السبت 18 أكتوبر 2025
31°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
اتفاق غزة... أين مصلحة الفلسطيني؟
play icon
كل الآراء

اتفاق غزة... أين مصلحة الفلسطيني؟

Time
السبت 11 أكتوبر 2025
م. عادل الجارالله الخرافي

‏رغم أننا فرحون بوقف إطلاق النار في غزة، لما شاهدنها من فظائع في القطاع خلال سنتين، ورغم الخسائر البشرية التي تكبدها الشعب الفلسطيني، وتجويع نحو مليوني نسمة، والتدمير الممنج الذي مارسته إسرائيل، إلا أننا نرى صمودا اسطوريا، من شعب صابر على المأساة، ولم يستسلم أبداً.

رغم كل هذا علينا أن نتوقف عند ملاحظات عدة، يمكن أن تشكل أساساً لمقاربة واقعية في تاريخ المأساة الفلسطينية المستمرة منذ العام 1948.

ففي الاساس، يمكن القول إن هذه الحرب الاولى التي يخوضها الشعب الفلسطيني بمفرده، وعلى أرضه منذ بداية الاحتلال، فالمعارك الاخرى سابقا كانت محاولات كتب لبعضها النجاح، وفشلت أخرى، إلا أنها في المحصلة ادت إلى مراكمة التجارب، العسكرية والسياسية.

لكن في السابع من اكتوبر عام 2023، كانت بداية أخرى، كان من الواجب أن يبني عليها الفلسطينيون أساساً لمستقبل جديد، او أن يخوضوا التجربة منذ زمن طويل قبل هذه الحرب، اعتمادا على النفس، كي يكسبوا الآخرين، لأن لا أحد يساعدك، او يحمل همك، اذا لم تساعد نفسك اولاً.

فالقوة التي واجهت بها اسرائيل هذا الشعب، لم تكن في العقود الماضية ذاتها اليوم، ورغم ذلك فشلت بتحقيق اهدافها، بل إن الفلسطيني فرض عليها مرات عدة، في السنتين المنصرمتين، أن تعيد حساباتها اكثر من مرة، بينما في المقابل كانت القضية تزداد حضورا عالمياً، حتى اصبحت اسرائيل معزولة تماما.

طوال العقود الماضية كان القرار الوطني ليس موحداً، لان نحو 20 فصيلاً لا يمكن ان تتفق على رؤية واحدة، لا سيما إذا دخلت الحسابات العشائرية، والمناطقية، والنوازع الشخصية، على العكس من التجارب الاخرى، مثل فيتنام، او المقاومة الفرنسية، او غيرهما، التي قامت على قرار واحد.

لهذا اليوم نجد الانقسام الفلسطيني يتجلى في الحسابات الخاصة، وكأن قطاع غزة ليس من فلسطين، إنما هو مختبر تجارب، يبنى فيه الموقف الاستثماري الضيق، وهذا لا يخدم المصلحة الفلسطينية.

إذا أخذنا مآلات الحرب الفلسطينية هذه نجد أنها فرضت على الولايات المتحدة السعي إلى وقفها، ليس من الجانب الانساني، لأن ذلك كان واضحاً منذ الاسابيع الاولى، وكان يمكن وقفها منذ ذلك الحين، ليس خدمة للقضية الفلسطينية، بل لان تطورات الميدان فرضت عليها ذلك.

ولهذا كان موقف الرئيس الاميركي دونالد ترامب واضحاً بعد أن ادرك ألا مفر من وقف العزلة الدولية لاسرائيل، الا بتغيير التكتيك، مع غياب أفق الحسم العسكري، رغم الدعم المطلق لاسرائيل، وتعطيل واشنطن قرارات وقف الحرب الاممية مرات عدة، فيما تصاعد الاعتراف بدولة فلسطين، وتغير اتجاهات الرأي العام العالمي، في محاولة لإنقاذ صورة إسرائيل دوليا.

هذه الحسابات إلى ماذا تؤدي؟

وفقا لما خبرناه في السنوات الاخيرة، لا يمكن الركون إلى العهود التي تقطعها اسرائيل، لأن اليهود اساسا، ومنذ عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم) ينقضون عهودهم، ما يعني انهم لا يبقون على اتفاق، إلا اذا كان لمصلحتهم.

ولهذا علينا الا نتوقع منهم التزام الاتفاق، ولهذا على القوى الفلسطينية أن تعمل على توحيد قرارها، خصوصا أن الولايات المتحدة تاريخياً تقف مع اسرائيل، ظالمة ومظلومة، لأن العقيدة السياسية الاميركية تقوم على مفاهيم تستند إلى حاجتها لهذه القاعدة الخادمة لمصالح واشنطن.

لذا فإن الحديث عن ضمانات اميركية يبدو غير واقعي، ففي المستقبل القريب، ووفقا لتجارب الماضي، ستكون هناك مخالفات من اسرائيل، تقوم على مبررات واهية تحمل المسؤولية عنها للاخوة الفلسطنيين، تماما كما يجري في لبنان بعد اتفاق وقف اطلاق النار، الذي التزمت به بيروت، لكن تل ابيب لا تزال تخرقه.

لذا فإن الحل الوحيد هو أن تكون هناك دولة فلسطينية، يجمع عليها العالم، وتفرض على اسرائيل فرضاً، وأن تكون هناك قيادة فلسطينية موحدة، وليس فصائل متناحرة على صغائر.

آخر الأخبار