الذكاء الاصطناعي يخطئ في نصف الأخبار تقريباً!
كشفت دراسة حديثة أجراها الاتحاد الإذاعي الأوروبي (EBU) بالتعاون مع هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) أن أنظمة مساعدات الذكاء الاصطناعي مثل "تشات بوتات" توليد النصوص تُقدّم معلومات غير دقيقة في نحو 45% من الحالات عند الإجابة عن أسئلة تتعلق بالأخبار والأحداث الجارية.
وأوضحت نتائج الدراسة التي نشرتها وكالة "رويترز"، أن الباحثين أجروا تحليلاً منهجيًا لآلاف الإجابات التي قدّمتها منصات ذكاء اصطناعي مختلفة، حول مواضيع إخبارية تتراوح بين السياسة الدولية، والتغير المناخي، والاقتصاد، والشؤون الأوروبية.
وخلص التقرير إلى أن المشكلة لا تكمن في نقص المعلومات فقط، بل في "الثقة المضلّلة" التي تُظهرها هذه النماذج عند توليد إجاباتها، إذ تميل إلى صياغة ردود واثقة تحتوي على بيانات خاطئة أو غير دقيقة، ما يُصعّب على المستخدم العادي تمييز الحقيقة من الخطأ.
وقالت كاميلا بيوركلوند، الباحثة المشاركة من الاتحاد الإذاعي الأوروبي، إن الدراسة كشفت عن "مستويات مثيرة للقلق من الأخطاء في الأخبار المنشأة بالذكاء الاصطناعي، خصوصًا عندما تتعلق بالمصادر الرسمية أو الإحصاءات".
وأضافت أن الفريق البحثي رصد تحسينات طفيفة في الأداء خلال الأشهر الأخيرة، إلا أن الأنظمة ما تزال تفتقر إلى المعايير التحريرية والمساءلة التي تلتزم بها المؤسسات الصحفية التقليدية.
من جهتها، أكدت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) أن الهدف من البحث ليس إدانة التقنية، بل إبراز الحاجة إلى معايير واضحة للشفافية وتتبّع المصادر في أدوات الذكاء الاصطناعي التي يتزايد اعتماد الجمهور عليها كمصدر للأخبار.
ويرى الخبراء أن هذه النتائج تُسلّط الضوء على التحدي الأكبر في عصر الإعلام الرقمي: كيف يمكن للمستخدمين التمييز بين الخبر الحقيقي والمحتوى المولّد آليًا، في وقت تتزايد فيه سرعة النشر وتقل فيه دقّة التحقق.