العتيبي لـ"السياسة": الكويت من الأوائل باعتماد التبرعات الرقمية

أكثر من 90 جمعية ومبرة أعضاء فاعلين في اتحاد الجمعيات والمبرات

30 جهة خيرية تقدمت للجائزة... ومشاركات خليجية واسعة هذا العام

إيناس عوض

قال رئيس اتحاد الجمعيات والمبرات الخيرية سعد العتيبي إن قطاع العمل الخيري في الكويت وصل الى مراحل متقدمة في توظيفه للتقنيات التكنولوجية الحديثة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، لافتا الى أن "الرقمنة" أصبحت إحدى الركائز المميزة لأداء الجمعيات والمبرات الخيرية.

وأشار الى أن الكويت كانت من أولى الدول على المستويين الخليجي والعربي التي طورت التبرع رقمياً بحيث أصبحت سهلة ومنضبطة وبأعلى مستويات الحماية، مثمناً المنصة المركزية المتخصصة التي طورتها وزارة الشؤون الاجتماعية لضبط ومراقبة وتأمين عمليات التبرع للجمعيات والمبرات الخيرية التي تعد نموذجا فاعلا ومتطورا لتطبيقات الذكاء الاصطناعي بقطاع العمل الخيري في البلاد.

وأردف العتيبي في تصريح خاص لـ"السياسة" على هامش المؤتمر الصحافي الذي عقده الاتحاد أمس في مركز "أثر" التطوعي بمنطقة الروضة، للإعلان عن انطلاق النسخة السادسة من "جائزة العم خالد العيسى الصالح للتميز المؤسسي"، إن الجائزة باتت علامة فارقة في تعزيز معايير التميز المؤسسي في القطاع الخيري الكويتي، ووسيلة فعالة لترسيخ مفاهيم الحوكمة والشفافية في الأداء المؤسسي للجمعيات والمبرات الخيرية.

ولفت العتيبي الى أن الجائزة تستهدف في نسختها السادسة تحفيز الجمعيات والمبرات الخيرية على الالتزام بلوائح الحوكمة والشفافية والتكنولوجيا، بما يواكب تطلعات الدولة ورؤية الأجهزة الرقابية في وزارتي الشؤون الاجتماعية والخارجية، ويعكس النموذج الكويتي المتميز في العمل الخيري.

مشاركات خليجية

وأوضح أن عدد الجهات الخيرية التي تقدمت للجائزة منذ الإعلان عن بدء التقديم لها في 15 أغسطس الماضي تجاوز الـ30، كاشفاً عن وجود مشاركات خليجية واسعة في الجائزة لهذا العام من المملكة العربية السعودية والبحرين وسلطنة عمان وأخرى عربية من الأردن، وهو ما يؤكد أن العمل الخيري الكويتي قد تجاوز الحدود الجغرافية ليصبح نموذجاً يحتذى به إقليمياً.

أداة فاعلة

ولفت العتيبي الى أن نهاية شهر أكتوبر الجاري هو الموعد النهائي للتقديم، وبدء مرحلة التقييم للمشاركين من خلال لجان التحكيم للجائزة، موضحاً الإعلان عن نتائج الجائزة في احتفالية لتكريم الفائزين في 20 نوفمبر 2025 المقبل.

وأضاف لمسنا خلال السنوات الماضية الأثر الكبير الذي أحدثته هذه الجائزة في دفع الجمعيات والمبرات نحو تطوير أنظمتها، وتبني التكنولوجيا، وتوثيق أدلة الامتثال والحوكمة، والابتعاد عن تضارب المصالح، وكلها عوامل أساسية لضمان الاستدامة والثقة المجتمعية، واليوم، نفخر بأن أكثر من 90 جمعية ومبرة أصبحت أعضاء فاعلين في الاتحاد، وهو ما يعكس تنامي الوعي بأهمية التكامل والتنسيق تحت مظلة مؤسسية تجمع الجهود وتوحد الرؤى.

نموذج مشرف

بدوره، أشار مراقب إدارة الجمعيات والمبرات الخيرية في وزارة الشؤون الاجتماعية عبدالمحسن المخيال أن هذه المبادرة الرائدة تعكس وعيًا مؤسسيًا متقدمًا بأهمية الشفافية والحوكمة في العمل الخيري، وتؤكد حرص الاتحاد على تطوير أداء الجمعيات والمبرات بما يتواكب مع متطلبات المرحلة ويعزز ثقة المجتمع في هذا القطاع الحيوي.

وأضاف: أن الجمعيات والمبرات الخيرية في الكويت تمثل نموذجًا مشرفًا في الالتزام والحوكمة، وكانت ولا تزال منارة للعطاء والشفافية، وهو ما يجعل من الكويت رائدةً في العمل الإنساني والتنمية المجتمعية، وبيئةً مثالية لتكامل الجهود بين الجهات الرسمية والأهلية في خدمة الإنسان والمجتمع.

وتابع المخيال، إن الالتزام بمبادئ الحوكمة لم يعد خيارًا، بل أصبح ضرورة لضمان الاستدامة والفعالية في العطاء الإنساني، وتحقيق أعلى درجات النزاهة والمساءلة في إدارة الموارد والمشروعات.