حوارات
يستغرب الانسان الشيء عندما يندهش من وجوده، أو حدوثه بشكل مفاجىء في الحياة الإنسانية، لا سيما عندما يرتبط هذا الاستغراب بالدهشة من التصرّفات المفاجئة، أو الصادمة لبعض الأفراد.
وبالنسبة لي على الأقل، لا أعتقد أنه يوجد بالنسبة للإنسان البالغ عمرياً، والعاقل، والناضج نفسياً شيء يحدث فجأة دون مقدّمات في البيئة البشرية، ولهذا السبب لا أستغرب حدوث أي شيء، ربما إطلاقاً.
ومن بعض الأمور التي لن استغربها شخصياً في عالم اليوم المضطرب، نذكر ما يلي:
-سقوط الأقنعة: لا يستغرب صاحب العقل المنفتح، لا سيما من يحرص على ممارسة مرونة التفكير، ويتأنّى في إصدار أحكامه الشخصية على الآخرين، أن تسقط بعض الأقنعة الموقتة عن وجوه بعض الأفراد.
وما هو مستغرب في هذا السياق هو حقيقة استغراب الشخص المُستغرِب من تقلّب الأمزجة والمواقف الشخصية في عالم اليوم المتقلّب، ولقد قال أجدادنا العرب القدماء: "من ودّك لأمر أبغضك عند انقضائه".
-كل مبذول مملول: لا يستغرب الانسان العاقل أنّ كل ما يقدّمه، أو يضحّي به من أجل الآخرين، ربما سيتحوّل خلال لحظات الى أمر مضمون، أو مؤكّد الحصول عليه وفق وجهات نظرهم، ولا يستغرب العاقل نكرانهم لجمائله عليهم، أو جحدهم لمواقفه المؤيّدة لهم، فما يزيد عن حدّه في السلوك الإنساني، ينقلب غالب الوقت الى ضدّه، لا سيما طيبة القلب المفرطة، والكرم المفرط والتسامح المفرط والتغافل المفرط من جانب واحد.
- العدو الصديق: يعادي أحدهم شخصاً معيّناً لأي سبب، وربما يطول أمد هذه العداوة لسنوات عدّة، لكن يحدث أحياناً كثيرة في الحياة الإنسانية أن تنعكس، وتنقلب الظروف والسياقات، والعلاقات الإنسانية بشكل مفاجىء، فيصبح العدو صديقاً حميماً، والعاقل هو من لا يفرِط في عداوته، لا سيما، يجدر به أن يتجنّب زيادة عدد أعدائه في عالم اليوم المضطرب.
-النضج الفكري والنفسي وقلّة الاستغراب: يقلّ استعجاب الانسان ممّا يمكن أن يحدث في أي لحظة في الحياة الإنسانية، ويصبح مهيّئاً لحدوث أي شيء، عندما ينضج نفسياً وفكرياً، والعلامة الأبرز للنضج في هذا السياق هي قلّة الاستغراب!
كاتب كويتي
@DrAljenfawi