شابة كويتية "صانعة محتوى"... قدوتها الراحل "أبو طارق" محمد السنعوسي
جرّبي اخطئي تعلّمي اقتنصي لحظة الإلهام... واحذري مقارنة نفسك بالأخريات
حوار ـ جميل عارف
تصوير ـ مجدي
ميكب آرتست ـ إيمان بوراشد
تعج الساحة بالكثير من الإعلاميين في مجالات مختلفة، ظهور مكثف وآخر مقنن، لكن يوجد هناك من يلفت انتباهك، يستوقفك، يشدك ويجبرك بعد كل مرة أن تبحث عنه من جديد، لأنك آمنت بأنه يستحق المتابعة، غنيمة دشتي شابة كويتية إعلامية تشبه شخصيتها الصادقة والعفوية، ملامحها تعكس ما بداخلها من نور يسطع على محياها، مبتسمة دوما والجلوس معها استثنائي بامتياز، كم كبير من الثقافة التي تتميز بها يقابلها طيبة مطلقة وبسيطة، ومثلما نقول بلهجتنا المحلية "اللي في قلبها على لسانها"... معها أبحرنا وتوقفنا في محطات كثيرة، في رحلة ممتعة كان ينقصها فقط صوت فنان العرب محمد عبده وهو يشدو بـ "شبيه الريح":
كيف كانت بدايتك في مجال التنمية البشرية "لايف كوتش "أسلوب حياة"؟
اتبعت شغفي في هذا النوع من الهوايات حتى تحول الأمر الى عمل محترف، بالتأكيد لن أنكر أنني واجهت الكثير من الصعوبات والمعوقات في مجالي المرئي والمسموع لكنها البدايات التي تجاوزتها بكل قوة، أتذكر منذ طفولتي رافقني هذا الحب حتى تحول الى شغف حقيقي مفعم بالحماسة، حتى على مقاعد الدراسة أصبح واحدا من طموحاتي المستقبلية، لذا كنت حريصة على الانتساب الى الفريق الاذاعي في المدرسة، من هنا كانت الخطوة الأولى، سأخبرك عن "سر" كان الإعلامي والوزير السابق محمد السنعوسي،رحمة الله عليه، هو قدوتي ومنهجه الإعلامي ضالتي التي أنشدها، كبر معي هذا الأمل حتى توجت مسيرتي القصيرة في لقائه.
هل أثّر انضمامكِ الى منصة بوتيكات على علامتكِ التجارية أم ساعد في وصولكِ إلى جمهوركِ؟
محبة الجمهور نعمة، لن أنسى الدعم الكبير الذي تلقيته من قبل أسرتي، ربما ساعدتني طبيعة شخصيتي الاجتماعية في تحقيق المعادلة الصعبة بين الحفاظ على علامتي التجارية وبين اكتسابي لجمهور جديد ومختلف.
تسافرين كثيرا.. ما الذي يجذبكِ للسفر، وكيف تختارين وجهاتكِ؟
أعشق السفر بشكل خيالي… يشدني ماهية ثقافات الدولة التي أزورها، اندمج بين شعبها واتعرف على طبيعتهم وطباعهم، المناخ والأجواء تظل عالقة في ذاكرتي، ومو كأي أنثى يظل شغفي بالتسوق واقتناء كل ما هو نادر ليظل ذكرى لا تمحوها السنون، بالنسبة لتحديد وجهتي أضع في عين الاعتبار وقدرالمستطاع اختيار وجهة لم يسبق لي زيارتها من قبل، اضع مع نفسي برنامجا للرحلة " شاطرة بهالشي" لقضاء أطول وقت من الاستكشاف،الطقوس المتبعة في البلد، اتبعها بـ"الميللي".
هل تُفضّلين السفر بمفردكِ أم بصحبة الآخرين، ولماذا؟
السفر من دون شخص يشاطرك الرحلة لن يكون مكتملاً، لكن وهذه " اللاكن" ضع تحتها ألف خط أحمر، يجب عليك اختيار الشخص المناسب فالصورة من دون إطار يليق بها لن تظهر جميلة وممتعة.
أخبرينا عن تجربة سفر معينة غيّرت وجهة نظركِ أكثر من غيرها
في الحقيقة هناك أكثر من سفرة… مثل رحلتي الى هولندا وتحديداً أمستردام، "يا أخي" هذه البلدة تذهلك، نظافة شوارعها وأزقتها ومدنها، التزام شعبها من أجل الحفاظ على صورة بلدهم، الهدوء الذي يشبه الصمت، حتى في ذروة الضوضاء تكاد لا تسمع شيئا.
كيف تستطيعين الجمع بين تقديم المحتوى أثناء تنقلكِ والاستمتاع بالرحلة نفسها؟
أحب قضاء أكبر قدر من المتعة النفسية، وتحقيق الأهداف التي يتضمنها البرنامج، اعترف بأنني مقصرة من ناحية توثيق الرحلة فوتوغرافيا أو فيديوهات، لكن تظل اللحظة هي المتعة الحقيقية وان لم توثق، أحب أن أعيش سفرتي بعيدا عن فوضى السوشيال ميديا بمعنى آخر "عيش اللحظة".
ما الحاجيات الرئيسية التي لا تستغنين عنها في رحلاتك؟
قصة قصيرة، رواية جديدة… وشحن الهاتف النقال.
ما المدينة أو البلد المُفضّل الذي قمت بزيارته حتى الآن؟
مدن كثيرة و بلدان أكثر، لكن أشعر بأن مصر من البلدان التي استمتع بالسفر اليها، بلد جميل وشعب أجمل،... أوروبيا العشق الأبدي هولندا هي أجمل وجهاتي، وقريبا سوف أكون في ربوع بلاد العام سام الولايات المتحدة الأميركية.
لمن تقرئين؟ ولمن تستمعين؟
من ناحية الكتب تشدني الكتب التي تتسم بالحبكات الدرامية المشوقة والمحفزة للعقل والتفكير، أما موسيقيا فذائقتي كلاسيكية حتى النخاع.
هل لديكِ شغف إبداعي أو هوايات بخلاف صناعة المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي؟
من دون مبالغة أعتبر نفسي طباخة waaaw.
ما القيم التي تتحكم في اختياراتك أو قراراتكِ سواء في حياتك الشخصية أو صناعة المحتوى؟
بالنسبة لي أعتبر الصدق والنية الطيبة، والتأثير الإيجابي من الأولويات، حريصة على القيام بكل شيء حقيقي ينبع من قلبي ويعكس شخصيتي الحقيقية، أؤمن بأن الاحترام والأصالة هما الأساس في التعامل مع الناس، لذا كل قرار أتخذه يختصر عليّ المسافة لتحقيق أهدافي ويدفعني نحو الأمام بشكل أكبر يجعل النجاح حليفي.
كيف تحافظين على ثباتك الانفعالي خاصةً مع حضوركِ العام؟
الثبات الانفعالي صفة لا تُكتسب بسهولة بل نتيجة وعي وتدريب. أحرص دائمًا على تذكير نفسي بأن ليست كل الأفعال تحتاج الى ردة فعل، بل علي،إن اضطررت، أن اختار المعارك التي أواجهها حتى اكسبها ويكون الانتصار حليفي، ألجأ للتجاهل الذكي الذي يكون في بعض الاحيان سلاحا فتاكا، اتعامل مع كل المواقف بشكل ايجابي واتغافل،عن قصد، عن كل ما هو سلبي.
هل تمارسين أي نوع من الطقوس في حياتك؟
من أكثر العادات التي أعتبرها رئيسية في يومي العادي البحث عن السكينة والهدوء... " يا حلو الانسان لما يكون ريلاكس ورايق"، مع كتاب وفنجان قهوة، اختار اللحظات المناسبة لترتيب الفوضى في رأسي، أتوازن قبل أن أبدأ من جديد، هذه الطقوس تستعيد طاقتي.
في عالم الموضة والأناقة، هل تتبعين أحدث الصيحات أم تفضلين ذوقك الخاص؟
ذوقي الخاص بالتأكيد..."لا تحاتي" يقولون عنه رفيع المستوى.
ما الذي يحدد قراراتكِ بشأن صحتكِ، مظهرك ولياقتكِ البدنية؟
احترامي لنفسي وجسدي ورغبتي بأن أكون أفضل نسخة مني، كل يوم أختار ما يذكي عقلي، لا ألهث خلف الهبات بذريعة أنها موضة، بل أختار ما يتناسب مع قناعاتي، استمع إلى جسمي وأمنحه ما يحتاجه من طعام، حركة، وراحة، ذلك من أجلي.
ما طريقتكِ المفضّلة لاستعادة نشاطكِ الذهني أو البدني؟
لحظات الهدوء مع النفس، ممارسة رياضة المشي، جلسة قهوة مع كتاب، موسيقى تنعش الروح، البحث في التفاصيل الصغيرة.
كيف تتعاملين مع الانتقادات أو التعليقات السلبية حول نمط حياتكِ أو محتواك؟
الانتقادات جزء من الرحلة أتعلم منها المفيد وأترك ما يزعجني.
ما النصائح التي يمكن ان تقدميها للفتيات المبتدئات أو اللواتي يرغبن في صناعة محتوى إبداعي؟
جربي، إخطئي، تعلمي،إياك أن تقارني نفسك بالأخريات، اقتنصي لحظة الإلهام في القصة وليس تقليدها، اختاري هويتك، امش على إيقاعك الخاص، اعتبري كل خطوة درسا، وكل درس يقربك من هدفك.
كونكِ شابة كويتية، كيف ساهم ذلك في تشكيل نظرتكِ للعالم وفي صناعة محتواكِ؟
علّمني بأن أقدّر جذوري وثقافتي محتواي يعكس هالهوية بأسلوب أصيل وحقيقي.
ما دور أو تأثير التراث الثقافي، العائلة أو التقاليد في سرد قصصكِ؟
التراث الثقافي، العائلة، والتقاليد لهم دور كبير في سرد قصصي هم الذين علّموني قيم الأصالة، الاحترام، والحنان، هذه الصفات أحاول أن أجعلها شريكا في محتواي، كل قصة أشاركها تحمل جزءا من هويتي وجذوري، وتجعل متابعيني يشعرون بالصدق والقرب.
خارج نطاق وسائل التواصل الاجتماعي، ما نوع العمل، المشاريع أو المجالات التي تهمكِ؟ كمثال، تصميم الأزياء، تنظيم الفعاليات، الكتابة؟
أحب كل شيء يجمع الإبداع والتعبير عن النفس، الكتابة، تصميم الأزياء، وتنظيم الفعاليات كل مشروع يعلمني ويضيف قيمة.
هل لديكِ خطط للتعاون مع علامات تجارية اخرى تحلمين بالعمل معها مستقبلًا؟
أكيد أحلم بالتعاون مع علامات تجارية تعكس قيمّي وأسلوب حياتي، المهم بالنسبة لي أن يكون التعاون صادقا، مفيدا للمتابعين، ويضيف قيمة حقيقية، مش بس شعار أو إعلان أتمنى دومًا أن تكون الشراكات مع أسماء تلهمني وتدعم الإبداع والتميز.