الكتابة عن سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، قرينة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، كتابةٌ استثنائية... نعم؛ إنها، في الحقيقة، محاولةُ قراءةٍ في فِكرِ سيدةٍ استثنائية، صاحبة رؤية استشرافية دفعتها مبكراً إلى الإيمان بقدرات المرأة العربية عموماً، والخليجية على وجه الخصوص، فانبرت إلى بلورة رؤيتها، وتجسيدها واقعاً ملموساً في ميادين الرياضة، باعتبارها بيئة نموذجية لبناء شخصية المرأة وصقل موهبتها وإبراز إبداعها.
هي، إذاً، مُبدعةُ الفكرة، ومُنشئةُ المؤسسة، ومُلهمةُ البطلات... فمنذ تأسيسها "مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة"، سعت الشيخة جواهر إلى جعل الرياضة النسائية رافداً للتنمية، فضلاً عن كونها أداة فاعلة لتمكين المرأة وإثبات حضورها. ومن خلال هذه المؤسسة انطلقت "البطولة العربية للأندية النسائية"، التي ما لبثت أن أصبحت تظاهرة رياضية شاملة، تجتذب إليها الأندية من مختلف الدول العربية، وتمنح اللاعبات العربيات فرصة للتنافس في أجواء رياضية تسودها الأخوّة والاحترام.
بعد نحو أربعة أشهر (في فبراير 2026) تحتضن إمارة الشارقة النسخة الثامنة من "البطولة العربية للأندية النسائية"، لتؤكد استمرار مسيرة نجاحٍ تجاوز عُمرُها عقداً من الزمن؛ ولتثبتَ أن دعم الرياضة النسائية هو امتداد طبيعي لنهج إمارة الشارقة، المتمثل في تمكين المرأة من خوض جميع المجالات الحيوية.
لقد باتت هذه البطولة ميداناً فسيحاً لإبراز نُضج تجربة الرياضة النسائية العربية، لاسيما بعد أن تحوّلت حدثاً متميزاً تتسابق الأندية سنوياً للمشاركة فيه، والمنافسة على اعتلاء منصَّاته.
ولا شك أن الفضل في ترسيخ هذا الحدث الرياضي النسوي الكبير يعود للشيخة جواهر القاسمي، التي آثرت تقديم كل أشكال الدعم للمؤسسات الرياضية والبرامج التدريبية، ودأبت على تشجيع الفتيات على تَعَلُّم مختلف الألعاب وممارستها، وتوفير البيئة التي تتيح لهن تحقيق طموحهن، وإحراز الإنجازات المشرّفة لأوطانهن.
وعلى غرار الدورات السابقة، ستكون الكويت حاضرة بأنديتها، في الدورة الثامنة، مشارَكةً ومنافَسةً وتنظيماً، لتؤكد بدورها استمرار دعمها للمرأة الرياضية، ولتجدد ثقتها بأن الكويتية قادرة على رفع راية الوطن في كل محفل. لقد أصبحت "البطولة العربية للأندية النسائية"، بفضل فكر الشيخة جواهر، نموذجاً يُحتذى في الجمع بين الرياضة والرسالة الإنسانية، كما أثبتت للعالم أن المرأة العربية قادرة على أن تكون شريكاً فاعلاً في صناعة المجد وبناء المستقبل. إن الشيخة جواهر القاسمي تثبت لكل من يعنيهم الأمر، أن الرياضة الحقيقية هي التي تلتزم برسالتها الإنسانية: "وٌجِدت الرياضة لتجمعنا، لا لتفرقنا"... وهذا ما جعل من إمارة الشارقة منارة للجميع.