الشرع وعبدي يناقشان ملفات عسكرية وأمنية
دمشق، عواصم - وكالات: توصّل الجيش السوري وقوات سورية الديمقراطية "قسد" فجر أمس، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في حيي الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب بعد اشتباكات دامية، وقالت وكالة الأنباء السورية "سانا" إن الجيش السوري وقوات "قسد" توصلا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بعد تصاعد التوتر بين الجانبين، بينما أعلنت وزارة الدفاع السورية أن الجيش أعاد الانتشار على طول الجبهات في شمال شرق البلاد، مؤكدة أن الخطوة ليست تمهيداً لعمل عسكري وإنما لمنع الهجمات المتكررة ومحاولات "قسد" السيطرة على مزيد من الأراضي، وقالت مصادر مقربة من الجيش إنه اكتشف أنفاقاً تابعة لقوات "قسد" في مناطق خلف مواقع انتشار الجيش وقام الجيش بتدميرها بعد اكتشافها، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة بحلب، وأسفرت اشتباكات أول من أمس الاثنين بين الجيش السوري وقوات "قسد" عن مقتل مدني وإصابة نحو 25 مدنياً، بينهم أطفال ونساء، جراء قصف قوات "قسد" للمدينة.
من جانبها، ذكرت قناة "الإخبارية" السورية أن الاتفاق جاء بعد جهود مكثفة لاحتواء التوتر الذي تصاعد ليل الاثنين، إثر قصف متبادل استهدف الأحياء السكنية في حلب، ولا سيما سيف الدولة والميدان وبستان الباشا والسريان، ناقلة عن المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية نور الدين البابا قوله إن "قسد" تعمل على تحريض سكان الأشرفية والشيخ مقصود ضد قوات الجيش والأمن الداخلي وتقوم بفتح ممرات لتهريب الأسلحة والممنوعات، بينما جاءت الاشتباكات بالتزامن مع لقاء المبعوث الأميركي إلى سورية توم برّاك وقائد القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم" براد كوبر، اللذين التقيا في وقت سابق بقائد قوات "قسد" مظلوم عبدي ومسؤولين كبار في شمال شرق سورية.
وبعد ساعاتٍ من المواجهاتٍ المسلّحة بين قوى الأمن الداخلي "الأسايش" والقوات الحكومية السورية في حلب والاتفاق على إنهائها، وصل وفد من الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سورية التي تعد قوات "قسد" بمثابة قواتها العسكرية المسلّحة إلى دمشق صباح أمس، حيث اجتمع الوفد الذي ضمّ قائد "قسد" مظلوم عبدي وقائدة وحدات حماية المرأة وعضو القيادة العامة لقسد روهلات عفرين والرئيسة المشاركة لدائرة العلاقات الخارجية لدى الإدارة الذاتية إلهام أحمد وعضو وفد الإدارة الذاتية للتفاوض مع الحكومة عبد حامد مهبّاش بالرئيس السوري أحمد الشرع، وذكر مسؤول كردي أن الزيارة تهدف استكمال محادثاتٍ تطبيق اتفاق العاشر من مارس بين عبدي والشرع والذي نص على دمج "قسد" في الإدارة السورية مع ضمان حقوق الأكراد دستورياً وعودة النازحين إلى بلداتهم مع بنودٍ أخرى تتعلق بمحاربة فلول النظام السابق وكيفية إدارة الموارد النفطية والمعابر الحدودية ووقف إطلاق النار على عموم الأراضي السورية.
وذكر المسؤول الكردي أن المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية وسفير الولايات المتحدة لدى تركيا توماس برّاك شارك في الاجتماع بين وفد الإدارة الذاتية والحكومة السورية التي ضمّ وفدها إلى جانب الشرع وزير الخارجية أسعد الشيباني والدفاع مرهف أبو قصرة، بينما أكّد أبو قصرة أنه التقى عبدي واتفق معه على وقفٍ شامل لإطلاق النار بالمحاور ونقاط الانتشار العسكرية شمال وشمال شرق سورية كافة، مضيفا أن تنفيذ الاتفاق "يبدأ فوراً"، وفق تعبيره، بينما من المقرر أن يناقش عبدي مع الشرع "بشكلٍ أوسع" المسائل العسكرية التي تتعلق بدمج "قسد" في الجيش السوري إلى جانب كيفية إدارة الموارد النفطية والشؤون العسكرية لاسيما الاشتباكات التي تندلع بين الطرفين على نحوٍ متقطّع في أرياف حلب ودير الزور، وفق ما أضاف المسؤول الكردي، متابعا أن من بين الملفات المقترحة للنقاش تشكيل وحدات عسكرية مشتركة بين "قسد" ودمشق لمكافحة الإرهاب، دون أن يقدّم مزيداً من التفاصيل.