السبت 11 أكتوبر 2025
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
سمو الرئيس... أغلب الوزراء 'رافعين الجام'
play icon
الافتتاحية

سمو الرئيس... أغلب الوزراء "رافعين الجام"

Time
الأحد 05 أكتوبر 2025
أحمد الجارالله

الإدارة الحكومية في الدول، ليست تشريفاً، بل جهد متواصل، لا سيما حين تكون هناك نشاطات وأحداث تتصل بحياة الناس، ولهذا يكون هناك ناطق رسمي باسمها يؤدي مهمة جليلة، وهي توضيح الصورة وتفنيد الشائعات، إذا وجدت، بل يكون لكل وزارة متحدث باسمها، فهذا هو المعمول به في الدول المتطورة، لأن المؤسسات ملك للشعب، الذي عليه أن يطلع على كل شيء.

في تلك الدول ليس هناك "One Man Show"، لأن الاختصاصات تتنوع وفقاً لكل مؤسسة، وبالتالي يجب أن يكون المسؤول الإعلامي لهذه الجهة ملماً بنشاطها ومطلعاً على كل صغيرة وكبيرة، ويعقد يومياً، إذا استدعت الحاجة، مؤتمراً صحافياً، كي يطلع الإعلام، الذي هو وسيلة التواصل مع الناس، على آخر المستجدات، ولا يكتفي ببيان مختصر، وكأنه "رفع عتب".

عندنا غياب للمتحدثين الرسميين، في مجلس الوزراء، والوزارات كافة، رغم وجود دائرة علاقات عامة وإعلام، لكن يبدو أن الأمر يقتصر على ملء وقت فراغ الموظفين وهي قاعدة ترسخت في التعيينات على سبيل التكويت، وكفى المؤمنين شر القتال.

على هذا الأساس، ترسخت سياسة الأبواب المغلقة، علماً أن القيادة السياسية حضت الجميع، في الدوائر كافة، على فتح أبوابهم أمام المراجعين، لكن يبدو أن الكسل ضرب أطنابه، لذا إذا سرت شائعة ما، وأصبحت كما يقال في لغة العصر "ترند" لا يكلف المسؤول الإعلامي التوضيح والتفنيد، لأنه "مكبر المخدة"، أو يرى نفسه أكبر من الناس، لمجرد أنه موظف عمومي.

هذا الوضع يعيق نشاطات الوزارات التي عليها توضيح الأمور دائماً، لا سيما حين تكون هناك حكايات وشائعات تملأ الفضاء الإلكتروني، الذي بات الخبز اليومي للجميع، بل إنه يؤثر أحياناً على قرارات الجهات الحكومية، فيعمل على توضيحها، ولهذا كان هناك بعضها الذي ألغي أو تأجل "لمزيد من الدراسة".

في هذه الأجواء الغامضة، هناك من يحاول الاصطياد في الماء العكر، أو بالأحرى يجعل "النقيق" إذا ترك يسري بين العامة، حقيقة يصعب دحضها، وهو ما يقلق المواطنين الذين يريدون التوضيح من الجهات المتخصصة، ليس عبر بيان مقتضب، بل تبيين الحقيقة.

في كل دول العالم حين تكون هناك أحداث ما، حتى لو متعلقة بالطقس، يخرج المتحدث الرسمي ليكشف الحقيقة، ويطمئن الناس أو يحذر من التبعات، فيما في دول العالم الثالث، والنامية، ترسخ الصمت، وكأن قاعدة "الحكران يقطع المصران"، هي أفضل دواء لهذا الغموض، علماً أن ذلك يؤدي دوراً سلبياً، بل يُظهر المسؤولين في حالة ضعف، وأنهم ليسوا على قدر المسؤولية، خصوصاً إذا كان هناك تجاهل تام في الرد على الاستفسارات، لدرجة أن هناك موظفين كباراً يعمدون إلى عدم الرد على الاتصالات، رغم معرفتهم هوية المتصل.

لذا، يبدو جلياً أن الإدارة الحكومية مصابة بالقصور، أو لا ترغب في توضيح قراراتها للناس، فيما يعد المتحدث الرسمي همزة الوصل النشطة بين الجهات الرسمية والرأي العام، وتكون لديه مهارات مختلفة تُمكنه من عرض خطط وقرارات المؤسسة التي يمثلها بفاعلية، وأهم ما في ذلك قوة الإقناع، وعدم إخفاء الحقيقة.

سمو الرئيس... نقولها بكل محبة: أغلب الوزراء "رافعين الجام" على الإعلام والناس كذلك.

أحمد الجارالله

آخر الأخبار