السفير العدواني: العلاقات الكويتية – التركية تمتد لستة عقود وتشهد تنسيقاً سياسياً واقتصادياً متزايداً

أكد سفير دولة الكويت في أنقرة عبدالعزيز العدواني أن العلاقات بين الكويت وتركيا كانت وما زالت وثيقةً ومتجددةً منذ نشأتها قبل نحو 60 عاماً، وتوجتها الرؤى والمصالح المشتركة التي تجمع البلدين في مختلف المجالات.

وقال السفير العدواني، في لقاءٍ مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) بمناسبة الزيارة التي سيقوم بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى دولة الكويت، إن الزيارة تأتي استمراراً لنهج التعاون والتفاهم بين البلدين، مشيراً في هذا الصدد إلى الزيارة الأخيرة لحضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه إلى تركيا في مايو من العام الماضي.

وأوضح أن تبادل الزيارات بين قيادتي البلدين يعكس الحرص على تطوير العلاقات الثنائية ومتابعة الاتفاقيات والشراكات السياسية والاقتصادية والتنموية، بما يسهم في تعزيز التعاون المشترك.

وأشار السفير العدواني إلى أن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، والتي احتُفل العام الماضي بمرور 60 عاماً على إقامتها، أرست روابط وثيقة بين الجانبين، مشيداً بالموقف التركي المساند للشرعية الدولية بالوقوف إلى جانب الكويت عام 1990، إضافةً إلى التطور الملحوظ في التعاون الاقتصادي منذ عام 2000 وحتى اليوم.

وأضاف أن التنسيق بين البلدين مستمرٌّ في مختلف القضايا الإقليمية والدولية من خلال منظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي – التركي، إلى جانب الزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين لتعزيز التعاون في شتى المجالات.

ولفت في هذا الصدد إلى مواقف الدعم المتبادل في وقت الأزمات، إذ قدّمت تركيا تجهيزاتٍ طبيةً للكويت خلال جائحة (كوفيد – 19)، فيما بادرت الكويت بدعم تركيا عقب الزلازل التي ضربتها عام 2023 عبر إرسال مساعداتٍ وفرق إنقاذٍ للمشاركة في تجاوز هذه الكارثة الطبيعية.

واستذكر السفير العدواني توجيهات سمو أمير البلاد الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه، بإنشاء جسرٍ جوي لإرسال مساعداتٍ وطواقم طبيةٍ عاجلة باسم دولة الكويت إلى تركيا، بمشاركة كلٍّ من وزارة الخارجية وقوة الإطفاء العام والهلال الأحمر الكويتي ووزارة الصحة والجيش الكويتي.

وأضاف أن سموه، طيب الله ثراه، وجّه أيضاً بالتبرع بـ30 مليون دولار لإغاثة منكوبي تركيا وسوريا، حيث بلغ مجموع المساعدات الحكومية والشعبية لمنكوبي البلدين 97.7 مليون دولار.

وعلى الصعيد ذاته، لفت العدواني إلى المساهمات المتجذّرة للصندوق الكويتي للتنمية، حيث قدّم في عام 1979 قرضه الأول إلى تركيا لتمويل مشروع خطوط نقل الكهرباء عبر مضيق البوسفور، الذي مثّل أول انخراطٍ للكويت في تمويل مشروعات داخل تركيا، ومنه توسّع التعاون ليشمل تنمية العديد من القطاعات والأنشطة الأخرى في تركيا، مثل الطاقة والمياه والصرف الصحي والنقل والمواصلات.

وتابع أن الصندوق الكويتي وقّع أيضاً في يناير 2016 اتفاقيةً مع تركيا لتقديم منحةٍ قدرها 20 مليون دولار لدعم خطة الاستجابة لأزمة اللاجئين السوريين في تركيا في قطاعي الصحة والتعليم، ضمن التزام الكويت في مؤتمر المانحين الثالث في مارس 2015، والبالغ 500 مليون دولار، خُصص معظمها لمنظمات الأمم المتحدة العاملة في سوريا.

وأكد السفير العدواني أن زيارة الرئيس التركي إلى الكويت تمثل استمراراً للنهج الأخوي الراسخ الذي يجمع البلدين والشعبين الصديقين، والذي تعزز عبر المواقف الإنسانية والسياسية المشتركة الهادفة إلى ترسيخ السلام والازدهار الإنساني.

ومن المقرر أن يصل إلى البلاد اليوم الرئيس التركي والوفد الرسمي المرافق في زيارةٍ رسمية، يجري خلالها مباحثاتٍ رسمية مع حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه.

وتأتي الزيارة في إطار جولةٍ خليجيةٍ تشمل أيضاً قطر وسلطنة عمان، تلبيةً لدعوة قادة الدول الثلاث، خلال الفترة من 21 إلى 23 أكتوبر الجاري.