السبت 11 أكتوبر 2025
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
إذا كانت النفوس كبيرة تعبت في مرادها الأجساد
play icon
الافتتاحية

إذا كانت النفوس كبيرة تعبت في مرادها الأجساد

Time
الثلاثاء 07 أكتوبر 2025
أحمد الجارالله

‏لأن إذا كانت النفوس كبيرة تعبت في مرادها الأجساد، ولأن الريادة هي جهد مستمر، وعمل دؤوب، وفي الوقت نفسه تعزيز حضور الكوادر الوطنية كي تؤدي دورها على أكمل وجه، فهذا ما يعبر عنه عزم صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، على عقد شراكات مع شركات ومؤسسات عالمية، كي تصبح الكويت منصة رائدة في اقتصاد المنافسة، ليس الخليجي فقط، بل الإقليمي.

على هذا الأساس حَفِل الأسبوع الماضي بسلسلة من لقاء القيادة السياسية مع نخبة من أصحاب الشركات والرؤساء التنفيذيين لعدد من المؤسسات الكبرى دولياً، وتركز البحث على توسيع آفاق الاستثمار الأجنبي في البيئة المحلية المتعطشة لذلك في النواحي كافة، أكانت الصناعية منها أم الخدماتية أم الاقتصادية، وكذلك الزراعية.

بدأت تظهر بعض ثمار ذلك، في العلاقة الستراتيجية مع شركات صينية كبرى في مجالات التشجير والزراعة، وهي خطوة في طريق طويل، تعمل القيادة بكل الإمكانات، كي تتحول الكويت قاعدة إقليمية اقتصادياً لها حضورها.

إذ من البديهي أن الشعوب تطمح دائماً إلى الاستقرار الاقتصادي، واستغلال الفرص بما يعزز تنمية مجتمعاتها، ما يشكل قوة ذاتية لها في مواجهة تداعيات أي أحداث غير متوقعة قد تحدث في غفلة من الزمن.

ولأن القيادات، الحريصة على خدمة أوطانها، تحمل هم شعوبها، تسعى إلى تعزيز قوتها في مواجهة أي أحداث، وكذلك تحول التهديدات إلى فرص، لذا فإن جهود صاحب السمو الأمير، وولي العهد، وبقية أعضاء القيادة السياسية تصب في بذل الجهود الكبيرة في سبيل تأهيل الكويت، التي عانت كثيراً مما تركه الشغب السياسي، والفساد الناتج عنه، في خفض قوة الحركة الاقتصادية، بينما اليوم الفرصة متاحة كي تنفض البلاد غبار ذلك، لتكشف عن الوجه الناصع لها.

لا شك أن ذلك يستتبع أداء مؤسساتياً على مستوى رفيع، وممارسة صحيحة، لا تقوم على النوازع الشخصية، أو التفكير داخل صندوق المماحكات.

على هذا الأساس المطلوب من الجهات الحكومية أن تكون على مستوى المرحلة، فلا تعمل على إقفال الأبواب أمام المستثمرين المحليين والأجانب، والتخلي عن الكيدية في المعاملة، فلا يكون كل همها متابعة مخالفة بسيطة وجعلها قضية كبرى، فيما الأساس هو التشجيع على الابتكار، وإفساح المجال للمواطنين كي يبذلوا أقصى الجهد لاستغلال كل لحظة في تعميم المنافسة الشريفة وفق أسس صحيحة.

هذا يعني أن على المؤسسات الحكومية الاستفادة من الفرص التي توفرها القيادة السياسية بجهدها المستمر لإعادة البلاد إلى الريادة التي كانت عليها في الماضي، وشكلت لبنة مهمة في بناء "التعاون" الخليجي، بل تحولت في لحظة ما إلى مركز ثقافي وتنموي عربي له بصماته الحاضرة دائماً.

اليوم ثمة فرص عدة، لا يمكن التقاعس عنها، لأنها إذا مرت دون الاستفادة، يعني التخلف، والعودة إلى المربع الأول، وهذا ليس ما تطمح إليه القيادة السياسية، التي وعدت، وأوفت أن تعيد الكويت إلى مستوى الريادة الراقية، ولذا تعمل على شراكات ستراتيجية كبرى، وتحرص القيادة على استقطاب استثمارات كبرى في سبيل تنويع مصادر الدخل، وتحرير الاقتصاد من هيمنة النفط عليه، وفتح الأبواب أمام الشباب الكويتي، والمستثمرين المحليين كي يؤدوا دورهم في هذا المجال.

فالكويت بوابة مهمة في المسار التنموي، وبالتالي فإننا جميعاً نريد لها استعادة عزها الاقتصادي والتنموي، والانفتاح، فالجميع فيها يدرك أن الاستقرار هو النمو والازدهار.

أحمد الجارالله

آخر الأخبار