ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً رئيس وزراء باكستان محمد شهباز شريف في الرياض (واس)
توافقتا على الربط الكهربائي وتنفيذ مشاريع نوعية تجارية واستثمارية وتنموية وتعزيز دور القطاع الخاص
الرياض، عواصم - وكالات: اتفق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس وزراء باكستان محمد شهباز شريف على إطلاق إطار تعاون اقتصادي بين البلدين، وبحسب بيانٍ مشترك، فإن الاتفاق يستند إلى المصالح الاقتصادية المشتركة للبلدين، وتأكيداً على رغبتهما المتبادلة في تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية بما يخدم مصالحهما المشتركة، ويتضمن الإطار عدداً من المشاريع النوعية في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والتنموية التي ستسهم في دعم التعاون، وتعزيز الدور المحوري للقطاع الخاص، وزيادة التبادل التجاري في القطاعات ذات الأولوية، كقطاعات الطاقة والصناعة والتعدين وتقنية المعلومات والسياحة والزراعة والأمن الغذائي.
وذكر البيان أن الجانبين يعملان حالياً على دراسة عددٍ من المشاريع الاقتصادية المشتركة، بما في ذلك توقيع مذكرة تفاهم لمشروع الربط الكهربائي بين المملكة وباكستان، بالإضافة إلى أخرى للتعاون في مجال الطاقة، مشيرا إلى أن هذا الإطار يُعد امتداداً لسعي المملكة وباكستان لترسيخ أواصر العلاقات الثنائية، وتأكيداً على رؤيتهما المشتركة نحو بناء شراكة مستدامة في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، كما يأتي في إطار تعزيز الشراكة التاريخية بين البلدين وترسيخ التعاون المستدام بما يخدم مصالحهما المشتركة، مع التطلّع إلى عقد اجتماع مجلس التنسيق الأعلى السعودي-الباكستاني، فيما ترتبط السعودية وباكستان بعلاقات وثيقة في مختلف القطاعات، لا سيما القطاعين الأمني والعسكري، وكان من أبرز تجلياتها توقيع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس وزراء باكستان محمد شهباز شريف اتفاقية الدفاع الستراتيجي المشترك في سبتمبر الماضي.
من جانبه، استقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عدداً من القادة ورؤساء الحكومات المشاركين في الدورة التاسعة لمؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمارالمنعقد في الرياض، وشملت اللقاءات كلاً من رئيسة كوسوفا فيوسا عثماني، ورئيس وزراء الجبل الأسود ميلويكو سباجيتش، ورئيس موريتانيا محمد ولد الشيخ الغزواني، ورئيسي وزراء ألبانيا إدي راما، وباكستان شهباز شريف، كما أجرى محادثات مع رئيس رواندا بول كاغامي، ورئيس بلغاريا رومن راديف، ورئيس غويانا التعاونية محمد عرفان علي، بحسب وكالة الأنباء السعودية "واس"، حيث جرى خلال اللقاءات استعراض العلاقات الثنائية بين المملكة وتلك الدول، وبحث فرص التعاون المشترك في مجالات الاقتصاد والاستثمار والتنمية، إلى جانب مناقشة عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وجاءت اللقاءات في إطار مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار الذي يجمع نخبة من صناع القرار وقادة الأعمال من مختلف دول العالم لبحث آفاق الاستثمار العالمي ومستقبل الاقتصاد، ويختتم غدا الخميس برعاية العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وجاءت انطلاقة المؤتمر بجلسات مغلقة شارك فيها عدد من المفكرين والخبراء لمناقشة قضايا حيوية، شملت إسهامات الابتكار في المحاسبة الكربونية وطرق قياس أداء الشركات في مجال المناخ، بالإضافة إلى البنية التحتية للعملات المشفرة ودورها في النظام المالي العالمي، وموضوعات متقدمة مثل حوسبة الكم وتحقيق العوائد والاستثمار في القيادة المستقبلية.
في غضون ذلك، وصل الرئيس السوري أحمد الشرع إلى العاصمة السعودية الرياض على رأس وفد رفيع، للمشاركة في النسخة التاسعة من منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار، وقالت الرئاسة السورية إن الرئيس الشرع سيلتقي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لبحث تعزيز التعاون المشترك، خصوصاً في مجالات الاستثمار والاقتصاد، إلى جانب مناقشة المستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ويلقي كلمة خلال المؤتمر الذي يُعقد تحت شعار "مفتاح الازدهار"، كما سيعقد لقاءات مع كبار المستثمرين ورؤساء الشركات الدولية لبحث فرص التعاون في قطاعات البنية التحتية والإسكان والطاقة والصحة والتكنولوجيا والصناعات المستدامة، بينما قال وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح إن السعودية حريصة على ان تكون شريكا فاعلا في مستقبل سورية الاقتصادي والتنموي، معتبرا خلال اجتماع الطاولة المستديرة السعودي - السوري مع وزير الاقتصاد والصناعة السوري محمد الشعار ووزير المالية السوري محمد برنية ووزير الطاقة السوري محمد البشير ووزير الاتصالات السوري عبدالسلام هيكل ومدير هيئة الاستثمار السورية طلال الهلالي بمشاركة ممثلي القطاع الحكومي والخاص من البلدين، أن توقيع اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة بين البلدين يشكل خطوة تاريخية في مسار التعاون بين الجانبين، إذ وفرت الاتفاقية إطارا قانونيا متكاملا يضمن الحماية والمعاملة العادلة للمستثمرين ويؤسس لبيئة استثمارية مستقرة وجاذبة، مشيرا إلى التقدم الملموس وأبرز مسارات التعاون، حيث أدت الجهود المشتركة بين وزارة الاستثمار والبنك المركزي السعودي ومصرف سورية المركزي إلى إحراز تقدم في مشروع تفعيل التحويلات المصرفي المباشرة بين البلدين لتسهيل حركة رؤوس الأموال ودعم الأنشطة التجارية والاستثمارية وتعزيز الثقة في النظام المالي السوري.