احتفلت الأمم المتحدة نهاية شهر سبتمبر الماضي باليوم الدولي للترجمة، وهو يوم اعتمدته الجمعية العامة، في 24 مايو 2017، بالقرار 71/288، ويُراد به إتاحة الفرصة للإشادة بعمل المتخصصين في اللغة، الذين يؤدون دوراً مهماً في التقريب بين الدول والشعوب، وتسهيل الحوار والتفاهم.
تعرف الترجمة بأنها أداة تبليغ وإيصال المعلومات، وتحويل ما ينتجه الفكر الإنساني مـن مجتمع إلى آخر، فهي عملية تواصل بين لغتين: لغة الهدف، ولغة المصدر، بحيث تتم "عملية تحويل نص أصلي مكتوب (ويسمى النص المصدر) من اللغة المصدر إلى نص مكتوب (النص الهدف) في اللغة الأخرى.
ولا يقتصر دور الترجمة على نقل النص والمعلومة وتسهيل الحوار والتفاهم فقط، بل إن الترجمة تعد نقلا للحضارة والثقافة والفكر، ولقد ادت الترجمة، ولا تزال دوراً مهماً في نشر الوعي والثقافة، وتعزيز العلاقات بين الشعوب، والانفتاح على الحضارات الأخرى، والاطلاع على نتاجها العلمي، والمعرفي، والثقافي.
تعطي دول الخليج العربي للترجمة أهمية كبيرة، وتعدها من الركائز الأساسية التي ساهمت في بناء جسور التواصل الثقافي والحضاري بين شعوب العالم.
وكانت الكويت سباقة في أعمال الترجمة مثلها، مثل ريادتها في الحركة الثقافية، ويوضح أستاذ اللغويات الدكتور يوسف البدر أن أول أتصال لغوي بين الكويت واللغات الأوروبية كان مع اليونانية، والدليل على ذلك الآثار التي وجدت في جزيرة فيلكا.
ويذكر أن ثاني لغة كانت البرتغالية، ودخلت الكويت في القرن السادس عشر، ولا تزال أثرها موجودا في المصطلحات الملاحية والبحرية الكويتية، حتى هذه اللحظة، ثم توالت اللغات الأخرى، منها التركية والفارسية والأوردوية والإنكليزية.
إن التطور الكبير في عملية الترجمة والاهتمام بها، وصل اليوم حدا غير مسبوق من خلال التقنيات المتطورة وبرامج الترجمة الآلية، والمواقع، والبرامج على غرار موقع ترجمة "غوغل"، وغيره.
ورغم أن جودة الترجمة الآلية لم تصل بعد إلى درجة عالية من الدقة، إلا أن الجميع مقبل عليها، وهنا لا بد من طرح هذا التساؤل: ماذا سيتبقى للمترجم البشري في ظل ازدهار الترجمة الآلية؟
كاتب سوري
[email protected]