حوارات
أعترف أنّ ألدّ أعدائي منذ أنّ اكتشفت إمكانياتي العقلية التي أستطيع تطويرها على الدوام، والاستفادة منها بشكل مستمر في حياتي، هي الغفلة والانفصال عن الواقع، وهما، على الأقل بالنسبة لي، مثالب وأشياء ناقصة، وبالذات ثغرات فكرية تضعف من قدرة الإنسان على التحكّم التام في عقله، وطرق تفكيره وأنماطه السلوكية التي يختارها في حياته.
ومن بعض أسبابها، نذكر ما يلي:
- عدم الجديّة في تحمّل المسؤوليات الشخصية: يتحمّل العاقل والناضج نفسياً مسؤوليات التعامل مع نفسه كإنسان حرّ ومستقل، ومكتفٍ ذاتياً، ويستطيع الاعتماد على نفسه في كل شؤون حياته. وكلما استخفّ المرء بها، ظهر في سلوكه العام الإهمال وعدم الحرص، لا سيما الغفلة والانفصال عن الواقع وبالخصوص أثناء التعامل مع الآخرين في العالم الخارجي.
الاختلاط بأهل الغفلة والانفصال عن الواقع: يختار المرء العاقل الأشخاص الذين يجلس معهم ويخالطهم أحياناً بشكل شبه يومي، وبالطبع سيحرص صاحب اللّبّ على انتقاء من يخالطهم بسبب تأثيرهم المباشر على شخصيته.
ومن يخالط من يعرف عنهم الغفلة والانفصال المستمر عن الواقع الحقيقي المحيط بهم، سوف يتأثّر سلباً بهم، ويحاكي الفرد، اعترف بذلك أم لم يعترف، أقرب المقرّبين إليه!
ـ الإفراط في الحساسية العاطفية: يسعى العاقل إلى أن يكون دائماً متعاطفاً مع الآخرين، لا سيما من يراهم في ضيق شديد، وبينما يظهر تعاطفه التّام معهم، فهو بشكل أو آخر يقلّ تحفظّه، ويغلّب تفكيره العاطفي على تفكيره المنطقي (حلقة الوصل مع الواقع الحقيقي).
ما يؤدّي أحياناً إلى توقّفه للحظات عن اليقظة والحذر المتوقّع من الإنسان العاقل، وبخاصّة إذا تواجد في العالم الخارجي.
- عدم اكتساب أو تطوير مهارات الملاحظة: عدم الانتباه إلى التفاصيل، وعدم الحرص على ملاحظة التناقضات، سواء في بعض تصرّفات الافراد، أو في بعض ظروف أو تفاصيل أو ترتيبات البيئة المحيطة، تفتح أبواب الغفلة، وتجعل الفرد أقرب إلى الانفصال عن الواقع.
الانقياد وراء الهوى: ينصاع الإنسان لأوامر هواه، فيصبح مطيّة لنزعاته الفطرية وشهواته الشيطانية، فيغفل، ويفقد القدرة على التحكم بكلامه وتصرفاته.
كاتب كويتي
@DrAljenfawi