إيرانيون خلال حفل في طهران لإحياء ذكرى أميني "حزب الله" حسن نصرالله وهاشم صفي الدين اللذين قُتلا في غارات إسرائيلية على بيروت (أب)
تجهز لأول إطلاق من قاعدة تشابهار الفضائية... وموسكو تعلن دخول الشراكة الستراتيجية الشاملة حيز التنفيذ
طهران، عواصم - وكالات: وصفت صحيفة "كيهان" الإيرانية أمس، تجدد المواجهة العسكرية بين إيران من جهة ودولة الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة الأميركية من جهة أخرى، بأنها "محتملة للغاية"، قائلة إن العقل والخبرة والتطورات التي أعقبت حرب الاثني عشر يوما الأخيرة، بالإضافة إلى فهم عقيدة بن غوريون، تُظهر أن هذه المواجهة يجب اعتبارها "محتملة للغاية".
وسلطت الصحيفة الضوء على تصريحات وزير حرب الاحتلال الإسرائيلي السابق وزعيم حزب "يسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان الذي كتب على حسابه على منصة "إكس" إن من يظن أن القضية مع إيران انتهت فهو مخطئ ويضلل الآخرين، زاعما أن الإيرانيين يعملون بجد بالفعل؛ فهم يعززون قدراتهم الدفاعية والعسكرية يوميا، واستؤنفت الأنشطة في المواقع النووية، مضيفا "يبدو أن الإيرانيين يحاولون مفاجأتنا هذه المرة."، واعتبرت الصحيفة أن هناك أسبابا عدة تجعل المواجهة "محتملة للغاية"، بينها "الصفعة القوية التي وجهتها الوحدة المثالية للشعب الإيراني للولايات المتحدة والنظام الصهيوني في حرب الاثني عشر يوما، حيث يعترف الصهاينة بأن المرحلة الأخيرة من خطتهم لغزو إيران ركزت على الاضطرابات الشعبية لاستغلالها لبدء تفكيك إيران"، مشيرة إلى أن "العدو الأحمق اتخذ سورية نموذجا وسعى لتكرار تلك التجربة في دولة إيران القوية. وظنوا أنهم سينجحون بالاعتماد على الاستياء المحق الذي ساد البلاد بسبب الظروف الاقتصادية"، لافتة إلى أنه "بعد الضربة التي تلقوها في هذه الحرب، ركزوا اهتمامهم الرئيسي على كسر هذا التماسك والوحدة، ولهذا الغرض، فتحوا حسابا خاصا على معيشة الشعب وعدم كفاءة بعض مديري الحكومة، معتبرة أن جزءا من سر القفزات الغريبة في الأسعار والتلاعب بأسعار الدولار والذهب وما إلى ذلك يعود إلى هذه النقطة.
وقالت الصحيفة الإيرانية إنه "يمكن اعتبار الوضع الاقتصادي المضطرب والفوضوي في البلاد استمرارا لحرب الاثني عشر يوما! لذلك نقول إن تجدد المواجهة مع العدو أمر وارد. لو لم يكن الأمر محتملا، لما هاجموا سبل عيش الشعب بهذه الصراحة والوقاحة، مستخدمين أدوات العقوبات والمحفزات ووسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي"، مضيفة أن "العالم على أعتاب نقطة تحول تاريخية"، مشيرة إلى أن المواجهة المحتملة بين الجبهة الإيرانية والجبهة الأميركية والنظام الصهيوني تمثل احتمالا قد تكون له عواقب خاصة ليس فقط على المنطقة بل على العالم أيضا.
من جانبه، أعلن رئيس منظمة الفضاء الإيرانية حسن سالاريه أن المرحلة الأولى من قاعدة تشابهار الفضائية المخصصة لإطلاق الصواريخ العاملة بالوقود الصلب أوشكت على الاكتمال، قائلا إن التحضيرات جارية حاليا لتنفيذ أول عملية إطلاق تجريبية من القاعدة قريبًا، مضيفا أنه بعد نجاح إطلاق الكبسولة القابلة للعودة بوزن 500 كغم خلال عامي 2023-2024، بدأت عمليات البحث والتطوير لتصميم جيل جديد من الكبسولات البحثية، مؤكدا تحقيق تقدم في بناء النماذج الجديدة التي ستخضع قريبًا لاختبارات على أنظمتها الفرعية، كاشفا أن إيران بدأت تعاونا تقنيا مع الصين ضمن مشروع "تشانغ 8"، حيث تم استكمال مرحلة التصميم، تمهيدا لبدء تصنيع النموذج الهندسي قريبا، ما يعزز الشراكة بين البلدين في مجال أبحاث الفضاء، مبرزا أن مركز الأبحاث الفضائية الإيراني يواصل العمل على تصنيع قمر "بارس-3"، الذي يتمتع بقدرة تصوير دقيقة تقل عن متر واحد، مؤكدا أن المشروع حقق تقدما جيدا منذ انطلاقه العام الماضي، كما لفت إلى أن تصميم القمر الاصطناعي للاتصالات "ناهيد-3" دخل مرحلة متقدمة ويتميز بعرض نطاق ترددي أعلى وقدرة على تقديم خدمات اتصالات متعددة، ما يعكس تطور قدرات إيران في مجال الفضاء والاتصالات.
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الروسية دخول اتفاقية الشراكة الستراتيجية الشاملة مع إيران حيز التنفيذ رسميا، معتبرة الخطوة مرحلة جديدة في مسار التعاون الثنائي، قائلة إن الاتفاقية تهدف لتعزيز التعاون بين روسيا وإيران في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية، مضيفة أنها تعكس توافقا ستراتيجيا عميقا بين موسكو وطهران، ويرى مراقبون أن دخول الاتفاقية حيز التنفيذ يعكس تقاربا ستراتيجيا متناميا بين موسكو وطهران في ظل التطورات الإقليمية والدولية.
على صعيد آخر، أعلنت السلطات الإيرانية أن زلزالا بقوة 5.3 درجة على مقياس ريختر ضرب مدينة زوارة بمحافظة أصفهان دون وقوع خسائر بشرية أو مادية، وذكر مركز رصد الزلازل التابع لجامعة طهران أن الزلزال ضرب المدينة على عمق 10 كيلومترات عن سطح الأرض، وشعر سكان بعض الأحياء في العاصمة طهران ومدينة قم المجاورة لمحافظة أصفهان بالزلزال، الذي أعقب هزات ارتدادية عدة كانت أقواها بدرجة 3.1 على مقياس ريختر، بينما ذكرت السلطات المحلية في محافظة أصفهان أن الزلزال لم يسفر عن خسائر بشرية أو مادية.