أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض... ما العبرة منها؟

حديث الأفق

أسد طمع في لحوم الثيران لكنه لا يقدر عليها مجتمعة

قال: لا يلفت النظر إلينا في موضعنا ذاك الأبيض

لو تركتماني آكله لصفا لنا العيش بعد ذلك

في كل زيارة أراد اختبار معاملة زوجات أولاده له

طلب من زوجة ابنه الأكبر ماءً وسكبه على الفراش

بدأت بتوبيخه بألفاظ قاسية وطلبت منه غسله بنفسه

كان ثلاثة ثيران تعيش في غابة، أحدها أبيض، والثاني أسود والثالث أحمر،

وكان معها أسد يطمع في لحومها، لكنه لا يقدر عليها مجتمعة، فقال للثورين الأسود والأحمر: "انظرا واعلما أنه لا يلفت النظر إلينا في موضعنا وتحركاتنا إلا الثور الأبيض، فلونه مختلف عنا، وعن جميع ألوان أهل الغابة، لو تركتماني آكله لصفا لنا العيش بعد ذلك".

فقالا له: "دونك فكله... فأكله بنهم".

لكن دورة الأكل لا تنتهي، فحين جاع مرة أخرى قال للثور الأحمر: "لوني يطابق لونك، فدعني آكل الأسود، فيصفو لنا العيش بعد ذلك".

رد عليه: "دونك فكله... فأكله".

ثم بعد أيام قال للثور الأحمر: "إني آكلك لا محالة"، فقال: "دعني أنادي أولاً"... فأذن له، فنادى بأعلى صوته: "ألا إني أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض".

لقد أُكلت كل ثيراننا، وبكل الألوان، بعضها أُكل مشوياً بلهيب النار، وبعضها جُمّد في الصقيع، فأصبح بارداً بليداً لا يشعر بشيء. وبعضها انضم إلى الأسد ونزع عنه لونه، وكلفه بالوشاية على الثيران. فما عاد في مزارعنا إلا الأبقار.

لكن ثوراً سيولد من رحمها ليغير قواعد اللعبة، فلكل ثورة ثور تخشاه كل الوحوش.

امتحان العجوز لزوجات أولاده

كان هناك عجوز لديه ثلاثة أبناء متزوجين، ذات يوم قرر زيارة أبنائه واحداً تلو الآخر، ليقيم عند كل واحد منهم يوماً، وفي كل زيارة أراد اختبار معاملة زوجاتهم له، بطريقة غير متوقعة.

في البداية، زار العجوز ابنه الأكبر، وطلب أن يقضي الليل عنده، في الصباح طلب من زوجة ابنه بعض الماء للوضوء، بعد أن توضأ عمد إلى سكب باقي الماء على الفراش.

عندما جاءت زوجة ابنه بالشاي، أخبرها قائلاً: "يا ابنتي سامحيني، لقد تبولت على الفراش"، فغضبت الزوجة بشدة، وبدأت بتوبيخه بألفاظ قاسية، ثم طلبت منه أن يغسل الفراش بنفسه، ويحذر من تكرار الأمر، فتظاهر العجوز بالهدوء، وغسل الفراش.

في اليوم التالي، ذهب إلى ابنه الأوسط، وكرر الأمر نفسه، وعندما علمت زوجة الابن بما حدث غضبت أيضاً، وأخبرت زوجها، لكنه لم يوبخها واكتفى بالصمت.

أخيراً زار العجوز ابنه الأصغر، كرر الاختبار نفسه، وعندما أخبر زوجة الابن الأصغر بأنه تبول على الفراش ردت بلطف قائلة: "لا بأس يا أبي، هذا حال كبار السن، وكم تبولنا نحن على ثيابكم، وأنتم تعتنون بنا في طفولتنا".

ثم أخذت الفراش وغسلته وعطرته دون أن تُظهر أي ضيق، أو انزعاج.

بعد ذلك، طلب العجوز من زوجة ابنه الأصغر أن تعطيه مقاس يديها بحجة أنه سيشتري حُلياً لصديقة بحجمها.

ذهب العجوز إلى السوق واشترى ذهباً بكل ماله، في اليوم التالي جمع أبناءه الثلاثة وزوجاتهم وأخبرهم قائلاً: "ما فعلته لم يكن تبولاً، بل كان اختباراً لمعرفة من منكم سيحسن معاملتي عندما أحتاج إلى الرعاية في كبري".

ثم قدّم الذهب لزوجة ابنه الأصغر قائلاً: "هذه هي ابنتي التي سأعتمد عليها في شيخوختي".

شعر الابنان الكبيران وزوجتاهما بالصدمة والندم على ما فعلوه، واختتم العجوز حديثه قائلاً: "ما تفعلونه معي اليوم، سيرده أبناؤكم لكم في المستقبل".

وأضاف: "أما ابني الأصغر فسيعيش مكرماً لأن زوجته تعرف قيمة الوالدين".

هكذا يكون البر بالوالدين وحسن التعامل معهم، خصوصا في كبرهم، وتذكّر أن كل ما نقدمه سيعود إلينا في يومٍ من الأيام.

نكشات

إذا أردت أن تستأجر شقة لا بد أن تكون متزوجاً، وألا يكون عليك حكم غرامة للحكومة، إذ كنت "متهاوش" مع أحد، وعليك حكم، وإذا كانت زوجتك متوفية، لازم تتزوج، وإذا كنت غير متزوج، لأسباب مرضية، فاسكن في الحدائق العامة.هذه شروط بعض أصحاب العمارات، وينسبون الأمر لأسباب أمنية.

في بلدنا أصحاب الحلال أحياناً لهم قوانينهم الخاصة، إما أن تتبعها، أو ترحل، وإذا عليك حكم قبل خمسين سنة، ممنوع تسكن، وإذا عليك رسم للحكومة ولم تدفعه كمان ممنوع تسكن... هذه قوانين البعض وليس الكل.يبدو أن أصحاب هذه العقارات يظنون أنها جنة عدن، وليست شققاً ضيقة، وعمارات ما فيها مواقف سيارات.

اللهم يا من تنفس الصبح بأمره، وتوزعت الأرزاق بكرمه، بلغنا أسمى مراتب الدنيا وأعلى منازل الآخرة... اللهم صباحاً يحتوي ألطافك الخفية، وبشرى فأنت البشير والنذير، وأنت رب العالمين.

اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والجبن والبخل، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من غلبة الديْن وقهر الرجال.