الأربعاء 29 أكتوبر 2025
26°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
خرافة 'علم الطاقة'
play icon
كل الآراء

خرافة "علم الطاقة"

Time
الثلاثاء 28 أكتوبر 2025
سعود بدر العازمي

في عالم يموج بالأسئلة الوجودية، والبحث عن المعنى، تنتشر بعض الظواهر التي تستغل حاجة الإنسان الروحية والفكرية. ومن أخطرها ما يُسَمَّى"علم الطاقة"، وهو مصطلح مضلل يحمل بين طياته مخاطر جسيمة.

ثمة مثل ياباني "إن كنتَ تصدق كل ما تقرأ، فتوقَّف عن القراءة". فهذه الكلمات تذكرنا بأهمية النقد والتمحيص في ما نستهلكه من معلومات.

فقد تداولت منصة "إكس" تغريدة استوقفتني عن مضيفة طيران تونسية كانت غارقة في ما يسمى علم الطاقة والروحانيات، كانت في مصر عندما اعتقدت أن وحياً إلهياً نزل عليها يخبرها أن موعد صعودها إلى السماء قد حان، وأن عليها أن تأخذ ابنتها معها.

فما كان منها إلا أن التقطت حزام حقيبتها وخنقت ابنتها ذات الأربع أعوام حتى ماتت، ثم طعنت نفسها قبل أن ينقذها زوجها في اللحظة الأخيرة.

المحكمة تعمقت في هذا المجال إلى درجة أنها خاضت تجربة قوية جعلتها ترى وتسمع ما لا يستطيع الآخرون سماعه.

ما هو "علم الطاقة الزائف"؟

يشعر المرء بالخطر حين يدرك أن هناك أناساً يصدقون بما يسمى "علم الطاقة"، وهو مصطلح خاطئ، واسمه الحقيقي "علم الطاقة الزائف". سُميَ بهذا لأنه لا يقوم على أي أساس علمي حقيقي، ويعتبر من العلوم المزيفة بعكس العلم التجريبي القائم على المنهجية العلمية.

يعرِّف أصحابه علم الطاقة أنه مجموعة من الممارسات والطقوس غير التقليدية، يدَّعون فيها أنهم يسيطرون على الأجسام الحية، ويشحنونها بالطاقة الروحانية.

أسباب الانتشار

يرجع انتشار هذه الظاهرة في الآونة الأخيرة إلى أسباب عدة، منها:

1- الإحباط وتنامي روح الانهزامية لدى الشباب في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية.

2- الفراغ الروحي والفكري، وحاجة النفس البشرية إلى الأمور الروحانية في غياب التوجيه الصحيح.

ادعاءات خطيرة وأضرار جسيمة

العجيب أن بعض مدَّعي علم الطاقة يزعمون أن العلاجات الطبية يستطيع الإنسان الاستغناء عنها، رافضين بذلك العلم الحقيقي والتجريبي.

ومن أضرار انتشار هذا "العلم الزائف":

1- ارتباطه بالإلحاد، وتشويه عقيدة المسلم من خلال خلط المفاهيم، وادعاءات تتعارض مع الأسس العقائدية.

2- التسبب في الاتكالية، وعدم الحاجة إلى العمل من خلال الوعود الكاذبة بالتغيير، دون بذل الجهد.

3- تلويث المنهجية العلمية بنشر المفاهيم غير المثبتة علمياً.

4- غياب المنهجية العلمية الواضحة، حيث لا توجد تجارب قابلة للتكذيب أو التحقق.

في دراسة حديثة من جامعة "لوند" السويدية، توصل الباحثون إلى أن الأشخاص الذين يؤمنون بما يُكتَب في العلوم الزائفة هم أكثر نرجسية من غيرهم، ولديهم معدلات ذكاء منخفضة.

هذه الظاهرة تستدعي منا يقظة فكرية ومنهجية نقدية، وتذكيراً بأهمية العودة إلى المنهج العلمي السليم والعقيدة الصحيحة في فهم حياتنا، والكون من حولنا.

كاتب كويتي

آخر الأخبار