السبت 11 أكتوبر 2025
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
مشروع فضائي يهدد ظلام الليل
play icon
تكنولوجيا

مشروع فضائي يهدد ظلام الليل

Time
الجمعة 10 أكتوبر 2025


أثار مشروع أميركي جديد موجة من الجدل في الأوساط العلمية، بعدما أعلنت شركة ناشئة مقرها كاليفورنيا، تُدعى Reflect Orbital، عن خطط لإطلاق أقمار صناعية مزوّدة بمرايا ضخمة تعكس ضوء الشمس نحو الأرض بعد غروبها، لتوفير ما تصفه بـ"ضوء الشمس عند الطلب".

فكرة مبتكرة لإنارة الطاقة الشمسية ليلاً

تقول الشركة إن التقنية تهدف إلى توسيع ساعات إنتاج الطاقة الشمسية، من خلال عكس أشعة الشمس نحو مزارع الطاقة والمناطق الصناعية في الليل.

وأوضح مؤسس الشركة بن نواك في تصريح مصوّر على منصة "إكس": "نريد أن نوفّر ضوء الشمس حتى بعد غروبها، باستخدام تكنولوجيا بسيطة وفعالة تدعم مستقبل الطاقة النظيفة".

ووفقًا للموقع الرسمي للشركة، ستبدأ المرحلة التجريبية بإطلاق أول قمر اصطناعي باسم Earendil-1 عام 2026، تمهيداً لبناء شبكة من الأقمار الصغيرة على مدى السنوات التالية، دون تحديد العدد النهائي بعد.

أقمار بمرآة عاكسة بقطر 50 متراً

تشير وثائق أولية ومقابلات نشرتها ScienceAlert وSpace.com إلى أن النموذج الأولي للقمر الصناعي سيضم مرآة عاكسة يبلغ قطرها نحو 54 مترًا، تدور في مدار منخفض على ارتفاع يقارب 625 كيلومتراً فوق سطح الأرض.

وتهدف المرايا إلى عكس ما يصل إلى 20% من شدة ضوء الشمس في الظهيرة (حوالي 200 واط/م²) باتجاه أهداف محددة على الأرض.

تحذيرات من "تلوث ضوئي من الفضاء"

لكن علماء الفلك حذروا من أن المشروع قد يُحدث تلوثاً ضوئياً غير مسبوق، يهدد المراصد الفلكية ويشوّه الرؤية الطبيعية لسماء الليل.

وقالت DarkSky International، المعنية بحماية الظلام الطبيعي للسماء، إن المشروع "يفتح الباب أمام ترويج تجاري للسماء ويقوّض الجهود العلمية لمراقبة الكون".

وأشار مقال تحليلي في The Conversation إلى أن القمر الصناعي الواحد سيكون أضعف من الشمس بـ15,000 مرة، لكنه أكثر سطوعاً من القمر الكامل، ما يجعله مرئياً للعين المجرّدة ويؤثر سلبًا على الرصد الليلي.

دقائق من الضوء... وساعات من الجدل

وبحسب تقديرات فلكية، سيمرّ كل قمر من هذه الأقمار فوق أي نقطة على الأرض لمدة 3 إلى 4 دقائق فقط، مما يعني أن توفير إضاءة متواصلة ساعة واحدة يتطلّب مئات أو آلاف الأقمار الإضافية، وهو ما يجعل المشروع صعب التنفيذ عملياً.

ويحذر الخبراء من أن أي خطأ في توجيه المرايا قد يؤدي إلى انعكاسات ضوئية مكثفة على مناطق مأهولة أو بيئات طبيعية حساسة، كما قد يعقّد مراقبة الكويكبات والأقمار الصناعية الأخرى.

بين الابتكار والمخاطر البيئية

يرى أنصار المشروع أنه ابتكار طموح لتعزيز الطاقة المتجددة، بينما يراه العلماء "سابقة خطيرة" في تسليع السماء.

وقال عالم الفلك البريطاني مارتن ريث في تصريح لـبلومبرغ: "إن عكس الضوء من الفضاء قد يكون مفيدًا تقنيًا، لكنه يهدد البيئة البصرية للأرض. سماؤنا ليست شاشة عرض".

إلى ذلك، أكدت Reflect Orbital أنها تعمل مع خبراء فلكيين لتقليل التلوث الضوئي، وأن الأقمار ستستخدم "أنظمة تحكم دقيقة لتوجيه الضوء نحو أهداف محددة فقط".

آخر الأخبار