قطر تتمسك بدورها كقوة صانعة للسلام وتحتضن محادثات بين باكستان وأفغانستان

الأنصاري: الدور الخليجي محوري في الاستقرار الإقليمي

الدوحة، عواصم - وكالات: احتضنت العاصمة القطرية الدوحة أمس، محادثات لإنهاء التوتر الحدودي والاشتباكات الدائرة بين باكستان وأفغانستان منذ أيام، وأعلن التلفزيون الرسمي الباكستاني محادثات مع حركة "طالبان" في قطر، فيما ذكرت قناة "الجزيرة" إن وفدا باكستانيا يضم وزير الدفاع خواجه آصف ورئيس الاستخبارات عاصم مَلَك يشارك في المحادثات، في حين قالت الإذاعة الأفغانية إن وفداً يضم وزير الدفاع محمد يعقوب مجاهد والمدير العام للاستخبارات المولوي عبد الحق وثيق، غادر إلى الدوحة لإجراء محادثات مع إسلام آباد، في الوقت الذي أعلن فيه مسؤول حكومي أفغاني مقتل 17 بينهم ثلاثة من لاعبي منتخب الكريكت الأفغاني وإصابة 14 آخرين، جراء غارة جوية باكستانية استهدفت مناطق في ولاية بكتيكا شرق أفغانستان فجر أمس.

في غضون ذلك، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري مواصلة بلاده التمسك بدورها كقوة صانعة للسلام ووسيط فعّال في المنطقة، لافتاً إلى أن المرحلة الراهنة تتطلب تعاوناً متعدد الأطراف لمواجهة الأزمات ومنع تصاعدها، وفي جلسة بعنوان "ما بعد شرم الشيخ: الخليج وسط النزاعات في الشرق الأوسط" ضمن أعمال منتدى "حوارات المتوسط 2025" بمدينة نابولي الإيطالية، تطرّق الأنصاري إلى أبرز التحديات السياسية والأمنية التي تواجه المنطقة في أعقاب التطورات الأخيرة، مؤكداً أهمية الدور الخليجي في ترسيخ الاستقرار الإقليمي وتعزيز مسارات الحوار والديبلوماسية، قائلا إن الهجوم الإسرائيلي على الدوحة في سبتمبر الماضي شكّل نقطة تحول في مقاربة دول الخليج لمسألة الأمن الجماعي، ما دفع إلى إعادة تقييم أولويات الشراكة الإقليمية والدولية وتعزيز التنسيق الأمني في وجه التهديدات المتزايدة.

وبشأن غزة في أعقاب توقيع وثيقة إنهاء الحرب خلال قمة شرم الشيخ، شدّد الأنصاري على أن أي ترتيبات سياسية أو أمنية مستقبلية يجب أن تستند إلى الشرعية الدولية وتعكس إرادة الشعب الفلسطيني، ضمن إطار رؤية شاملة لحل الدولتين، معتبرا ذلك يعدّ المسار الوحيد نحو سلام عادل وشامل، لافتا إلى أن قطر تواصل رغم التحديات الأمنية التمسك بدورها كقوة صانعة للسلام ووسيط فعّال في المنطقة، وتضع على رأس أولوياتها تعزيز الحوار السياسي ودعم الاستجابة الإنسانية، ولا سيما في الملف الفلسطيني، مشيرا إلى أهمية الشراكات القطرية - الخليجية والأميركية والأوروبية في تعزيز الأمن الإقليمي.

من جانبه، قال المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف إنه شعر وجاريد كوشنر صهر الرئيس دونالد ترامب بالخيانة بسبب هجوم الاحتلال الإسرائيلي على قطر، مؤكدا لشبكة "سي بي إس نيوز" الأميركية أن الهجوم على الدوحة كان له تأثير متفاقم لأن القطريين كانوا طرفاً حاسماً في محادثات وقف حرب غزة، قائلا "فقدنا ثقة القطريين وتوارت حماس عن الأنظار وكان الوصول إليها صعباً للغاية"، مشيرا إلى أنه أصبح واضحاً للغاية مدى أهمية وحساسية الدور الذي كان القطريون يقومون به في المحادثات.