احتفال تاريخي برئاسة ترامب والسيسي في شرم الشيخ باتفاق غزة

غزة، عواصم - وكالات: فيما وعد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي باحتفال تاريخي يليق بالاتفاق، بحث وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي مع نظيره الأميركي ماركو روبيو الترتيبات الخاصة بقمة شرم الشيخ التي ستعقد برئاسة مشتركة بين الرئيسين المصري عبدالفتاح السيسي والأميركي دونالد ترامب، أكد الرئيس ترامب أنه سيزور الأراضي المحتلة ثم يتجه في اليوم ذاته الى مصر حيث سيلتقي عددا من قادة دول العالم الذين تمت دعوتهم لحضور حفل توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس" لإنهاء الحرب في غزة في شرم الشيخ غدا الاثنين، وقالت مصادر في الحكومة الاسبانية إن رئيس الوزراء بيدرو سانشيز سيحضر المراسم، مضيفة أن الحكومة المصرية دعت سانشيز إلى القمة التي ستشهد مراسم توقيع الاتفاق بمدينة شرم الشيخ، بحضور الرئيس الأميركي دونالد ترامب وعدد من القادة العرب والأوروبيين.

وبينما ناقش الوزيران عبدالعاطي وروبيو هاتفيا الترتيبات الخاصة بقمة شرم الشيخ والأوضاع في المنطقة وترتيبات تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق السلام، واعتبر روبيو قمة شرم الشيخ حدثا تاريخيا فريدا، مشيدا بالدور المتميز والريادي الذي يضطلع به الرئيس السيسي والدولة المصرية ومساهمته في التوصل للاتفاق التاريخي، وأشار عبدالعاطي للتقدير البالغ الذي يكنه الرئيس المصري لنظيره الاميركي ولخطة السلام التي طرحها، مؤكدا أهمية متابعة وتنفيذ الاتفاق على الارض سواء خلال المرحلة الاولى أو المرحلة الثانية، قال الرئيس الاميركي دونالد ترامب إنه سيزور الأراضي المحتلة ثم يتجه في اليوم ذاته الى مصر حيث سيلتقي عددا من قادة دول العالم الذين تمت دعوتهم للقاء في القاهرة، وفي حين أشارت وسائل الاعلام الاميركية الى ان الزيارة ستتم مطلع الأسبوع الجاري، قال ترامب "سأذهب إلى إسرائيل. سألقي كلمة في الكنيست في وقت مبكر على ما أعتقد ثم سأذهب إلى مصر التي كانت رائعة"، مؤكدا أن جميع الدول كانت رائعة منها إندونيسيا والأردن فالجميع يريد أن يتم الاتفاق في غزة، وبشأن ما إذا كان هناك اجماع على باقي النقاط في خطته، قال ترامب "هناك إجماع على معظمها وبعض التفاصيل كأي شيء آخر سيتم العمل عليها لأنكم ستكتشفون أنه عندما تجلسون في غرفة جميلة في مصر كما تعلمون يكون من الأسهل التوصل إلى حل. لكن في بعض الأحيان لا ينجح الأمر عمليا"، واصفا اتفاق غزة بأنه "صفقة عظيمة للجميع للعرب والمسلمين وللعالم"، مشيرا الى ان الاسرى لدى "حماس" سيعودون غدا الاثنين، موضحا أن هناك نحو 28 جثة وبعضها يتم انتشالها الآن، مؤكدا أنه سيعاد إعمار غزة، قائلا "هناك دول غنية جدا وسيتطلب ذلك جزءا صغيرا من ثرواتهم وأعتقد أنهم يريدون ذلك"، كاشفا أنه سيتم إنشاء مجلس سلام برئاسته، معربا عن اعتقاده أنه سيتم الحفاظ على وقف اطلاق النار وأن مفاعيل الاتفاق سوف تتجاوز غزة، مشيرا إلى أن "إيران دخلت (دعمت الاتفاق) وقد سررت جدا برؤية ذلك وتشرفت جدا بدخول إيران".

في غضون ذلك، بدأ الآلاف من النازحين الفلسطينيين بالعودة التدريجية إلى مدينة غزة مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بعد مصادقة حكومة الاحتلال الإسرائيلي على اتفاق إنهاء الحرب فجر الجمعة الماضي، وقالت مصادر محلية إن الآلاف بدأوا منذ صباح الجمعة بالعودة إلى مدينة غزة عبر طريق الرشيد وطريق صلاح الدين، قطع معظمهم نحو سبعة كيلومترات سيرا على الأقدام، بينما كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن مصلحة السجون التابعة للاحتلال بدأت بنقل أسرى فلسطينيين من خمسة سجون مختلفة إلى مرافق الإفراج، تمهيداً لتنفيذ المرحلة الأولى من صفقة وقف الحرب في غزة مع "حماس"، مضيفة أن الصفقة تقضي بإطلاق نحو 250 أسيراً محكوماً بالسجن المؤبد إلى جانب 1700 معتقل من قطاع غزة، احتجزوا منذ 7 أكتوبر 2023، كما تنص وثيقة الصفقة على أن تفرج "حماس" عن جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء الذين تحتجزهم، وعددهم نحو 20 خلال 72 ساعة من بدء سريان وقف إطلاق النار.

وبينما قالت وسائل إعلام الاحتلال إن هناك معارضة شديدة للافراج عن رموز المقاومة الفلسطينية، وذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" أن الاحتلال رفض الإفراج عن الأربعة الذين تطالب بهم "حماس"، عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" مروان البرغوثي والامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات عضوي "حماس" حسن سلامة وعباس السيد وأزيلت اسماؤهم من القائمة، أعلن البيت الابيض إرسال 200 جندي أميركي لمراقبة تنفيذ اتفاق السلام وإنهاء الحرب، وقالت المتحدثة باسم البيت الابيض كارولين ليفييت إنه سيكلف نحو 200 جندي أميركي متمركزين بالفعل في قوات القيادة المركزية "سنتكوم" بمراقبة اتفاقية السلام وسيعملون مع قوات دولية أخرى على الأرض.

غزة، عواصم - وكالات: فيما أكد مصدر مصري مسؤول أن معبر رفح سيعمل في الاتجاهين الثلاثاء المقبل لعبور المرضى والعالقين، كشفت قناة الجزيرة القطرية أبرز مضامين الاتفاق الذي أعدّه الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في قطاع غزة، ووافقت عليه إسرائيل وحركة "حماس"، تمهيداً لوقف شامل لإطلاق النار وبدء مرحلة إنسانية وإغاثية واسعة، قائلة إن الخطوات التنفيذية للاتفاق تنص على توقف الحرب خلال 72 ساعة من موافقة الطرفين، على أن تدخل المساعدات الإنسانية فوراً، ويبدأ تنفيذ بنود اتفاق 19 يناير 2025 ذات الصلة بعمليات الإغاثة. وتشمل البنود انسحاباً إسرائيلياً تدريجياً من محيط غزة مقابل تقديم "حماس" معلومات عن المحتجزين الإسرائيليين، على أن يتم خلال 72 ساعة تسليم جميع المحتجزين الأحياء ورفات القتلى، في مقابل تقديم إسرائيل قوائم كاملة بالمعتقلين الفلسطينيين لديها، وينص الاتفاق أيضاً على تشكيل آلية لتبادل المعلومات عن المحتجزين بين الجانبين بإشراف الوسطاء الدوليين واللجنة الدولية للصليب الأحمر، إضافة إلى إرسال وفد مصري إلى معبر عوفر للتأكد من أسماء الأسرى المقرر الإفراج عنهم. وفي الجانب الإنساني، يتضمن الاتفاق دخول نحو 600 شاحنة يومياً إلى قطاع غزة محمّلة بالمساعدات والبضائع والوقود والغاز، على أن يتم احتساب عدد الشاحنات أسبوعياً بنحو 4200 شاحنة، وتتولى وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية استلام المساعدات وتوزيعها، ويشدد الاتفاق على ضمان حرية حركة الشاحنات شمالاً وجنوباً عبر شارعي الرشيد وصلاح الدين، مع إعطاء الأولوية لدخول الأغذية والمستلزمات الطبية ومواد الإيواء خلال المرحلة الأولى، ويشمل كذلك البدء بتنفيذ مشروعات عاجلة لإصلاح شبكات المياه والصرف الصحي وترميم المستشفيات والمخابز والطرق.

وفيما تتضمن البنود أيضاً، تشغيل معبر رفح في الاتجاهين، وفق اتفاق يناير 2025، والتنسيق لإعادة تشغيل محطة توليد الكهرباء عبر آلية تضمن تزويدها بالوقود، إلى جانب التوسع في إنشاء المخيمات داخل القطاع لاستيعاب النازحين وتوفير متطلبات المعيشة لهم، مع إدخال معدات إزالة الركام وتحديد مهامها بشكل منظم، أكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" أن نحو ستة آلاف شاحنة تحمل المساعدات الإنسانية تنتظر على أبواب مدينة غزة استعداداً للدخول، وقال المستشار الإعلامي لـ"الأونروا" عدنان أبو حسنة إن لدى الوكالة ستة آلاف شاحنة تنتظر على أبواب القطاع، مؤكداً استعدادها لتقديم مواد إغاثية تكفي سكان غزة لأشهر عدة، موضحا أن الأولوية تكمن في إعادة طلاب غزة إلى المدارس بعد عامين من الحرب المدمرة، لافتاً إلى أن 80 في المئة من قطاع غزة تم تدميرها جراء الحرب.