حديث الأفق
حين صار مرهقاً من كثرة الحروب قرر الترحال
تعب العبدان من مشقة الطريق فاتفقا على قتله
إن أدركَتني مَنِيَّتي أريد منكما إبلاغ أهلي وصيتي
من مبلغ الأقوام أن مهلهلاً... أضحى قتيلاً في الفلاة مجندلاً
الحارس بن عباد: إنما الدية عند الكرام الاعتذار
عندما قُتل ولده جبير قال: لأقتلن به عدد الحصى
لا تطلق حكماً وأنت لم تخض التجربة ولا تذم غريقاً
كثير من الناس لا يفهمون الفرق بين المتعة والسعادة
لن أستطرد كثيراً، فإن العبر الواردة في هذه الأسطر تعبر عن نفسها، وتوضح كيف يمكن للمرء أن يكون فطناً في الأوقات الحساسة، ويسدي النصائح من غير علم وتجربة، وكذلك الفرق بين المتعة والسعادة. في الأسطر التالية ثمة قصتان، الأولى عن الفطنة، والثانية عن عدم النصح بلا تجربة، والفوارق الوهمية التي نعتقد أنها مصدر سعادتنا:
بعد 40 عاماً من القتال كبر الزير سالم المهلهل، وانحنى ظهره وشاب رأسه، وصار مرهقاً من كثرة الحروب، فقرر الترحال في بلاد الله، فمده ابن أخيه بالزاد، وعبدين يقومان على خدمته.
ولا يزال المهلهل يجول حتى تعب العبدان من مشقة الطريق، فاتفقا على أن يقتلاه، ثم يخبرا أهله أنه قد وافته المنية.
شعر المهلهل بمكيدتهما، فقال لهما: "إن أدركتني منيتي أريد منكما أن تبلغا أهلي وصيتي، وعاهداني على حفظها وتأييدها، وإذا وصلتما الحي فأنشدا أهلي هذا البيت:
من مبلغ الأقوام أن مهلهلا
لله دركما ودر أبيكما".
فحلفا له بأعظم الأيمان أنهما سيبلغانها كما هي، وكرر عليهما البيتين حتى حفظهما، ولما دخل الليل ذبحاه ودفناه، ورجعا إلى ديارهما، وفي الطريق قابلا عدي واليمامة ابني أخ الشاعر القتيل، ونقلا لهما خبر وفاته، وبيت الشعر.
عند سماع عدي بيت الشعر تعجب قائلا: "عمي لم يقل في حياته مثل هذا الشعر الركيك".
بينما كانت اليمامة بنت أخيه كليب، اعتادت استكمال أبيات الشعر مع عمها، فكان هو يقول أول شطر من بيت شعره، فترد عليه بالشطر الثاني، فقالت للعبدين: "أعيدا عليَّ ما قال عمي".
بعدما أعادا لها البيتين أكملت اليمامة، قالت:
"من مبلغ الأقوام أن مهلهلا
أضحى قتيلاً في الفلاة مجندلاً
لله دركما، ودر أبيكما
لا يبرح العبدان حتى يقتلا".
فقُبض على العبدين وألقيا تحت العذاب والضرب الشديد إلى أن أقرا أنهما قتلا المهلهل ودفناه، فقُتل العبدان في الحال، وهكذا انتهت حياة المهلهل، وقد أخذ ثأره في حياته، وبعد مماته.
الفرق بين السعادة والمتعة
كثير من الناس لا يفهمون الفرق بين المتعة والسعادة، فالمتعة عابرة، والسعادة دائمة، والمتعة جسدية، أما تلك فروحية، فأنت تحصل على المتعة، لكنك تعطي السعادة. يمكنك الحصول على المتعة بالمخدرات، أو غيرها، لكن لا يمكنك الحصول على السعادة بتلك الأشياء المدمرة، إذ تشعر بالمتعة وحدك، لكن الناس يختبرون السعادة معا.
المتعة المفرطة تنتهي دائماً بالإدمان، سواء كانت مخدرات أو غيرها، وحتى سلوك، لكن لا يوجد شيء اسمه إدمان الكثير من السعادة.
أخيراً والنقطة الأهم أن المتعة من الـ"دوبامين"، والسعادة من الـ"سيروتونين".
وهناك شيء واحد يقلل من الـ"سيروتونين" هو الـ"دوبامين"، لذلك كلما سعيت إلى المتعة أكثر سوف تكون أكثر تعاسة.
لاس فيغاس، ماديسون أفينيو، وول ستريت، وادي السيليكون واشنطن دي سي، قد خلطت بشكل متناغم بين مفهوم السعادة ومفهوم المتعة، وأربكتنا حتى يعتقد المرء أنه يستطيع شراء السعادة، بينما كنا بالتأكيد غير سعداء.
الكل حكيم ما دامت القصة ليست قصته
عندما قُتل وائل بن ربيعة، قال الحارس بن عباد: "إنما الدية عند الكرام الاعتذار"، لكن عندما قُتل ولده جبير، قال: "لأقتلن به عدد الحصى، والنجوم، والرمال".
الكل حكيم طالما القصة ليست قصته، والكل كريم ما دام المال ليس ماله، والكل صبور ما دامت المصيبة ليست مصيبته، والكل بطل ما دامت المعركة ليست معركته، فلا تطلق حكماً وأنت لم تخض التجربة، ولا تذم غريقاً، وأنت على اليابسة، ولا تحكم على الناس وأنت لم تعش ظروفهم.
نكشات
النوم هو موت، في الصباح علينا أن نشكر ربنا أنه أحيانا بعدما أماتنا،لذا علينا في كل صباح أن نحمد الله على الحياة،الحمد لله، ولعل يومنا يسر وتيسير،اللهم إنّا استودعناك أنفسنا فأنت الحافظ.
أخطر شيء عندما تغلق حنفيات تدفق المال، بعدها يتوقف كل شيء، البيع والشراء، ويتوقف الإنفاق، فيما ندفع المال عبر الحنفيات الطبيعية فيولد الازدهار والسعادة، ويعيش الناس الفرحة، ويقال إن أهم من الكسب هو الانفاق.
معالي وزير الإعلام والثقافة، ومعها السياحة، أرجو أن تتدخل، إنهم يمنعون المزارع من استضافة أهل الكويت والوافدين، أيام الشتاء، من التمتع بهذه المزارع.دعوا الناس، وبلا حسد، يتمتعوا في هذه المواقع، ودعوا أصحاب المزارع يستفيدوا، فما المانع، فالكويت بحاجة الى الكثير من مشاريع الرفاه.