"هتلرنياهو"... العصر

مساحة للوقت

كشفت حرب غزة صفحة تاريخية جديدة للإجرام في استخدام وسائل وأساليب مختلفة من الإبادة البشرية، والتهجير الإجباري، والانتقام بتجويع الأطفال والنساء والمرضى، وجرف الأراضي الزراعية، وتدمير المنازل والممتلكات، والمستشفيات والبنى التحتية طوال عامين منذ أكتوبر 2023 وحتى اليوم، الذي نشهد فيه مفاوضات لوقف هذه الحرب وإيجاد الحلول الدبلوماسية بمشاركة جميع الأطراف المعنية لحل أزمة غزة وفتح صفحات جديدة لتنفيذ "خطة ترامب"! لكن هل يخضع مجرم هذه الحرب نتنياهو للضغوط التي تطارده من الجانب الأميركي، ومن الشارع الإسرائيلي، وبخاصة أهالي الرهائن، ومن شبح المقاومة التي صمدت أمام كل هذا الحشد العسكري، وهل ينجو المجرم "هتلرنياهو" من الاتهامات التي تلاحقه داخلياً، ومن المحكمة الجنائية الدولية التي تطارده كمجرم حرب؟

بالطبع إن كان السفاح الألماني هتلر اتُهم بإبادة يهود أوروبا فالمجرم نتنياهو نسخة مماثلة من الإجرام البشري في العالم.

من هنا نقول إن نهاية كل مجرمي الحروب كانت، وستكون، مأسوية، لأن التاريخ يعيد نفسه، وليسأل المجرم "هتلرنياهو" نفسه: أين شارون وبيغن ومائير وموشي ديان وغيرهم من المجرمين الذين تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء؟

بل أين سيذهب مجرم هذا العصر بعد انتهاء ونجاح خطة ترامب، وبعد هذا الحضور الدولي الكبير لتأكيد الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، وإنهاء حلم الصهاينة بالوطن القومي على أرض فلسطين وسقوط "وعد بلفور" نهاية عام 2025؟

وهنا نجد، بل نأمل، أن يتوحد ويتوافق القرار السياسي والستراتيجي للإخوة في السلطة الفلسطينية، وكل فصائل المقاومة على هدف تحرير فلسطين والقدس من الاحتلال، واستغلال الظروف الحالية والمستقبلية بالحوار السياسي الشامل، وسد كل العقبات والثغرات أمام العدو، وكل من يراهن على فشل المساعي السياسية العربية والغربية لحشد الدعم الدولي الكامل للاعتراف بعودة الحرية، والاستقلال لفلسطين، وشعبها الصابر والجلد، والمناضل العظيم. نحن بالانتظار حتى تتضح ملامح اتفاقية حوار شرم الشيخ لنقول: نعم "غزة انتصرت وتحررت"، وتستكمل مسيرة التحرير بقية الأراضي الفلسطينية المحتلة، والله المستعان.

كاتب كويتي