حديث الأفق
- دخل في الإسلام ظاهراً في زمن الخليفة الراشد
- بلغ زعمه أن علياً لم يمت وأنه سيرجع
- تحرك بخطى مدروسة من الحجاز واتجه إلى البصرة
- انتقل إلى الشام لكن معاوية أخرجه منها
- كان يرسل أتباعه إلى الأمصار ليبثوا الأكاذيب
- ابن سبأ كان يستخدم أسلوب الرسائل المزوّرة
- أتباعه صاروا يرون الخروج على عثمان واجباً
- لم يقف خطره عند السياسة بل وصل إلى العقيدة
من هو عبدالله بن سبأ وما قصته؟ إن هذه الشخصية ارتبطت بأخطر الفتن التي عرفها تاريخ المسلمين في صدر الإسلام، فهو رجل يهودي من أهل صنعاء في اليمن.
كان يكنّى بأبي الحسين، ويُعرف بدهائه ومكره، دخل في الإسلام ظاهراً في زمن الخليفة الراشد عثمان بن عفان (رضي الله عنه)، بينما كان في باطنه على ملة اليهودية، غرضه إشعال النزاع بين المسلمين وإفساد عقيدتهم.
جاء في الروايات التاريخية أن ابن سبأ بدأ دعوته بالحديث عن وصاية علي بن أبي طالب (رضي الله عنه)، وأنه هو الأحق بخلافة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ثم بلغ زعمه أن علياً لم يمت وأنه سيرجع، ثم تجاوز كل الحدود حين ادّعى ألوهية علي.
تحرك ابن سبأ بخطوات مدروسة، فبدأ من الحجاز حيث كان الناس أقرب عهداً بالصحابة وأخبار النبي (صلى الله عليه وسلم)، لكنه لم يجد فيهم من يقبلوا أباطيله، فاتجه إلى البصرة.
فلما ضيّق عليه أميرها عبدالله بن عامر، خرج منها إلى الكوفة، فاستمال بعضهم، لكن واليها سعد بن أبي وقاص (رضي الله عنه) كان حازما في طرده، فانتقل إلى الشام، غير أنه وجد معاوية بن أبي سفيان (رضي الله عنه) شديد التيقظ، فأخرجه من هناك.
لم يجد ملاذاً آمنا إلا في مصر، حيث كان بعض الناس قد امتلأت صدورهم بالشكوى من بعض ولاتها، فاستغل هذا الجو ليبث دعايته، وهنا اجتمع حوله نفر من ذوي النزعة الثورية، والعداوة لعثمان (رضي الله عنه)، فكوّن منهم جماعة منظمة، وصار يرسل أتباعه إلى الأمصار ليبثوا الشبهات، وينشروا الأكاذيب.
تذكر كتب التاريخ مثل "تاريخ الطبري"، و"البداية والنهاية" و"الملل والنحل"، و"الفصل في الملل والنحل" أن ابن سبأ كان يستخدم أسلوب الرسائل المزورة، فيكتب إلى أهل البصرة والكوفة ومصر باسم كبار الصحابة، ويزعم أن هؤلاء الصحابة يقرون بأن عثمان ظُلم، ويستحثهم على الثورة.
ويذكر المؤرخون أنه أفسد عقول أتباعه حتى صاروا يرون الخروج على عثمان واجباً، فكانوا رأس الفتنة التي انتهت بمحاصرة داره، ثم مقتله.
بعد مقتل عثمان ومبايعة علي (رضي الله عنه)، لم يهدأ ابن سبأ وأتباعه، بل بدأ يزرع بذور الانقسام بين علي ومعاوية، فاستدعاه علي (رضي الله عنه) وواجهه بما يقول فأقر بكلامه، فأمر بقتله، ثم خشي أن يثير ذلك فتنة أعظم بين أتباعه، فاكتفى بجلده ونفيه إلى المدائن، وبقي هناك إلى أن مات، لكن لم يقف خطر ابن سبأ عند حدود السياسة، بل تعداه إلى الدين والعقيدة.
وهي كلها أفكار دخيلة على الإسلام متأثرة ببعض العقائد اليهودية والباطنية.
لقد كان لعبدالله بن سبأ أثر بالغ في تمزيق صف المسلمين، إذ استغل الخلافات البسيطة بين الصحابة ونفخ فيها حتى تحولت إلى حروب.
تاريخياً، تُجمع المصادر المعتبرة على أن نشاطه التخريبي كان عنصرا مهماً في إشعال الفتنة الكبرى، وإن لم يكن وحده السبب، إلا أنه كان المحرك الأبرز للتيارات الهدّامة في ذلك العصر، وقد يأتي اليوم من يندس في صفوف الأمة، فيتكلم بلسانها، بينما قلبه معادٍ لها، فيُفسد الصفوف من الداخل.
نكشات
- أخطر شيء في سياسة الدول التدخل بأرزاق الناس، فيما لا مانع من مشاركتهم، لكن خطأ ملاحقة العامة في تطوير أفكارهم، لمزيد من تطوير دخلهم.
- لا قيمة للصداقة دون صدق، ولا قيمة للقراءة دون فهم، ولا قيمة للكلمات دون معنى، ولا قيمة للإنسان دون نوايا بيضاء، ولا قيمة للصدقة دون كتمان، ولا قيمة للأخلاق دون حياء، ولا قيمة للمحبة دون اهتمام، ولا قيمة للولاء بالعهد دون ولاء.
- سأل جرو الذئب أباه: هل تدفع ثمن الطعام الذي تجلبه لنا... سكت الأب وقال: "يوم لا أعود إلى البيت، فاعلم أنني دفعت الثمن".
- إذا فسد الحليب فإنه يتحول إلى زبادي، والزبادي أكثر قيمة من الحليب، وإذا ساء الزبادي فإنه يتحول إلى جبنة، والجبنة أكثر قيمة من الزبادي.
- هل الحكومة مستعدة لحبس المدينين عبر قانون الضبط والإحضار؟ صحيح أن الضبط والإحضار له شروط، لكن هل من ينفذون الضبط والإحضار يعرفون الشروط؟