أقروا للمرة الأولى بمقتل عدد كبير من قياداتهم
صنعاء، عواصم - وكالات: بعد نحو شهرين من التكتم، أعلن الحوثيون أمس، مقتل رئيس هيئة الأركان العامة التابعة لهم محمد عبدالكريم الغماري وتعيين يوسف حسن المداني رئيسا للأركان خلفاً له، وقالت الجماعة إن مقتل رئيس أركانها جاء في جولات الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، مضيفة أن الغماري قُتل مع عددٍ من مرافقيه ونجله حسين خلال "مختلف الغارات التي شنّها العدوان الإجرامي الأميركي الصهيوني خلال عامين من معركة طوفان الأقصى"، مضيفة أن العامين الماضيين شهدا مقتل عدد كبير من القيادات المدنية والعسكرية في القوات البحرية والبرية والقوات الصاروخية، إضافة إلى رئيس حكومة الجماعة وعددٍ من الوزراء، كما كشفت الجماعة عن تنفيذها نحو 758 عملية لإسناد غزة تضمنت نحو 1835 هجوماً باستخدام صواريخ باليستية ومجنّحة وفرط صوتية وطائرات مسيّرة وزوارق حربية، ضد الاحتلال الإسرائيلي ومصالحه البحرية.
وفي أول تعليقٍ للاحتلال الإسرائيلي على الإعلان الحوثي المفاجئ، قال وزير حرب الاحتلال يسرائيل كاتس إن جماعة الحوثي أعلنت مقتل رئيس أركانها متأثراً بجراحه، معلنا أنه قام بزيارة مقر الحوثيين التابع لدائرة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، لافتاً إلى أنهم يواصلون العمل للقيام بالمزيد ضد الجماعة في المستقبل، قائلا على منصة "إكس": "لقد اتخذنا إجراءات واسعة النطاق ضد الحوثيين لإزالة التهديدات الكبيرة، وسوف نفعل ذلك ضد أي تهديد في المستقبل"، فيما كانت هيئة البث الإسرائيلية أعلنت أن الغماري نجا من محاولة اغتيال إسرائيلية استهدفته خلال اجتماع سري في العاصمة اليمنية صنعاء، مشيرة إلى أنه كان يعاني من إصابات خطيرة.
ويُعدّ الغماري أحد القيادات الحوثية العسكرية البارزة ويعتبره كثيرون القائد الفعلي والميداني للحوثيين والذراع اليُمنى لزعيم الجماعة عبدالملك الحوثي على المستوى العسكري، وتم تدريبه على يد "حزب الله" و"الحرس الثوري" الإيراني، ولفت الغماري الأنظار مع الأعمال العسكرية التي أسندت إليه، خاصة بعد توليه منصب رئيس هيئة الأركان العامة في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دولياً في ديسمبر 2016، وهو ما جعله الشخصية العسكرية الثانية في صفوف الحوثيين، وأوكلت للغماري منذ العام 2016 مهام رئاسة هيئة الأركان العامة للقوات الحوثية ومُنِح رتبة عسكرية بدرجة لواء، كما يُعد أحد المسؤولين عن إطلاق المسيرات والصواريخ باتجاه الدول المجاورة لليمن، وهو ما دفع تحالف دعم الشرعية في اليمن لوضعه في نوفمبر 2017 على قائمة المطلوبين الحوثيين.
في غضون ذلك، أعلن الجيش اليمني مقتل ثلاثة من أفراده واصابة آخر في مواجهات مع ميليشيا الحوثي بجبهات شرق مدينة تعز جنوب غرب اليمن، وأوضح إعلام محور تعز العسكري في بيان أن جنديا قتل وجرح آخر في جبهة التشريفات شرق تعز فجر أمس، فيما قتل جنديان ليل أول من أمس، في جبهة كلابة شرق تعز التي شهدت أعنف المعارك العسكرية بين القوات الحكومية وميليشيا الحوثي على مدى سنوات الحرب.