعي امام الجميع، وهو شركة المشروعات السياحية التي هي ملك للدولة، رغم ذلك عندما تكون لديها معاملات في مؤسسات الدولة ستجد الأغلبية تحاربها... لماذا؟ لا احد يعرف!
ايضا كان هناك محاربة لناس متميزين في الأنشطة السياحية، رغم انها تحترم العادات والتقاليد، إلا ذلك لم يشفع لهم.
صحيح أن المعادلة ليست صعبة كي تتحقق رؤية وزير اعلام، لكنها تحتاج إلى إمكانات وثقافة، وان تعمل المؤسسات الرسمية كافة على تحقيق العناصر الاساسية، ومنها السياحة الثقافية والمهرجانات، والسياحة الترفيهية، والترويج للصحارى، والرحلات البرية، والجزر، وغيرها، فهل هذا متوافر ولو بالحد الادنى؟.