في السنوات الأخيرة انتشرت بين بعض الناس ظاهرة رش الماء على القبور، ظناً منهم أن هذا الفعل يخفف عن الميت، أو يبرد عليه، ورغم أن النية قد تكون بدافع الرحمة أو العاطفة، إلا أن مثل هذه الممارسات لا سند لها من الشرع، بل هي بدعة محدثة لم يعرفها المسلمون الأوائل.
لم يثبت على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولا على الصحابة الكرام أنهم رشوا القبور بالماء بعد الدفن، كل ما ورد شرعاً هو الدعاء للميت، وطلب المغفرة له، والاستغفار والصدقة الجارية التي تنفعه بعد وفاته، أما ما عدا ذلك من الأفعال المستحدثة فلا يجوز نسبته للدين.
البدعة هي كل ما أُحدث في الدين مما ليس له أصل في الكتاب أو السنة، ورش القبور بالماء يدخل ضمن هذا الباب، لأنه عمل لم يرد به نص شرعي مثل هذه الأفعال، قد تشغل الناس عن الأعمال النافعة حقاً للميت، كالدعاء والصدقة.
الرسول (صلى الله عليه وسلم) أوضح أن الميت ينقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، او علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له. وهذه الأعمال هي الطريق الحقيقي لنفع الميت، أما الممارسات التي لا أصل لها فلا تعود عليه بفائدة.
ينبغي علينا كمسلمين أن نقتدي بهدي النبي (صلى الله عليه وسلم) وصحابته الكرام، وألا نضيف إلى الدين ما ليس منه، فرش القبور بالماء بدعة لا أصل لها والأجدر، بالمسلم أن يكثر من الدعاء والاستغفار والصدقة عن الميت فهي أعظم ما يخفف عنه وينفعه عند الله تعالى.
كاتب كويتي