الأحد 02 نوفمبر 2025
23°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
'شادي الكويت'... شادي الخليج والمحيط العربي
play icon
كل الآراء

"شادي الكويت"... شادي الخليج والمحيط العربي

Time
الاثنين 27 أكتوبر 2025
طارق ادريس
مساحة للوقت

احتفل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب يوم الأربعاء الماضي بشخصية مهرجان الموسيقى السنوي، وكانت شخصية هذا العام أيقونة الطرب والغناء "شادي الخليج"، الذي أثرى المكتبة الفنية الكويتية بروائع من الغناء الوطني والعاطفي،

إلى جانب الموروث الشعبي من الفن البحري، والصوت، والسامري وغيرها من الفنون التراثية المطوّرة، بأداء مميز منذ ستينيات القرن الماضي وحتى يومنا هذا، رغم حالته الصحية – عافاه الله.

لقد كان أبو علي، عبدالعزيز المفرج، مثالاً للمواطن المخلص الذي خدم وطنه في مجالي التربية والفن، فكان خير سفير للكويت في المحافل الفنية والتربوية.

وكان لي الشرف الكبير أن أعمل مع هذه القامة الوطنية خلال عملي في وزارة التربية، قبل الغزو وبعد التحرير، وكذلك في مهرجانات الإنتاج البرامجي لوزارة الإعلام (الأول والثاني والثالث) بقيادة الإعلامي الكبير، رحمه الله، محمد السنعوسي عام 1981.

شادي الخليج شخصية استثنائية، تعلمنا منه الكثير من المواقف في الحزم والانضباط، واحترام الوقت والمواعيد، من خلال تعاملنا معه أيام التربية.

كنا نراه ليس فقط كفنان نُعجب بأغانيه، بل كرجل تربوي وقيادي، يُعجبنا حُزمه وأداؤه الوظيفي.

نعم، أبو علي يمتلك قدرة مميزة على التعامل مع الآخرين، ولا ينساك حتى بعد مرور زمن طويل على انقطاع التواصل، شفاه الله، إذ يتمتع بذاكرة حية مع كل من عمل معه.

نحن جيل عرفناه منذ تطوعنا في الحياة المدرسية، خلال ستينيات القرن الماضي، ضمن فرق الكشافة، حيث غُرِس في ذاكرتنا نشيد "علم الكويت" الذي كان يُصدح في الصباح وعند الغروب، عبر سماعات المخيم، لتحية العلم عند رفعه وإنزاله.

ولا أنسى أيضاً "نشيد يا حماة العرين" الذي كان يملأ وجداننا حماساً، ونحن نردده في أرجاء المخيم.

نعم، تلك الأناشيد والأغاني العاطفية والوطنية في الستينيات كانت تحمل رسالة تربوية سامية، وقد احتفظتُ بها خلال عملي في الإذاعة بعد التحرير، عندما طلبتها على شريط كاسيت، ثم حفظتها لاحقًا على "فلاش". إنها كنز وموروث ثقافي وفني، يجب تخليده اليوم في المدارس، بدءاً من رياض الأطفال، لأن تلك الأناشيد الوطنية تُعد دافعاً تربوياً يغرس روح الانتماء والولاء للكويت، في نفوس الأجيال الجديدة.

نسأل الله أن يتمم على أبو علي – صوت الكويت وشاديها – نعمة الصحة والعافية والسلامة.

والله ولي التوفيق.

كاتب كويتي

آخر الأخبار