تقدم أغاني مستقلة وتحافظ على الروح الأصيلة
قالت "السوبرانو" المصرية أميرة سليم إنها تسعى لتقريب الناس من فن الأوبرا والغناء الأوبرالي الذي تصفه بأنه "مظلوم عربياً" وأن هذا الفن لا يرتبط الا بالنُّخب مفهوم خاطئ يجب تصحيحه وهي تسعى من اجل ذلك عبر برنامجها التي تقدمه في السوشيال ميديا، وتحدَّثت أميرة عن فكرة تقديمها بعض أغنيات نجوم الطرب على المسرح، لافتة إلى أن اختيار الأغنيات الطربية التي تقدمها يتم بعناية شديدة حتى تستطيع توظيف صوتها وطريقتها، بروح أخرى وطعم مختلف بخلاف العمل الأصلي، موضحة أن "هذه الأغنيات ارتبطت في ذاكرة الناس بشكل معين، ويجب تقديمها بحرص شديد".
وتضيف: "عندما قدَّمتُ أغنية "إيرما لادوس"على المسرح قدَّمتها بشكل مختلف وبخفة دم، ونالت إعجاب الناس، على الرغم من شعوري بتحفظ البعض على غنائي للفنانة شادية، لكن دوري هو الاختلاف وتقديم أغنية مستقلة بعيداً عن التقليد النمطي مع الحفاظ على الروح الأصلية، ورغم تأثرنا بهذه الأيقونات، فإنني أرى أن العمل نفسه له روح مستقلة بذاته، وإعادتي له تكون من أجل إحياء التراث والتذكير بنجومنا الكبار".
وعن الفارق بين الغناء الأوبرالي والطربي قالت أميرة بحسب - الشرق الاوسط: توجد فروق كثيرة في تقنيات الصوت والموسيقى بين الشرقي والأوبرالي... فن الأوبرا يستخدم صوت الرقص، والطرب يستخدم الصدر، كما أن الصوت الأوبرالي يستعين بالصوت المستعار أكثر، وتتم تنميته على مدار سنوات كي يستطيع الغناء دون ميكروفون، حتى يصل لنهاية المسرح ويتخطى الأوركسترا نفسها، وغير ذلك".
وعن ظهورها بأزياء وأكسسوارات مُعبِّرة عن الثقافة المصرية في إطلالاتها، أكدت أميرة تعمدها هذا الأمر من أجل إظهار التراث المصري القديم، موضحة: "هويتي مصرية خالصة، سواء في أغنياتي أو أزيائي". وذكرت أميرة أن فكرة اقتحامها مجال التمثيل واردة لأن الغناء والتمثيل متوازيان من ناحية تقمص الشخصية والإخراج والحركة، موضحة: "كوني فنانة أوبرالية فقد عملت على الأداء التمثيلي المسرحي، كما أن التمثيل جزء من تكويني وعملي ومشواري، لكن للآن لم تُعرَض علي أي تجارب تمثيلية، وأنا لست ضد الفكرة والمبدأ، بالعكس فالتمثيل فرصة لتطوير اتجاهاتي".
وتشعر أميرة بالفخر، مبررة ذلك بأن: "الكثير من جمهوري ليس من النخبة فقط، بل يتنوع ويزداد مع كل إطلالة لي، خصوصاً عقب مشاركتي في "موكب المومياوات". وعن رأيها في لون أغنيات المهرجانات وانتشارها، أشارت أميرة إلى أن بعض أنواعها تعدّ تعبيرات موسيقية موجودة في كل المجتمعات، لافتة إلى أن الأزمة تحدث عندما يسيطر أحد الألوان على الساحة.
وترى أميرة أن الفن الأوبرالي مظلوم، وحقه مهضوم في العالم العربي، وتضيف: "هذا نتاج تفكير بعض الناس التي تعدّ أنه بعيد عن ثقافتنا ويرتبط فقط بثقافة الغرب، والحقيقة إذا فكرنا بهذه الطريقة فإن هناك أشياء كثيرة لن نتبناها في حياتنا اليومية، ولن نقرأ لأدباء وعلماء، وفكرة أنه ليس من ثقافتنا خطأ، لذلك قدَّمتُ برنامجي لتقريب هذا العالم للناس".
وأكدت أميرة أن قصص الحب الأوبرالية والألحان وحتى الأوركسترا مليئة بآلات أصلها مصري مثل، الهارب، والفلوت، والربابة، والكمان: "عندما نقتنع بأن الأوبرا ليست بعيدة عن ثقافتنا، ستزداد مساحتها عربياً، لكن الأمر يتطلب كثيراً من الوقت".
وعن إمكانية مشاركتها في ديو غنائي مع أحد المطربين، قالت أميرة: "طرحتُ بالفعل بعض المقترحات والمبادرات لتقديم ثنائيات غنائية، وما زالت مطروحة، ولكن لم تصل لمرحلة التنفيذ، ومن المحتمل العمل عليها".
وعبَّرت أميرة، عن رغبتها في تقديم ديو غنائي مع نجوم عدة، من بينهم أمير عيد، وفريق "مسار إجباري"، وكذلك الفنان العالمي تامينو، حفيد الفنان المصري الراحل محرم فؤاد، الذي قالت عنه: "أتابعه منذ فترة، وهو موهوب جداً، ويكتب أغنياته بفكر موسيقي فني مميز، وصوته رائع وقوي ويقترب من قوة الصوت الأوبرالي، وطريقته حساسة، وأفكر جدياً في التواصل معه لتقديم ديو غنائي، لكنني لا أملك الشجاعة بالوقت الحالي".
وكشفت أميرة عن نشاطها الفني المقبل، فقالت: "منذ فترة أحضّر لأغنيات مع الملحن الموسيقي التونسي إسكندر جيتاري، وبالفعل انتهيت من أغنية "بنحب"، وهناك أعمال أخرى في طريقها للظهور".