فرنسا تنظم مؤتمرين لدعم الجيش والإعمار
بيروت ـ "خاص - السياسة"
لم يكن عابراً، حديث الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن لبنان في كلمته بالكنيست الإسرائيلي، مشيداً بالرئيس اللبناني جوزاف عون في خطواته لنزع سلاح "حزب الله" من خلال خطة حصرية السلاح التي ينفذها الجيش اللبناني، حيث كشفت أوساط ديبلوماسية عربية في بيروت لـ"السياسة" أن حديث ترامب جاء في إطار جهود أميركية لفتح قنوات التفاوض بين لبنان وإسرائيل بعد تسوية النقاط الخلافية العالقة في إطار عملية وقف إطلاق النار، وعلى غرار المفاوضات غير المباشرة التي رعتها واشنطن والتي قادت إلى اتفاق الترسيم البحري بين البلدين"، مشيرة إلى أنه "يجب التوقف ملياً عند ما قاله الرئيس عون حيال دعوته للتفاوض مع إسرائيل لمعالجة القضايا الخلافية بين البلدين، كما حصل في موضوع الترسيم البحري، بالنظر إلى أنها المرة الأولى التي يتحدث رأس الدولة اللبنانية بهذا الأمر، وهذ يعكس رغبة لبنان في سلوك طريق السلام، بعد انسحاب إسرائيل من الأراضي التي تحتلها".
وتشير الأوساط الديبلوماسية إلى أن الرئيس ترامب لن يكتفي بما حققه في غزة، وإنما سيعمل جاهداً من أجل توسيع اتفاقات أبراهام في المرحلة المقبلة، وهذا هدف أساسي ستحاول الإدارة الأميركية إنجازه رغم ما قد تواجهه من عقبات، وبالتالي فإن واشنطن ستحاول من خلال الدفع باتجاه مفاوضات بين لبنان وإسرائيل، إزالة الخلافات بين البلدين، وبما يعجل في انسحاب إسرائيل من النقاط الخمس التي لا زالت تحتلها، توازياً مع استمرار المفاوضات بين سورية وإسرائيل، من أجل التوصل إلى اتفاق أمني يقود في مرحلة لاحقة إلى مفاوضات سياسية، تكون منطلقاً لتوقيع معاهدة بين دمشق وتل أبيب في إطار اتفاقات أبراهام، دون استبعاد أن يكون لبنان جزءاً منها، لكن بعدما تكون تمت تسوية جميع المشكلات الحدودية، في ظل إصرار حكومة بيروت على تنفيذ الجيش لخطة حصرية السلاح التي تحظى بدعم عربي ودولي غير مسبوق. ولا يترك المسؤولون اللبنانيون، ومعهم قائد الجيش العماد رودولف هيكل مناسبة، إلا ويؤكدون المضي قدماً في تنفيذ هذه الخطة، بعدما اتخذ القرار بشأنها لبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها.
وفيما لا زال "حزب الله" يكابر، برفضه تسليم سلاحه، فإن معلومات "السياسة"، تشير إلى استياء واسع داخل قيادة "الحزب" من مواقف الرئيس اللبناني بشأن رغبته بالتفاوض مع إسرائيل، فإن الأوساط الدبلوماسية العربية، تؤكد أن إدارة الرئيس ترامب باتت تملك تصوراً وإن أولياً لمسار المفاوضات المرتقبة بين لبنان وإسرائيل، على أن تتركز الجهود حالياً على التخفيف من حدة التوتر الأمني على جانبي الحدود، في وقت يتوقع أن يحمل معه سفير الولايات المتحدة المعين لدى بيروت ميشال عيسى، والذي يتوقع وصوله آخر الشهر، الخطوط العريضة للتوجه الجديد المنتظر الذي ستسلكه بلاده في طريقة تعاطيها مع حكومة لبنان، بعد الإنجاز الذي حققه الرئيس ترامب بإنهاء الحرب على غزة. إذ أن واشنطن ستعمل مع لبنان وإسرائيل على المضي في سياسة التهدئة، تزامناً مع تفعيل عمل لجنة "الميكانيزم"، في ظل الدعم الأميركي والدولي لخطة الجيش اللبناني بشأن حصرية السلاح، وهو أمر في غاية الأهمية برأي الأميركيين الذين يعولون على الجيش اللبناني من أجل بسط السلطة اللبنانية على كامل أراضيها، وتشير الأوساط إلى أن إرسال السفير الجديد إلى بيروت، يعكس استمرار وقوف واشنطن إلى جانب لبنان في المرحلة المقبلة.
وفي غمرة الاهتمام الأميركي والدولي بلبنان، وجّه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رسالة إلى الرئيس عون، أكّد فيها تصميم فرنسا على تنظيم مؤتمرَين لدعم لبنان، موضحًا أن المؤتمر الأول سيُخصّص لدعم الجيش اللبناني، في حين سيُركّز المؤتمر الثاني على خطة النهوض وإعادة الإعمار، وأشاد ماكرون في رسالته بـ"القرارات الشجاعة التي اتخذتموها من أجل تحقيق حصرية السلاح بيد القوات الشرعية اللبنانية"، مجدّدًا "دعم فرنسا الثابت للمؤسسات الدستورية والعسكرية اللبنانية وللجهود المبذولة لتثبيت الاستقرار"، وشدد على الصداقة التي تجمع بين البلدين، معربا عن سعادته لقرار مجلس الأمن الدولي بالتجديد لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "يونيفيل".