السبت 08 نوفمبر 2025
25°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
المحمد: سويسرا نموذج سياسي وأخلاقي ومالي وليست مجرد شريك اقتصادي
play icon
سمو الشيخ ناصر المحمد يلقي كلمته
المحلية

المحمد: سويسرا نموذج سياسي وأخلاقي ومالي وليست مجرد شريك اقتصادي

Time
السبت 25 أكتوبر 2025
فارس غالب
*أكد خلال افتتاح المبنى الجديد لسفارة الاتحاد بالقادسية أنها "وسيط آمن في القضايا الإقليمية والدولية"
*اليحيا: لم تُعقد أي مباحثات رسمية خلال الزيارة لكنها تمثل فرصة لزيارة ثنائية مستقبلية في سويسرا
*كاسيس: افتتاح السفارة يعكس عمق العلاقات الثنائية والثقة والاحترام المتبادلين منذ ستة عقود
*الترابط الاقتصادي والثقافي بين الشعبين وعلاقات العائلات الكويتية بسويسرا منذ عدة أجيال
*السفير السويسري: افتتاح المبنى الجديد يعكس عمق الصداقة والتعاون بين الكويت وسويسرا

فارس غالب

قال سمو الشيخ ناصر المحمد: إن الكويت أولت منذ استقلالها أهمية خاصة لعلاقاتها الخارجية، لا سيما مع الدول التي تحتل مكانة مميزة في النظام الدولي، حتى بلغت تلك العلاقات أوجها في الوقت الراهن، وذلك تحت رعاية سمو أمير البلاد المفدى الشيخ مشعل الأحمد، الذي يقود البلاد بحكمة في مرحلة دقيقة وحساسة من تاريخ المنطقة، ويمد يده الكريمة للدول الشقيقة والصديقة في الشرق والغرب، ويولي اهتمامًا كبيرًا بالعلاقات الكويتية - السويسرية، ويوصي باستمرار توثيق التعاون بين بلدينا، بما يتوافق مع فكر سموه الستراتيجي.

وأضاف سموه ـ في كلمته التي ألقاها خلال افتتاح المبنى الجديد لسفارة الاتحاد السويسري في القادسية أمس، بحضور وزير الخارجية السويسري إينياتسيو كاسيس، ووزير الخارجية عبدالله اليحيا ـ "إن افتتاح سفارة الاتحاد السويسري في الكويت يشكل في وجداني ذكريات للبدايات، عندما قررت الكويت والاتحاد السويسري بتاريخ 16 يونيو 1966 إقامة علاقات بينهما، وقد تشرفت بأن أضع أول لبنة في صرح العلاقات بين الجانبين، ففي العام نفسه الذي قرر فيه الجانبان إقامة العلاقات، تم اعتمادي قنصلاً عاما لدولة الكويت لدى الاتحاد السويسري، ومقره (جنيف)، وقضيت بالمنصب سنتين، حيث غادرت إلى طهران، وعُيّنت سفيرا فوق العادة في إيران عام 1968".

ليست مجرد مركز مالي

وتابع: "لقد تركتُ سويسرا، وأنا أشعر إزاءها بحميمية شديدة، حيث تلقيت فيها دراستي منذ عام 1959، ونسجت فيها شبكة من العلاقات، وعشقت فيها روح النظام والمثابرة والإتقان، ولقد اعتمدت الحكومة السويسرية في العام ذاته سفيرها في لبنان كسفير معتمد في الكويت، وبعد عام واحد افتُتحت قنصلية فخرية للاتحاد السويسري في الكويت، كما سُمِّي المرحوم مراد يوسف بهبهاني، قنصلا فخريا للاتحاد السويسري، وبهذا صارت دولة الكويت ثاني دولة خليجية تقيم علاقات مع الاتحاد السويسري، وخلال تلك الفترة تطورت العلاقات بين الجانبين، مما دفع الحكومة السويسرية إلى افتتاح سفارة لها بمدينة الكويت عام 1975، وعندما توليت رئاسة مجلس الوزراء في شهر فبراير عام 2006، اتخذت الحكومة الكويتية قرارًا بافتتاح سفارة لدولة الكويت في بيرن في أبريل عام 2006، إدراكا مني بأهمية العلاقات بيننا، وقمت بزيارة رسمية للاتحاد السويسري بهدف تنمية علاقاتنا، وذلك في الفترة ما بين 12-16 سبتمبر 2011".

وأوضح أن "سويسرا ليست مجرد مركز عالمي لإدارة الثروات والاستثمارات السيادية، أو وجهة آمنة للأموال، إنها تمثل صورة من صور التفوق، فهي تمثل نموذجا للدولة الناجحة والمستقلة بالقرار، رغم صغر رقعتها الجغرافية، وتتميز دبلوماسيتها بأنها هادئة، وسرية، وغير استعراضية، وهو ما يتناسب مع الأسلوب الديبلوماسي الخليجي، ولعل هذا ما جعلها خياراً مفضلا لدول الخليج، إذا ما احتاجت إلى وساطة محايدة أو قناة تواصل غير رسمية كدورها في رعاية مصالح الدول، فمنذ نهاية الحرب العالمية الثانية، أدّت سويسرا مهام رعاية المصالح في أكثر من 200 حالة بين دول مختلفة، ومثلت في ذروة نشاطها أكثر من 70 دولة.

وقال: بالنسبة لنا في الخليج العربي، فقد استقطبت مدن سويسرا السياحة العائلية الخليجية؛ حتى صارت تقليداً موسميًا، مما خلق روابط اجتماعية وثقافية غير رسمية، وشجعت الكثيرين من الكويتيين على اقتناء منازل في مختلف كنتونات الاتحاد السويسري وفق قانونها لاستملاك المنازل، ولهذا صارت سويسرا تحافظ على صورة البلد المتوازن في الإعلام الدولي، وهو ما جعلها تحظى بمكانة إيجابية لدى الرأي العام.

وأشار إلى أن العلاقات بين دولة الكويت والاتحاد السويسري شهدت تطورا ملحوظا، تجسد في سلسلة من الزيارات الرسمية المتبادلة بين كبار المسؤولين من الجانبين، شملت قيادات سياسية ووزراء، ووزراء خارجية، ورؤساء برلمانات إضافة إلى مبعوثين خاصين ومديرين رفيعي المستوى.. كما عُقدت جولات متعددة من المشاورات السياسية بين البلدين، عكست حرص الطرفين على تعزيز الحوار والتنسيق في مختلف القضايا الإقليمية والدولية.

شريك اقتصادي

وذكر ان هذا النشاط الديبلوماسي الحافل بالزيارات على مدى عقدين من الزمن وجولات المشاورات المستمرة بيننا، تكشف التطور الكبير في علاقات بلدينا الصديقين، ولعل أهمها لقاء رفيع المستوى بين سمو ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح ورئيسة الاتحاد السويسري السابقة فيولا أمهيرد، على هامش أعمال الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة في الدورة 79 في نيويورك خلال العام الماضي.

وأضاف: إن ما يزيدنا فخرًا أن أصبحت الكويت بفضل القيادة الحكيمة لسمو أمير البلاد المفدى الشيخ مشعل الأحمد من أكثر البلاد أمنًا واستقرارًا، تحرص على تطوير علاقات التعاون مع دول العالم المختلفة.

ولفت إلى إن سويسرا تأتي على رأس تلك الدول، فهي ليست مجرد شريك اقتصادي، بل نموذج سياسي وأخلاقي ومالي، وهو ما تؤكده سياساتها، مضيفا: إن الكويت ستظل ملتزمة بعلاقاتها مع سويسرا، فنحن لا ننسى موقفها إبان العدوان العراقي الغاشم عندما وقفت موقفا مبدئيا قويا يدعم الموقف الكويتي، وبمبادرة إنسانية منها سمحت بتمديد إقامات الكويتيين العالقين على أراضيها، وسمحت لطلابنا بالالتحاق في مدارسها.

وأكد أن ما يجمع الكويت بسويسرا علاقة استثنائية تقوم على الثقة المتبادلة والمصالح المستقرة، وتعكس فهما عميقا لكل ما يعنيه، بأن تكون دولتك ذات رقعة جغرافية صغيرة في عالم كبير، وتبني نفوذا بالثقة لا القوة.

التوقيت المثالي

من جهته، أعرب وزير الخارجية عبدالله اليحيا عن سعادته بالمشاركة في افتتاح السفارة السويسرية في الكويت، مؤكدًا أن كلمة سمو الشيخ ناصر المحمد عبّرت بدقة عن عمق العلاقات الكويتية – السويسرية وتاريخها المميز. وقال: "أنا سعيد بوجودي هنا في هذا الافتتاح، وتصور كلمة سمو الشيخ ناصر المحمد قد جسّدت العلاقة الكويتية – السويسرية وتاريخها، وأمانةً لا أقدر أن أضيف أي كلمة إضافية على ما جاء في كلمة الشيخ ناصر".

وردًا على سؤال حول ما إذا كانت هناك مباحثات رسمية مع وزير الخارجية السويسري، أوضح اليحيا: «ليس اليوم، لم تكن هناك أي مباحثات، فالزيارة كانت فقط بمناسبة افتتاح السفارة»، مضيفًا: «لكن الوزير السويسري وجّه دعوة لزيارة سويسرا، وإن شاء الله ستكون هناك مباحثات ثنائية قريبة في سويسرا».

بدوره، أكد رئيس الإدارة الاتحادية للشؤون الخارجية في الاتحاد السويسري (وزير الخارجية إينياتسيو كاسيس أن افتتاح السفارة السويسرية الجديدة في الكويت يُجسد عمق العلاقات الثنائية ويعكس روح الثقة والاحترام والصداقة التي تجمع بين البلدين منذ ستة عقود، مشيرًا إلى أن هذه المناسبة تمثل لحظة تاريخية نادرة وفريدة من نوعها.

وقال الوزير السويسري: "لقد جاء هذا الانتقال في التوقيت المثالي، وفي العام المقبل، ستحتفل بلداننا بمرور ستين عامًا - نعم، ستين عامًا - على إقامة العلاقات الديبلوماسية بين سويسرا والكويت. ولكن المزيد عن ذلك سيكون العام المقبل، وبوصفي وزيرًا للخارجية، أُقدّر بعمق العلاقات مثل علاقتنا هذه، التي لا تقوم فقط على المصالح المشتركة - رغم أهميتها - بل على الاحترام المتبادل والصداقة الصادقة".

بدوره أكد السفير السويسري لدى دولة الكويت تيزيانو بالميلي، أن افتتاح مبنى السفارة السويسرية الجديد في الكويت يعكس عمق العلاقات المتميزة والصداقة الجميلة التي تجمع بين البلدين، مشيدًا بحضور رفيع المستوى من الجانبين خلال حفل الافتتاح.

وقال السفير بالميلي في تصريح للصحافيين: "لقد كان شرفًا عظيمًا لنا أن نستضيف وزير الخارجية السويسري ورئيس البرلمان السويسري والوفد المرافق لهما، إلى جانب سمو الشيخ ناصر، ووزير الخارجية الكويتي الشيخ عبدالله اليحيا".

الكويت على التوقيت السويسري

قال وزير الخارجية السويسري في كلمته: " ان الصداقة بين البلدين بدأت برؤية شاب كويتي لامع في ثلاثينات القرن الماضي، أدرك مبكرًا كم سيُقدّر مواطنوه الخبرة والدقة السويسرية، وقد تحولت تلك الرؤية إلى قصة نجاح، ومنذ ذلك الحين يمكن القول تقريبًا إن الكويت تعمل على التوقيت السويسري. كادر الساعات السويسرية

أضاف الوزير السويسري: ان "سمو الشيخ ناصر المحمد وصل إلى الحفل قبل الموعد بدقيقة واحدة، وهذا طبعًا لأن الأمر كله يتعلق بالساعات السويسرية".

سويسرا البيت الثاني لكثير من العائلات الكويتية

قال الوزير كاسيس: "إن الكويتيين من أوائل شعوب الخليج الذين اكتشفوا سويسرا، بفضل الرحلات الجوية المباشرة التي أطلقتها شركتنا الوطنية السابقة "سويس إير" عام 1959، ومنذ ذلك الحين أصبحت سويسرا بمثابة البيت الثاني لكثير من العائلات الكويتية، وقد سعدتُ مساء أمس، هنا تحديدًا حيث أتحدث الآن، بعشاء رائع مع عدد من الضيوف الذين تحدّثوا بشغف عن تجاربهم الشخصية في سويسرا، لا كمجرد قصص تُروى أو تُشاهد على نتفليكس، بل تجارب عاشوها بأنفسهم، بعضهم على مدى ثلاثة أجيال متتالية".

 أعظم صديق

أشار كاسيس إلى أن "كثيرين درسوا في سويسرا، وكثيرون يقضون فيها عطلاتهم، وآخرون يمارسون فيها أعمالهم، ومن بينهم صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد و سمو الشيخ ناصر المحمد، الذي نعتبره بحق أعظم صديق لسويسرا في الكويت، ويشرّفنا حضوره معنا اليوم".              

المحمد: سويسرا نموذج سياسي وأخلاقي ومالي وليست مجرد شريك اقتصادي
play icon
المبنى الجديد لسفارة الاتحاد السويسري في القادسية ( تصوير - رزق توفيق)

آخر الأخبار