جانب من عمليات دفن جثث شهداء فلسطينيين مجهولي الهوية أعادها الاحتلال الإسرائيلي في مقبرة جماعية في دير البلح بقطاع غزة أمس (أب)
فرق متخصصة تواصل رفع الأنقاض بحثاً عن الرفات... و"حماس" تقدم معلومات... ومصر ترسل معدات ثقيلة
غزة، عواصم - وكالات: أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أمس، أن واشنطن لا تعتبر الضربة التي زعم الاحتلال الإسرائيلي أنها استهدفت عضواً في حركة "الجهاد" في قطاع غزة انتهاكاً لوقف إطلاق النار الذي تدعمه الولايات المتحدة، قائلا على متن طائرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال رحلة إلى آسيا "لا نعتبر ذلك انتهاكاً لوقف إطلاق النار"، مضيفا أن تل أبيب لم تتنازل عن حقها في الدفاع عن النفس في إطار الاتفاق الذي توسطت فيه واشنطن ومصر وقطر، زاعما بالقول "لديهم الحق إذا كان هناك تهديد وشيك لإسرائيل، وجميع الوسطاء يوافقون على ذلك"، مضيفا أن وقف إطلاق النار في غزة الذي لا يزال سارياً يستند إلى التزامات من الجانبين، مشددا على أن على "حماس" الإسراع في إعادة رفات المحتجزين الذين لقوا حتفهم في الأسر
في غضون ذلك، وبينما تواصل الفرق المتخصصة عمليات رفع الأنقاض من المدن المدمرة في قطاع غزة للمساعدة في العثور على جثث مفقودي الاحتلال الإسرائيلي، كشفت مصادر عن دخول نحو 12 آلية من المعدات المصرية الثقيلة عبر معبر كرم أبو سالم جنوب قطاع غزة أمس، ضمن جهود اللجنة المصرية للمشاركة في أعمال إزالة الركام وفتح الطرقات المدمرة في عدد من مناطق القطاع، قائلة إن حكومة الإحتلال وافقت على طلب من القاهرة بالسماح بدخول معدات وأفراد مصريين للمساعدة في عمليات تحديد وانتشال رفات الأسرى، ودخلت بالفعل نحو 14 آلية من المعدات الثقيلة المصرية إلى غزة عبر معبر رفح، بينما قال مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن الفريق المصري الذي دخل غزة إنه فريق فني سيدخل فقط لتحديد مكان جثث الأسرى، في حين كان الاحتلال قد سمح لعناصر من "حماس" وموظفين من اللجنة الدولية للصليب الأحمر بدخول مدينة رفح للبحث عن الجثث المفقودة، وبحسب المصادر، فإن عملية البحث تجري لانتشال جثة الضابط الإسرائيلي هدار غولدن الذي اختطفته "حماس" خلال الحرب على غزة عام 2014، وكان واحداً من أربعة أسرى تحتجزهم "حماس" دون الكشف عن مصيرهم قبل "طوفان الأقصى".
من جانبها، قدمت "حماس" معلومات حول مواقع جثث المحتجزين الإسرائيليين للفريق المصري الذي دخل غزة، ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر أن إسرائيل سمحت لـ"حماس" بالعمل في نقاط داخل المنطقة الصفراء وليس فقط في رفح، مضيفة أن "حماس" قام بجولة ميدانية في منطقة الشجاعية الواقعة تحت السيطرة الإسرائيلية، مشيرة إلى أن المستوى السياسي وافق أيضاً على السماح للحركة بالعمل في نقطة أخرى في خان يونس، وكشفت إذاعة "كان" أن تل أبيب تعرف مواقع تسعة من أصل 13 من جثث محتجزيها، في حين ما زالت أماكن الجثث الأربع المتبقية مجهولة لها، قائلة إن رئيس أركان الاحتلال إيال زامير أكد لنائب الرئيس الأميركي جي دي فانس أن إسرائيل أمضت نحو عقد في محاولة العثور على رفات هدار غولدين وجثته واحدة من بين 13 جثة لم يُعثر عليها بعد
بدورها، وبينما أكد مسؤول إسرائيلي أن إسرائيل لن تضع "فيتو" على رئيس شبكة المنظمات الأهلية في غزة أمجد الشوا لرئاسة لجنة التكنوقراط لحكم غزة، مشيراً إلى أن اللجنة صلاحياتها مدنية فقط، وأكدت هيئة البث الإسرائيلية أن تثبيت تعيين الشوا رئيساً للجنة إدارة غزة يبقى بانتظار القرار الأميركي، وأكد الشوا استعداده لرئاسة الحكومة حال وجود توافق وطني وعربي ودولي، أكدت حركة "فتح" أن من يتولى رئاسة اللجنة الإدارية في غزة يجب أن يكون وزيراً من حكومة السلطة الفلسطينية باعتبارها الجهة الشرعية الوحيدة المسؤولة عن إدارة شؤون الشعب الفلسطيني، وشدد المتحدث عبدالفتاح دولة على أن الموقف نابع من الحرص على وحدة الوطن والمرجعية السياسية، مؤكداً رفض أي أطر موازية قد تكرس الانقسام، في حين قالت المتحدثة باسم حكومة الاحتلال شوش بيدروسيان إن تل أبيب ستحتفظ بسيطرة أمنية شاملة على القطاع، مضيفة أن غزة ستكون منزوعة السلاح بالطريقة السهلة أو الصعبة، وفق تعبيرها.
إلى ذلك، دعا الاجتماع التنسيقي رفيع المستوى للتحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين الذي عقد بالرياض بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي والنرويج بصفتهما الرئيسين المشاركين، وضم ممثلين عن السعودية والاتحاد الأوروبي ومنظمات إقليمية ودولية، إلى دعم ميزانية السلطة الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، وناقش آخر التطورات في غزة، ونقلت وكالة الأنباء السعودية "واس" عن الوزيرة المفوضة بوزارة الخارجية السعودية منال بنت حسن رضوان، تأكيدها التزام المملكة الثابت بالعمل مع فلسطين وجميع الأشقاء والشركاء من أجل تحقيق السلام والدولة والاستقرار للشعب الفلسطيني، معتبرة إقامة الدولة الفلسطينية أولوية ومسؤولية أخلاقية إقليمية ودولية وشرطًا أساسيًا للمحافظة على الأمن والسلم الإقليمي والدولي
ميدانياً، يواصل جيش الإحتلال قصف المناطق الشرقية لقطاع غزة، حيث وقعت انفجارات عنيفة شرق حي الشجاعية، جراء نسف عدد من المباني السكنية، واستهدفت غارات عدداً من المنشآت المدنية شرق مدينة خان يونس، وأصيب عدد من الفلسطينيين بعد قصف مسيرة إسرائيلية مجموعة من المواطنين أثناء تفقدهم منازلهم في منطقة عبسان الكبيرة في خان يونس، وأطلقت آليات إسرائيلية نيران رشاشاتها الثقيلة بشكل متواصل ومكثف تجاه المناطق الشرقية للمدينة، كما أطلقت زوارق حربية قذائفها صوب ساحل بحر مدينة رفح.