الثلاثاء 14 أكتوبر 2025
30°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الرئيس ترامب... ألف شكر
play icon
الافتتاحية

الرئيس ترامب... ألف شكر

Time
السبت 11 أكتوبر 2025
أحمد الجارالله

سيادة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، للمرة الأولى في العالم العربي منذ العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، وموقف الرئيس دوايت أيزنهاور الذي فرض على بريطانيا وفرنسا وإسرائيل وقف الهجوم، لم يشهد العالم العربي أي مبادرات من وزن تلك التي فرضتها لوقف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة.

لذا، تستحق الشكر على ذلك، فبها أنصفت الحلفاء العرب للولايات المتحدة، وللمرة الثانية منذ عام 1956 تعرف تل أبيب حدود الدعم الأميركي لها، وتقف عند هذا الحد، فيما هي استغلت مغامرة "حماس" الرعناء في السابع من أكتوبر عام 2023 كي تضع على الطاولة مخططات خيالية تقوم على أوهام "اسرائيل الكبرى" وحكم الشرق الأوسط، ورأت في ذلك فرصتها الكبرى.

اليوم، العالم اختلف كثيراً عما كان عليه خلال العدوان الثلاثي، أو حرب العام 1967، وتالياً فإن أي خطوة من أجل سلام هذه المنطقة محفوفة بالكثير من المخاطر، إلا إذا تيسر لها قائد يستطيع فرض إرادته، وهذا ما فعلته في وقف حرب غزة.

كما قلت سيادتك في مرات سابقة، هذا أساس سعيك إلى إنهاء صراع مستمر منذ ثلاثة آلاف عام، ومر بالكثير من المراحل، ومرت على الشرق الأوسط الكثير من الدول والإمبراطوريات، سادت ثم بادت، وبقيت الجغرافيا، والحضارات فيما الأقوام تغيرت، واليوم أنت تكتب صفحة جديدة في تاريخ هذه المنطقة، عنوانها مبادرتك التي وضعت الأمور في نصابها الصحيح، وحتى لو كانت متأخرة، لأسباب عدة لا مجال للبحث فيها حاليا.

لو كانت توافرت الإرادة بعد أسابيع منذ بدء الحرب، ربما كانت الإنسانية حافظت على حياة الآلاف من الأرواح، من كلا الطرفين، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن قادة الإقليم ليسوا أنبياء، ولكل منهم حساباته، لكن رغم ذلك فرضت الحل المنصف لكلا الفريقين، العرب والفلسطينيين من جهة، ومن جهة أخرى إسرائيل، وهذا بحد ذاته إنجاز كبير، وخطوة مهمة في السعي إلى إحقاق السلام في المنطقة.

إذ طوال ثمانية عقود كانت تتاجر تل أبيب بالسلام، وتسعى إلى الحرب، كي تفرض على العرب المزيد من التنازلات، وتستولي على الأرض، كي ينسى أعداؤها ما خسروه سابقاً، وكانت المرة الأولى التي تقف عند حدود أطماعها، حين فرض الرئيس الراحل أنور السادات الصلح عليها.

في المقابل، كان العرب يخسرون أوراقهم في كل مرة، لأنهم يرفضون الحلول، ويتاجرون بالحرب، رغم عدم وجود قوة تؤهلهم كي يذهبوا إلى طاولة المفاوضات من موقع الرابح، فيما القادة الاسرائيليون كانوا يستثمرون الشعارات العربية للحصول على المزيد من الدعم الغربي والعالمي، أكان مادياً أو معنوياً، ولقد حصلوا على ذلك مستغلين النفوذ اليهودي عالمياً، ومحاولة التكفير الغربي عن الذنب في ما جرى في الحرب العالمية الثانية.

سيادة الرئيس...

ثمة مثل عربي مفاده "الطمع يذهب ما جمع"، وهذه هي الحال في الصراع الاسرائيلي- الفلسطيني، إذ توهم رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو أنه كلما تمادى في الحرب سيحقق المزيد من الأطماع اليهودية في الشرق الأوسط، لكن ما جرى في الأيام القليلة الماضية أكبر تحول في المسار الاسرائيلي، فوقف الحرب في قطاع غزة عملياً هو مقدمة لوقف الأطماع الاسرائيلية في المنطقة.

فما جرى في الأمم المتحدة من إجماع على الاعتراف بالدولة الفلسطينية، كذلك انقلاب الرأي العام العالمي على إسرائيل جراء ممارساتها الوحشية، أثبت مرة جديدة أن العنف لا يحل الصراع، ولا يمكن لطرف، مهما كان قوياً، فرض شروطه، إنما الحوار ومبادرات السلام الواقعية وحدها التي يمكن أن تحقق العيش بسلام في الشرق الأوسط، وتحقن الدماء العربية والاسرائيلية، وهذا ما حققته سيد ترامب.

سيد البيت الأبيض... الشرق الأوسط جغرافيا كبيرة، ويمكن أن يعيش فيه أربعمئة مليون نسمة من كل الأعراق والأديان والأجناس.

أحمد الجارالله

آخر الأخبار