الأربعاء 15 أكتوبر 2025
27°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كويتيون في أسطول الصمود... شكراً
play icon
كل الآراء

كويتيون في أسطول الصمود... شكراً

Time
الاثنين 06 أكتوبر 2025
م. عادل الجارالله الخرافي

‏عودة النشطاء الكويتيين المشاركين بـ"اسطول الصمود" مناسبة لا بد من التوقف عندها، فهؤلاء شاركوا بعمل انساني لدعم غزة، مع الذين نظموا اسطولاً من السفن محملة بمواد غذائية وطبية للمحاصرين في القطاع، وهو نشاط سلمي، ورحلة إنسانية، يعبر عن النبل، ويحمل معاني الإنسانية في أرقى صورها.

وحين تصدت اسرائيل لهؤلاء ومنعتهم من ايصال تلك المساعدات، فإنها دلت على همجيتها، وبهذا فقد اوصلت تل ابيب رسالة غير مباشرة إلى العالم انها لن تقبل بأي عمل إنساني مهما كان الثمن، لدعم الجوعى والمشردين.

هذا الاسطول نظمه المجتمع المدني الاوروبي، الذي له قيمة كبيرة في تلك الدول، بينما المجتمع المدني في العالم الثالث ليس له اي قيمة، بل هو مجرد ديكور، طالما أنه يقع تحت هيمنة الحكومات التي تتحكم في كل صغيرة من نشاطه.

لهذا فإن الشباب الكويتيين الذين شاركوا في "اسطول الصمود"، هؤلاء الابطال، انسانيون، رغم ذلك كانوا محل انتقاد من بعض الكويتيين، ونعتوا بكلام لا يدل على القيم الانسانية، كأن تسمع أصواتاً تقول "شو دخلهم، ليش رايحين، شكو لقافتهم، قلعتهم هم وغزة، مو صاحيين"، وغيرها من الانتقادات قصيرة النظر.

بينما في العالم، لا سيما اوروبا، او لنقل ما يسمى "العالم الأول"، فهناك اللغة مختلفة، انسانية اكثر، متضامنة مع فلسطين، لأن هناك وعيا بمعنى المعاناة، ولا حسابات ضيقة، او نوازع شخصية، وهذا خلق مجتمعا مؤيدا للقضية الفلسطينية، يفوق الملايين في الدول العربية الصامتة، وبدأ الاعلام يتحرك للضغط على الحكومات.

إن الفرق بين العالمين الثالث والاول بالحساسية الانسانية والانفتاح على الاخر، وحرية التفكير، وليس التعبير فقط، لدى الفريق الثاني، لهذا الانسان له قيمة.

من هنا فإن بعض الدول عملت على تأمين الحماية لمواطنيها المشاركين في الاسطول، ولم تتركهم ابداً، فاسبانيا، اتخذت اجراءات صارمة ضد اسرائيل، بينما كان في عداد النشطاء اربعة برلمانيين فرنسيين، واعلنوا الاضراب عن الطعام، احتجاجا على اعتقال اسرائيل لهم.

في المقابل هناك من يعتقد أن الفضل يعود إلى الإسرائيليين لانهم اطلقوا سراح من في الاسطول، علماً أن الرسالة ليست على هذا النحو، بل هي رسالة للانسانية، دلت على كيان يقوم على القتل والتشريد والتجويع، وهذه الرسالة وصلت إلى المجتمع الدولي كافة.

ففي وسائل التواصل الاجتماعي الدولية، والإعلام العالمي، اصبح المواطن هناك اليوم اكثر فهما للقضية، ولهذا نجحت المحاولة، وحققت الكثير، لذا اقول"برافو... برافو" للمجتمع المدني، والحمد لله أن هناك بعض الشباب الكويتي في هذا المجتمع المدني الراقي، الذي فرض على العالم أن يعمل على المساعدة في انجاح ايصال هذه الرسالة، اكان ذلك في فرنسا او اسبانيا او ايطاليا.

وبغض النظر عن الموقف مما جرى في السابع من اكتوبر عام 2023، الذي اليوم تحل الذكرى الثانية له، إذا كنت معه او ضده، إلا أن ردود الفعل السلمية سيطرت على العالم، وأصبحت الولايات المتحدة وإسرائيل في نظر الكثير من الشعوب مجرد امبرطوريتي شر، وبدأ الضغط الدولي يؤتي ثماره، فقد عملت إسرائيل طوال سبعين عاما على تعزيز قوتها، بالاقتصاد والسياسة والعسكر، لكن اليوم يتدمر كل شيء فعلته، رغم التكلفة الكبيرة التي دفعها الشعب الفلسطيني، فخلال سنتين قتلت 70 الفاً، وجرحت الالاف، وشردت، وجوعت، لكن رغم ذلك هناك مكاسب لا يختلف عليها أحد.

ربما كان من الافضل ان تكون تلك الروح التي لدى الاوروبيين، والمجتمع المدني الاوروبي، لدى المسلمين لان الانسانية اساس في شريعتنا.

اعود واقول"برافو"، وكذلك لا بد من الاشادة بوزير خارجيتنا الذي عمل منذ اللحظة الاولى على استرداد شبابنا، لانهم وسام على صدر الكويت.

آخر الأخبار