الجمعة 10 أكتوبر 2025
33°C
تم نسخ الرابط بنجاح
سياحة عبدالرحمن المطيري
ربما هذه المحاولة الثالثة، او الرابعة، لتسكين او توطين السياحة في الكويت، باعتبار ان السياحة اصبحت ظاهرة عالمية، ولا ينبغي ان نتخلف نحن، فالكويت ليست، ولن تكون، غائبة عن الظاهرة العالمية، وتبقى المنافسة مشروعة لا على اساس التسلية، لكن الترفيه، وانها مصدر اضافي للدخل العام، تشغيل الكوادر الشبابية الوطنية القادمة للعمل، وخلق بنية سياحية كويتية بايد شبابية وطنية.
تجربة الكويت في السياحة رائدة، لكنها لم تكن لبنة اساسية في جدار الدولة، فالمشروع السياحي او الترفيهي الذي تبناه وحمله وكيل وزارة الاعلام المساعد الاسبق لشؤون الصحافة والسياحة الراحل صالح شهاب، هذا المشروع الرائد كان يمكن يبقى ويتطور، ويكون برنامجاً وطنياً من برامج الدولة.
عندما اطلق صالح شهاب الترويح السياحي في وقت كانت المنطقة الخليجية تحديداً صحراء جرداء، خالية من اي برامج ترفيهية، رغم أن فكرة المشروع كانت بسيطة، لكنها شعبية بدليل اجتذاب العوائل الكويتية والمقيمة، فضلاً عن صداها الى البلدان الخليجية، وحضور متابعة برامجها التي لا تخلو من الغناء الشعبي الكويتي او خليجي.
هذا فضلاً عن الحفلات الغنائية التي كان يحييها نجوم الفن، الكويتي والعربي، على مسرح "سينما الاندلس"، والكويت كانت سعيدة ورائدة في منطقة محافظة حينها.
لماذا تراجعنا سياحياً او ترفيهياً، بصراحة وعلى المكشوف، نحن اصابتنا "ضربة عين"، حيث تكالبت علينا عمليات الإرهاب و"خفافيش الصحوة" وظاهرة التدين خصوصا الشباب الذين انجروا إلى ما أطلق عليه دروسا توعوية، ولا نستثني احداً، لانها ظاهرة شلت العقول واوقفت البلاد.
هذه الظاهرة لم تكن تديناً، انما خدعة شيطانية خبيثة ونكسة كان الهدف منها توجيه دفة البلاد لاهدافهم، بينما الاخرون استغلوا الفراغ الذي احدثه غياب الكويت عن الترفيه، فكانوا البديل الناجح والمبتكر وعلى قاعدة صلبة.
السياحة في الكويت ربما ممكنة، لكن علينا ان نعرف من أين نبدأ وكيف، فهل نبدأ مما وصل اليه ونجح فيه الاخرون، او نقدم بضاعة سياحية مبتكرة، تناسب زمن ما يسمى الذكاء الاصطناعي والفن الابداع؟
ممكن "ليش" لا ، فانت اذا قدمت ما يقدمه الاخرون فقد فشلت منذ الساعة الاولى، وفتح ابواب البلاد للسياحة، بلا مشاريع ترفيهية ابداعية مبتكرة، فانت لن تقدم سياحة ولا ترفيها، انما خيبة امل.
السيد وزير الاعلام والثقافة عبدالرحمن المطيري، تحدث عن السياحة المقبلة بتفاؤل وثقة تامة، متخطياً ما سيلقاه من عراقيل ومطبات، التي ستوضع في طريقه، وما اكثرها، إلا انني اعتقد أن تصورات الوزير لا تتعدى ما يقدم في دول ناشطة في السياحة. الخبير الاقتصادي السيد جاسم السعدون اختصر الموقف بالقول "تحويل الكويت الى بلد سياحي يصطدم بالتخلف"، وهذا قول فصل، والصخرة الكؤود التي قد يعجز الوزير عن تحريكها، ورغم ذلك نحن لن نلقي صخرة ولا حصوة ولا اكبر ولا اصغر لا في بحر الوزير، ولا في طريقه، بل لعلنا اكثر تفاؤلاً وحماسة وتشجيعاً لنرى، وقد تزينت البلاد بزينة السياحة وبيارق الفرح، وبما يتطلب من استعداد واعداد، وسوف لا نخضع لرقابة بلدان سبقتنا وتربعت على عرش السياحة، وشربت مروقها.
صحافي كويتي
