أمير قطر الشيخ تميم بن حمد مرحباً بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان في ثانية محطات جولته الخليجية في الدوحة أمس (قنا)
أردوغان اختتم جولته الخليجية بمسقط... وبحث في الدوحة تثبيت وقف القتال ودعم السلام وتدفق المساعدات لغزة
الدوحة، عواصم - وكالات: فيما اختتم جولته الخليجية والتي بدأها بالكويت، في سلطنة عمان التي وصلها ليل أمس، ترأس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في ثاني محطات جولته في العاصمة القطرية الدوحة مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد أمس، اجتماع الدورة الـ11 للجنة الستراتيجية العليا بين بلديهما وشهد الزعيمان التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم في الصناعات الدفاعية، وفي مستهل الاجتماع الذي عُقد في الديوان الأميري بالدوحة، رحب الشيخ تميم بالرئيس التركي والوفد المرافق، متمنياً للعلاقات الستراتيجية بين البلدين دوام التطور والنماء في شتى مجالات الشراكة بما يحقق مصالح الشعبين، معتبرا انعقاد اللجنة في دورتها الـ11 يعبر عن متانة العلاقة بين البلدين، مؤكداً حرصه على تعزيز وتطوير العلاقات إلى آفاق أرحب، وجرى خلال الاجتماع بحث علاقات التعاون الستراتيجي وسبل تطويرها في مجالات الدفاع والتجارة والاستثمار والطاقة وتكنولوجيا المعلومات، كما ناقش الجانبان أبرز القضايا الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، وخصوصاً ما يتعلق بتثبيت وقف إطلاق النار ودعم السلام وتدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وأشار الرئيس التركي إلى أن علاقات التعاون الثنائي بين البلدين تشهد تطوراً ملحوظاً في مختلف المجالات، متطلعاً إلى تعزيزها بما يحقق المصالح العليا للشعبين الشقيقين.
وشهد أمير قطر والرئيس التركي التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم والبيانات المشتركة بين البلدين، تضمنت مذكرة تفاهم بشأن التعاون في صناعة الدفاع بين وزارة الدفاع القطرية وهيئة الصناعات الدفاعية التركية، والبيان الوزاري المشترك بين وزارة التجارة والصناعة في قطر ووزارة التجارة التركية، ومذكرة تفاهم للتعاون وتبادل الخبرات في مجالات التخطيط التنموي الستراتيجي بين حكومة قطر ورئاسة الستراتيجية والموازنة التركية، والبيان المشترك للدورة الحادية عشرة للجنة الستراتيجية العليا بين قطر وتركيا، وحضر الاجتماع ومراسم التوقيع من الجانب القطري رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن ورئيس الديوان الأميري عبدالله بن محمد الخليفي وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين، فيما حضره من الجانب التركي وزير الخارجية هاكان فيدان وأعضاء الوفد المرافق لأردوغان.
وفيما كان كان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد والرئيس التركي رجب طيب أردوغان عقدا اجتماعاً ثنائياً تبادلاً خلاله وجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، وأقام الشيخ تميم بن حمد مأدبة غداء تكريماً للرئيس التركي والوفد المرافق له، عقب مراسم استقبال رسمية لدى وصوله الديوان الأميري، ووفق وكالة الأنباء القطرية "قنا" كان في استقبال أردوغان لدى وصوله إلى مطار الدوحة الدولي ليل أول من أمس، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع الشيخ سعود بن عبد الرحمن وسفير تركيا لدى قطر مصطفى كوكصو، وصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى العاصمة العُمانية مسقط ليل أمس، حيث كان في مقدمة مستقبليه لدى وصوله إلى المطار السلطاني الخاص في مسقط، السلطان هيثم بن طارق، كما رافق طائرة الرئيس التركي لدى دخولها أجواء السلطنة سرب من الطائرات العسكرية التابعة لسلاح الجو السلطاني العُماني في لفتة ترحيبية. في غضون ذلك، أصدر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد قرارات بتعيين سفراء جدد لبلاده لدى عدد من الدول، أبرزها سورية وذلك للمرة الأولى منذ 14 عاماً، وشملت القرارات التي نشرها الديوان الأميري القطري تعيين سفراء لدى كل من سورية ومصر وتركمانستان، وسلطنة بروناي دار السلام وفنزويلا وأفغانستان وبلجيكا وهنغاريا، وأفاد الديوان الأميري أن الشيخ تميم قرر تعيين خليفة عبدالله سعد آل محمود الشريف سفيراً فوق العادة مفوضاً لدى سورية والشيخ جاسم بن عبدالرحمن بن محمد العبدالرحمن لدى مصر.
من جانبه، المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري أن بلاده استطاعت رغم التحديات الإقليمية والدولية أن تبني لنفسها نموذجاً فريداً في إدارة الأزمات وصون الاستقرار عبر الحوار والتواصل والانفتاح على جميع الأطراف، مشيرا للدور الذي تؤديه قطر كوسيط موثوق في عدد من ملفات النزاعات الإقليمية والدولية، منوهاً بنجاحات الديبلوماسية القطرية في تسوية النزاعات وتسهيل سبل تحقيق الاستقرار، مرجعا نجاح الوساطة القطرية لعوامل رئيسية بينها المشاركة الستراتيجية والحياد والاستثمار طويل الأجل في السلام والاستدامة، مؤكدا أن الديبلوماسية القطرية تنطلق من قناعة راسخة بأن الأمن لا يتحقق إلا بالحوار وأن التنمية لا تزدهر إلا في بيئة يسودها السلام والثقة، مجددا مواصلة التزام قطر بدورها كجسر للحوار وشريك موثوق في بناء سلام مستدام قائم على العدالة والتنمية والاحترام المتبادل بين الشعوب.