الاثنين 13 أكتوبر 2025
28°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
استيراد مياه الري الزراعي
play icon
كل الآراء

استيراد مياه الري الزراعي

Time
الخميس 09 أكتوبر 2025
حسين أحمد قبازرد

مزارعو الكويت يواجهون أزمة حقيقة في مسألة الري الزراعي، وذلك بعد تعثّر مشروع إيصال المياه المعالجة إلى مزارع الشمال والجنوب، والذي كلّف الدولة ملايين الملايين من الدنانير.

وبعد زيادة نسبة التملح في مياه الآبار الارتوازية، ومخالفة المزارعين الذين لجأوا إلى استخدام مكائن تحلية مياه الآبار المالحة في مزارعهم، بدلا من استخدام "تناكر" المياه العذبة من محطاتها الرئيسة في شمال الكويت وجنوبها، خصوصا أن طريقة جلب هذه المياه عبر "التناكر" الثقيلة مكلفة مالياً، ومضنية، ومرهقة للمزارع، تستنفد كثيراً من وقته وجهده وماله.

نحن في الكويت لا نحظى بمصادر مياه طبيعية (أمطار وأنهار)، ومياهنا الجوفية مالحة، ومكائن التحلية مكلفة، ومياه التناكر العذبة أكثر كلفة، لذا ليس أمامنا سوى المياه المعالجة "الرباعية".

ومن دونها ينبغي أولا معالجة أوجه القصور في مشروع إيصال المياه المعالجة لجميع مزارع العبدلي والوفرة، لتحصل كل مزرعة على ما تحتاجه من هذه المياه الحيوية، وبأسعار رمزية، أو البدء بمشروع موازٍ ثان؛ اليوم قبل الغد، كسباً للوقت والجهد والمال.

وإلى أن يحدث هذا؛ فإن مكائن التحلية تبقى الحل، مع أنها، كما ذكرت سابقاً، مكلفة، وتحتاج إلى صيانة وفلاتر، وبحيرة اصطناعية من الأرض، لقذف الماء المالح الخارج من هذه المكائن.

وللعلم؛ فإن الاستفادة من مياه الصرف الصحي، للري الزراعي أفضل للبيئة وأصحابها، من إلقائها في البحر، تلوّثه، وتقتل بعض أسماكه، كما يمكن جلب المياه العذبة، أو استيرادها من الخارج عبر البواخر، للري الزراعي؛ فاستيراد الماء العذب أقل تكلفة من تحلية مياه البحر، وإيصالها لمحطات الشمال والجنوب.

وما دام الشيء بالشيء يذكر؛ فإن مزارع الكويت، وخصوصاً مزارع منطقة الوفرة الزراعية، تواجه مشكلة عويصة منذ سنوات طوال، تتمثل في تسرب المياه الجوفية إلى سطحها نتيجة لأخطاء في حفر الآبار الفوّارة، أقصد الحفر إلى عمق 120 متراً وأكثر؛ للوصول إلى حقل أو طبقة مياه، أو حقل الدمام العذبة.

وها هي الدولة مشكورة تحاول عبر فريق فني إنقاذ المئات من المزارع الغرقى بالماء، وبخاصة شتاءً (بعد هطول الأمطار) لأن هذه المشكلة تتفاقم عاماً إثر عام مما يهدد مئات المزارع بالخراب والبوار.

والخلاصة: لا زراعة من دون مياه، فهي في كل زمان ومكان عصب الزراعة، وعمودها الفقري، وحيث توجد المياه العذبة يوجد السكان، وتتشكّل المجتمعات، وتتكون الدول والحضارات، ولا أستبعد أن تكون الحروب المقبلة بين بني البشر في الشرق الأوسط حروب مياه عذبة، وسيطرة على مصادر المياه الطبيعية في العالم، والحل؟

في اعتمادنا على استخدام مياه الصرف الصحي للري الزراعي بعد معاملتها رباعياً، وتعميم أساليب الري الحديثة، التنقيط بالرش في ربوع المناطق الزراعية، ولنحمد الله تعالى أننا نملك المال الوفير اللازم لمعالجة كل مياه الصرف الصحي، بدلاً من رميها في البحر وتلويثه.

... وللكلام بقية.

عضو مجلس إدارة هيئة الزراعة الأسبق

آخر الأخبار