الأحد 09 نوفمبر 2025
20°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
فؤاد سزكين من عظماء الإسلام
play icon
كل الآراء

فؤاد سزكين من عظماء الإسلام

Time
الأربعاء 29 أكتوبر 2025
محمد الفوزان
قصص إسلامية

التركي فؤاد سزكين من بلاد الأناضول، الذي أعاد الاعتبار للتراث العربي والإسلامي.

تعرفوا ياسادة على عظمائكم من علماء المسلمين التي طمسها إعلامنا ومناهجنا.

"كم من رجل يعد بألف رجل

وكم من ألف يمرون بلا عداد".

واقعنا اليوم إن أردت، وحاولت أن تجعل المسلمين يفهمون عظمة حضارتهم، الإسلامية والعربية، فهو أصعب من أن تجعل الغرب يفهمها.

هذا ما خلص إليه فؤاد سزكين أحد أبرز من تقصوا الحضارة الغربية والإسلامية في المكتبات الغربية، والذي وجد خلال رحلة بحثه الكثير من الكنوز الإسلامية، التي تم ترجمتها إلى اللغات الأوروبية دون ذكر أصلها، فأعاد الإعتبار لها، وردّها إلى أصلها الإسلامي العربي، فأحيا تراث أمّة لم تهتم هي نفسها بإحيائه، وشهد بإنجازاته الغرب قبل الشرق، ومُنح وساماً ألمانياًّ رفيعاً، وترشح لجائزة "نوبل" للآداب.

وُلد فؤاد سزكين سنة 1924، كان مرتبطاً بالتراث والثقافة الإسلامية، فدرس في قسم الدراسات الشرقية، وتعلّم العربية في ستة أشهر، وفي سنة 1951 حصل على درجة الدكتوراه، وكان موضوعها عن صحيح البخاري.

اشتغل سزكين بالتدريس في جامعة اسطنبول، إلى أن حصل انقلاب عسكري على الرئيس عدنان مندريس، ولأن الإنقلابيين لم تعجبهم أفكار فؤاد، قرروا إقالته من منصبه.

فاضطر إلى مغادرة وطنه صوب ألمانيا، وتحديداً نحو جامعة "غوته" في فرانكفورت، وسرعان ما حصل منها على درجة الأستاذية عن أبحاثه الرائدة، التي أرّخ فيها عن تطور العلوم الطبيعية في الحضارتين، العربية والإسلامية.

عمل فؤاد على إعادة الإعتبار لهذه الثقافة، وبرفقة فريق، من العرب والأتراك والألمان، بدأوا بمراجعة الكتب الألمانية، وتمكن هو وفريقه إلى الوصول إلى آلاف الكتب وفحصها، وتبين لهم أن الكثير منها هي كتب منقولة ومترجمة عن الكتب العربية.

كان أهم ما اكتشفه إثباته أن خرائط العالم والخرائط الجزئية الأوروبية، حتى بداية القرن الثامن عشر الميلادي، ترجع إلى أصول عربية وإسلامية، إذ كان الجغرافيون، المسلمون والعرب، قد جالوا في أرجاء أفريقيا وأوروبا وآسيا، ورسموا خرائط ذات دقة عالية لتلك المناطق.

نشر سزكين موسوعته "تاريخ التراث العربي" في 12 مجلّداً شملت كثيراً من الاختراعات، والإكتشافات والإبداعات، التي أنتجها العلماء المسلمون، ونقلها عنهم الأوروبيون في التاريخ والفقه وعلم الكلام، والفلك والطب والفيزياء، وغيرها الكثير.

منح فؤاد من رئيس دولة ألمانيا وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، وحصل على جائزة الملك فيصل للعلوم الاسلامية، وترشح لجائزة نوبل للأدب، لكنه لم يحصل عليها.

أمضى ما تبقى من حياته في مكتبات اسطنبول، وكان منهمكاً في القراءة وجمع الكتب، خصوصاً أن ألمانيا صادرت مكتبته الضخمة، التي تحوي جمعاً هائلاً من الوثائق والمخطوطات بكثير من اللغات، لأنهم اعتبروها من التراث الألماني القومي.

توفي فؤاد عام 2018، وقد نعاه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تغريدة له على "تويتر" أكّد فيها أن الراحل كان عالماً كبيراً، واستطاع إحياء الحضارة الإسلامية مجدّداً من خلال الأبحاث والدراسات، التي أجراها في مجال تاريخ العلوم الإسلامية...رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.

إمام وخطيب

[email protected]

آخر الأخبار