عاش فيها 4 سنوات وظل مرتبطاً بها روحاً وفكراً
فارس غالب
قال الباحث والفنان اليوناني هارالاندوس براساس (Haris Prasas)، الذي يُلقَّب بـ"عاشق الكويت"، إنه يعتبر الكويت وطنه الثاني، مشيرا إلى أنه وصل إلى البلاد عام 1977 "ببركة من الله"، حيث بدأ العمل وبنى علاقات واسعة مع الكويتيين الذين قدّروا عمله واحترموه كإنسان قبل أي شيء آخر.
وأوضح براساس ـ في حديثه خلال زيارته الأخيرة إلى الكويت ـ أنه بعد أربع سنوات من الإقامة المتواصلة في البلاد، عاد إلى اليونان، لكنه ظل مرتبطًا بالكويت روحًا وفكرًا، فأسس هناك "مركز الكويت للتاريخ والفن والثقافة والإنسانية"، وهو المركز الوحيد من نوعه في العالم، يعكس تاريخ الكويت وتراثها وشعبها وثقافتها الأصيلة.
وأضاف: إن المركز يضم أكثر من مئة قطعة متنوعة تشمل كتبًا عن تاريخ الكويت، وصورًا لعدد من الشخصيات البارزة، ومقتنيات ومقالات وتحفًا تراثية كويتية، مؤكدًا أن كل من يزور المركز يُبدي دهشته من وجود مثل هذا المعلم الثقافي الكويتي على بعد 3500 كيلومتر من الكويت.
وأشار إلى أن فكرة المركز نشأت من محبته الكبيرة للكويت، وأن أسرته كلها شاركته في إنشائه: زوجته وابنته وابنه، مبينًا أن "المركز مفتوح مجانًا لجميع الزائرين، وقد زاره صحافيون من بلجيكا وفرنسا ودول أوروبية أخرى، وكتبوا عنه في صحفهم".
وقال براساس إن المركز يقع في جزيرة بالقرب من ميكونوس، إحدى أشهر الجزر السياحية في اليونان، موضحًا أنه ظل يزور الكويت مرتين سنويًا بعد عودته إلى بلاده لإصدار مجموعات من الميداليات التذكارية التي توثّق تاريخ الكويت، مثل مجموعة الذكرى العشرين والذكرى الخامسة والعشرين للاستقلال، وأخرى تُجسّد مسيرة أمراء الكويت الراحلين منذ عام 1917 وحتى 1980.
وبيّن أنه أصدر أيضًا مجموعة مماثلة عن تاريخ ملوك المملكة العربية السعودية، مشيرًا إلى أن سفارة دولة الكويت في أثينا تتابع نشاطه وتدعم عمله، وأن جميع السفراء الكويتيين الذين تعاقبوا على السفارة زاروا المركز وأبدوا إعجابهم بمحتوياته.
وأكد براساس أن "الكويتيين يتمتعون بذوق رفيع وتقدير كبير للفن والثقافة والتراث"، مضيفًا أنه يشعر بالفخر لأنه كرّس جهوده لإبراز الوجه الإنساني والحضاري للكويت أمام العالم، خاتمًا بالقول: "ما فعلته كان نابعًا من القلب، لأن الكويت بلد أحببته وآمنت برسالته الثقافية والإنسانية".