حوارات
عندما يبلغ أحدنا سن الـ50، فهو بشكل أو آخر سيفترض أنه يبدأ مرحلة حياتية جديدة، ستتوفر فيها خيارات مختلفة عن السابق، وربما فرص جديدة لتطوير الشخصية للأفضل، والبدء بتحسين طريقة تعامل الانسان مع ما يتعرّض له، وما يواجهه في الحياة العامة.
ومن بعض ما أعتقد أنها مبادئ ممتازة لعيش حياة جديدة بعد سن الخمسين عاماً، نذكر ما يلي:
- تقوى الله وطاعته في ما بقي من العمر: المرء المسلم اللبيب الأريب من بلغ الخمسين من العمر يدرك أنّه ربما بدأ المرحلة الأخيرة من عمره، فيستعدّ قدر استطاعته للحياة الآخرة، ومن يُسَخِّرُ أغلب وقته في طاعة الله، والامتثال لأوامره، هو الأكثر عقلانية، والأيام تمضي بسرعة، وربما ما بقي من العمر أقلّ مما مضى!
- كُنْ من أَهْل الْقُرْآن: يقول رسولنا الكريم (صلوات الله عليه وسلامه) في الحديث الشريف: "إنَّ للَّهِ أَهْلينَ منَ النَّاسِ. قالوا: يا رسولَ اللَّهِ من هُم؟ قالَ: هم أَهْلُ القرآنِ، أَهْلُ اللَّهِ وخاصَّتُهُ". وبالنسبة للمسلم العاقل، أن يصبح المرء من أهل القرآن الكريم هو أن يقرأه بشكل يومي، ويتدبّر معانيه الكريمة، ويحاول قدر ما يستطيع أن يستقي منه أخلاقه وسلوكياته، الخاصّة والعامة، فطوبى لمن لا يهجر كتاب الله بعد الخمسين.
- التأمُّل في دروس الحياة بعد الخمسين: من المفترض أن يبدأ يمارس من بلغ تلك السن التأمّل اليومي في دروس الحياة، التي استفادها بعد نصف قرن من العيش، على سطح هذا الكوكب الصغير، ومن نتائج التأمّل الشعور بالسكينة وبالاستقرار النفسي وقبول الماضي والاعتزاز بالعلاقات البنّاءة، وأن يصبح الفرد أكثر انتقائية.
- قلب معلّق بالمساجد: "سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ تَعَالَى في ظِلِّهِ يَومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ: إمَامٌ عَدْلٌ، وشَابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ اللَّهِ، ورَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في المَسَاجِدِ، ورَجُلَانِ تَحَابَّا في اللَّهِ، اجْتَمعا عليه وتَفَرَّقَا عليه، ورَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وجَمَالٍ فَقالَ: إنِّي أَخَافُ اللَّهَ، ورَجُلٌ تَصَدَّقَ بصَدَقَةٍ فأخْفَاهَا حتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ ما تُنْفِقُ يَمِينُهُ، ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا، فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ"(حديث شريف).
كاتب كويتي