توقيت الوجبات... مفتاح الوقاية من سرطان القولون

كشفت دراسة مراجعة (Review) نُشرت في مجلة "كارنت نيوتريشن ريبورتس" في 21 أكتوبر 2025، أن توقيت تناول الطعام لا يقل أهمية عن نوعيته في التأثير على خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، أحد أكثر أنواع السرطان شيوعًا في العالم.

وبحسب التحليل الذي أجراه فريق من الباحثين من جامعات أوروبية وأميركية، فإن الأنماط الزمنية غير المنتظمة للأكل - مثل تخطي وجبة الإفطار، تناول الطعام في أوقات متأخرة من الليل، أو الصيام غير المنتظم - قد تؤدي إلى اختلال في الساعة البيولوجية للجسم، وهو ما يرتبط بتغيّرات هرمونية واضطرابات في التمثيل الغذائي قد تُعزز نمو الخلايا السرطانية.

وأشار الباحثون إلى أن البيانات الوبائية التي جُمعت من أكثر من 120 ألف مشارك في دراسات طويلة المدى أظهرت أن الأشخاص الذين يتناولون وجباتهم في أوقات ثابتة يوميًا يتمتعون بانخفاض ملحوظ في مؤشرات الالتهاب وعلامات الإجهاد التأكسدي مقارنة بمن لديهم أنماط غذائية متقطعة أو متأخرة.

كما أوضحت الدراسة أن تزامن الوجبات مع الإيقاع اليومي للجسم (circadian rhythm) يساعد في تنظيم إفراز الإنسولين والهرمونات الهضمية، ما ينعكس إيجابًا على صحة الجهاز الهضمي ويُقلّل احتمالات حدوث التحوّلات الخلوية المسببة للسرطان.

وقالت الباحثة الرئيسية الدكتورة ماريانا فالديس من جامعة مدريد المستقلة إن "الساعة البيولوجية لا تضبط النوم فقط، بل تتحكم أيضًا في عمليات الهضم والتمثيل الغذائي، وأي اضطراب في هذا النظام قد يترك آثارًا عميقة على صحة الأمعاء".

وأوصت الدراسة بضرورة إجراء تجارب سريرية أوسع لتحديد الفترات الزمنية المثلى لتناول الوجبات، مؤكدة أن الالتزام بجدول غذائي منتظم قد يصبح عنصرًا وقائيًا مهمًا إلى جانب النظام الغذائي المتوازن وممارسة النشاط البدني.