خطة ترامب "انتداب جديد" لفلسطين

مساحة للوقت

تعتمد خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجديدة، التي أطلقها قبل أيام، على تغيير فكرة "وعد بلفور" عام 1917 مع الحفاظ على "الانتداب البريطاني"بتعيين توني بلير، رئيس الوزراء الأسبق رئيساً للجنة رقابية على دولة فلسطين، ومجلس الرئاسة الفلسطيني المرتقب لإدارة الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح، إلا من أجهزة الشرطة المدعوم بعناصر أمنية من دول عدة للإشراف والتدريب، ومراقبة الوضع الأمني بتعاون مجلس حكم دولة فلسطين، تحت رقابة بلير. هذا الانتداب البريطاني في خطة ترامب الجديدة، وتحت الإشراف الدولي، هل سيحقق لدولة فلسطين الاستقلال السياسي الكامل، وهل سيكون استقلالاً يحقق السلام والاستقرار للشعبين (الفلسطيني والإسرائيلي، المسلمين واليهود، وكذلك المسيحيين) في فلسطين الدولة؟

وهل تستطيع دولة فلسطين بعد الاعتراف العالمي، الذي ستحققه خطة ترامب للسلام الدائم، أن تكون دولة مستقلة بقرارها السياسي والاقتصادي والقانوني، وتنجح السلطة الحاكمة الجديدة بدعم بلير من تحقيق استقلالها البرلماني والديبلوماسي؟

وكيف سيكون الوضع الاجتماعي والسياسي للسكان من اليهود، ومستقبلهم على أراضي هذه الدولة العربية التي ستطبق مبدأ التعايش السلمي، واحترام الأديان والحقوق المدنية كافة؟

نحن سنكون أمام واقع جديد لدولة فلسطينية على أرضها المسلوبة من ايام "وعد بلفور والانتداب البريطاني بعد تقسيم "سايكس - بيكو"، فهل ستحل خطة ترامب كل هذه الاشكاليات مستقبلاً وتعاون الحكم الجديد لدولة فلسطين، مادياً ومعنوياً، وسياسياً واقتصادياً، حتى تكون بمستوى جارتها "دولة اسرائيل"، وتعوضها سنوات الحرمان التي عاشها الشعب الفلسطيني طوال أكثر من 105 أعوام جراء "وعد بلفور"؟

وهنا نتساءل: خطة ترامب هل هي وعد جديد بإلغاء وعد بلفور، بعد اعتراف بريطانيا والغرب والعالم اجمع بدولة فلسطين اخيرا في الامم المتحدة؟

نحن بانتظار الأحداث، وعلينا جميعا تحمل الصبر، والأيام المقبلة ستكشف من خلالها من هو المسؤول عن تعطيل خطة ترامب للسلام، واستقلال دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية؟ نحن وأهل عزة نستعين بالله بأن تفرج همومهم، وهموم شعبنا الفلسطيني بأسره، وان يشهد هذا العام 2025 دولة فلسطينية مستقلة ... اللهم أنت المعين والمستعان.

كاتب كويتي