"الأوروبي" يدين الهجمات على "يونيفيل" ويدعو لانسحاب الاحتلال الكامل من الجنوب
بيروت، عواصم - وكالات: وسط مخاوف في لبنان من أن تشن إسرائيل حرباً جوية جديدة على "حزب الله"، وصلت الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى بيروت، حيث التقت رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، حليف "حزب الله"، وأكدت مصادر مطلعة أن اللقاء كان جيداً وبناء، نافية ما أشيع على مدى الأيام الماضية من رسائل أميركية تحذيرية للبنان بشأن حرب جديدة، مشددة على أن التهويل لم يكن له مكان في اللقاء الذي جمع الموفدة الأميركية ببري والذي قالت إنه "يمكن البناء عليه في الفترة المقبلة".
وفيما كشفت المصادر أن بري أكد أن لبنان يقوم بدوره وملتزم بالاتفاقيات الدولية واتفاق وقف إطلاق النار، لكن المطلوب التزام الجانب الإسرائيلي، وأشارت إلى أن رئيس مجلس النواب أوضح أمام أورتاغوس أن لجنة المتابعة أو ما يعرف بالميكانيزم هي المعنية بتطبيق ما تم الاتفاق عليه، من المتوقع أن تحضر أورتاغوس، نائبة مبعوث البيت الأبيض للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، اجتماعاً اليوم الأربعاء لمراجعة جهود الجيش اللبناني لإزالة مخابئ أسلحة "حزب الله" في جنوب البلاد، تماشيا مع الاتفاق الذي بدأ سريانه في 27 نوفمبر 2024، بينما تأتي الزيارة بالتزامن مع تكثيف غارات الاحتلال الإسرائيلي على جنوب وشرق لبنان والتي أسفرت عن مقتل نحو عشرة أشخاص، معظمهم من أعضاء "حزب الله"، في حين يخشى العديد من المسؤولين والسياسيين اللبنانيين أن يكون القصف الإسرائيلي مقدمة لحملة جوية إسرائيلية موسعة على البلاد، رغم وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه العام الماضي، لاسيما بعدما حذر المبعوث الأميركي توم باراك الأسبوع الماضي من أن "حزب الله" قد يجد نفسه في مواجهة جديدة مع إسرائيل إذا لم تتحرك السلطات اللبنانية سريعا لنزع سلاحه بالكامل، وهو ما يرفضه "حزب الله" حتى الآن. من جانبه، جدّد الرئيس اللبناني جوزاف عون تأكيد إجراء الانتخابات النيابية في موعدها الدستوري في مايو المقبل، مشدداً خلال استقباله وفداً نيابياً في قصر بعبدا طالبه بإجراء الانتخابات النيابية وفق القانون النافذ راهناً، على ضرورةعلى حق اللبنانيين بالخارج في المشاركة بالحياة السياسية، قائلا "انطلاقاً من احترامي لمبدأ فصل السلطات، أعتبر أن مجلس النواب هو الذي يقرر، لكن للمنتشرين حقاً علينا يجب احترامه. وأكرر أن ما يهمني هو أن تجري الانتخابات في موعدها"، بينما عرض النائب علي حسن خليل، باسم أعضاء الوفد، وجهة نظرهم حيال إجراء الانتخابات النيابية وفق القانون النافذ، كما تحدث عدد من النواب عن الموضوع نفسه عارضين مواقفهم من الدعوات إلى إلغاء "الدائرة 16" الواردة في القانون الحالي، حيث يعتبر عدد من النواب أن قانون الانتخابات النيابية الحالي ينطوي على خلل يتعلّق بحق اللبنانيين المنتشرين في العالم بالمشاركة في العملية الانتخابية، ويطالبون بإدراج اقتراح تعديل قانون الانتخابات النافذ في الجلسات التشريعية، بما يسمح للمغتربين اللبنانيين في انتخاب كامل أعضاء مجلس النواب من أماكن انتشارهم وليس حصر انتخابهم بستة نواب موزعين على القارات الست كما ينص القانون النافذ الحالي.
في غضون ذلك، دان الاتحاد الأوروبي الهجوم الذي شنه الاحتلال الإسرائيلي على إحدى وحدات قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "يونيفيل" يوم الحد الماضي، واعتبره حلقة جديدة في سلسلة من الاعتداءات المماثلة خلال الأسابيع الأخيرة، وقال المتحدث باسم الاتحاد أنور العانوني في بيان "يذكر الاتحاد بأن سلامة وأمن أفراد ومقار الأمم المتحدة يجب أن تكون مضمونة وفقا للقانون الدولي وقرار مجلس الأمن رقم (1701)" الذي ينص على احترام سيادة لبنان وسلامة أراضيه، داعيا الاحتلال الإسرائيلي إلى الانسحاب الكامل من جميع الأراضي اللبنانية، مؤكدا تمسكه بدعم وحدة لبنان واستقراره وبمهمة قوات "يونيفيل" في حفظ السلام وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة.