الأربعاء 05 نوفمبر 2025
22°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
تعلموا من الآخرين... الرياضة مثالاً
play icon
كل الآراء

تعلموا من الآخرين... الرياضة مثالاً

Time
الاثنين 20 أكتوبر 2025
م. عادل الجارالله الخرافي

بداية، لا بد من الاعتراف أن الرياضة الكويتية حققت الكثير في الماضي، وليس لأحد أن يظلمها لمجرد خسارة في مباراة ما.

كذلك علينا الاعتراف، أن المسؤولية لا تقع على عاتق اللاعبين، لا في الامس، ولا اليوم، إنما على الجهات المسؤولة، والعبث غير المسؤول الذي ساد في فترة من الفترات، ما جعل الجميع ينظر اليها على أنها سلم مكاسب، أكانت سياسية او مالية، وليست وجهاً حضارياً للدولة.

هذه المقدمة، ربما تزعج البعض، لكنها الحقيقة التي علينا الاعتراف بها، لأن نصف الشفاء من المرض الاعتراف بالداء، وعلى هذا الاساس، كذلك علينا الاعتراف صراحة، أن الجميع لم يعمل على الارتقاء بها إلى الدرجة التي تجعلها صناعة يمكن التعويل عليها.

في الاسابيع الماضية كانت هناك تصفيات كأس العالم، وهي مناسبة لاثبات جدارة بعض المنتخبات، بل دلالة على مدى التطور الرياضي في بعض الدول، لا سيما الخليجية، وكيف يتعاطى المسؤولون معها، كذلك إلى اي مدى تطور الاحتراف في هذا المجال.

هذا يجب أن يكون في ذهن كل مسؤول كويتي عن هذا القطاع، إذ لا يمنع الكبرياء الوطني التعلم من الاخرين، فالحياة تقوم على الاستفادة من دروس الاخر، وإذا اخذنا بمقولة "افضل النجاحات التعلم من الاخر، وعدم تكرار خطأه، بل تطوير ذاتك"، من هنا يصبح تأهل سبعة منتخبات عربية لكأس العالم المقبل في الولايات المتحدة والمكسيك، درسا علينا التعلم منه.

هنا أتوقف عند مباراة بين قطر والامارات، قبل ايام، فقد حصلت حادثة خلالها حين دخل صحافي إلى الملعب وتشاجر مع لاعب قطري، فكانت هناك لجنة تنظيمية هي من عالجت الامر، وليست وحدات خاصة عسكرية، كما حصل في بعض الاحداث الرياضية لدينا.

إن هذه المعالجة تعبر عن معنى الروح الرياضية التي يجب أن تسود، ليس بين اللاعبين فقط، بل بين المسؤولين، وتترجم لاحقاً في سلوك الجمهور، الذي مهما كان متحمساً، فعليه ألا يخرج عن حدود اللياقة.

ربما يجد البعض أن هذا مبالغ فيه، فيما الحقيقة، أن الازمات الاجتماعية تظهر في السلوك التلقائي للناس، والنشاط الرياضي في حد ذاته هو نوع من التنفيس، لكن حين يتحول إلى ما يشبه المعركة، عندها لا بد من النظر في اساس رد الفعل.

صحيح أن في كل مباراة هناك سلبيات، وبعض الاخفاقات، وفي المقابل هناك من يستفيد منها في جعلها فرصة للنجاح، وكذلك البعض الاخر يتوقف عندها، خصوصا الذي ليس لديه رؤية للمستقبل، ويجعلها نهاية العالم.

ما كنا نتوقعه في الكويت، ومن القيمين على النشاط الرياضي، أن تكون هناك رؤية مبنية على تجارب الماضي، والرصيد المتحقق تاريخياً، وليس المزيد من هدره، ما جعل الرياضة تسير في السنوات الاخيرة نحو الانحدار، وليس صعودا إلى قمة النجاح.

لا بد من العمل على ترسيخ الرياضة بوصفها صناعة اولاً، وثانياً، ثقافة تساعد على تطوير المجتمع، وعلينا التعلم من السعودية التي عملت على وضع قواعد صلبة لصناعة رياضية، وهو ما جعلها تفوز في تنظيم كأس العالمِ عام 2034، وقبلها كانت قطر، فيما في المقابل، لا تزال الكويت تراوح مكانها، حتى لا نقول غير ذلك.

لهذا يبقى السؤال: متى نخرج من قمقم التخلف، ليس في الرياضة فقط، بل في كل مجالات القوة الناعمة التي كانت في عقود ماضية فعالة، ولها حضورها، بل مسيطرة عربياً؟

آخر الأخبار