2000 قتيل في مجازر الفاشر... وحكومة السودان تدعو إلى محاسبة "الدعم السريع"

الخرطوم، عواصم - وكالات: على وقع تصاعد التنديدات الدولية بما تشهده مدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور في غرب السودان، أعلنت حكومة إقليم دارفور مقتل نحو 2000 شخص في الفاشر حتى الآن، بينما دعت الحكومة السودانية إلى محاكمة قوات "الدعم السريع" التي سيطرت على المدينة قبل أيام، وأكد وزير الإعلام المتحدث باسم الحكومة خالد الإعيسر أن ميليشيا الدعم السريع روعت المدنيين في الفاشر وفي مدينة بارا بشمال كردفان وقتلتهم بدم بارد، داعيا الإعلام المحلي والدولي لتسليط الضوء على انتهاكات الميلشيا في الفاشر، بينما قال مسؤول الإعلام في حكومة إقليم دارفور إن الإحصائية الكاملة لأعداد القتلى غير معلومة بسبب انقطاع الاتصالات وحالة الفوضى التي تضرب المدينة، مشيراً إلى أن الأعداد أكبر مما تم توثيقه بكثير، لافتا إلى أن قوات الدعم السريع قتلت 700 مدني في الساعات الأولى لدخولها مدينة الفاشر يوم الأحد الماضي، كما أكد تصفية نحو 450 من المرضى والمصابين والكوادر الطبية في المستشفى السعودي، مضيفا أنه تم رصد نحو 300 حالة اختطاف لأبناء عدد من المقتدرين مادياً ومساومة ذويهم بدفع فدية مقابل الإفراج عنهم أو قتلهم.

وبينما أكد حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي أن قوات الدعم السريع حصلت على إمكانيات كبيرة مكنتها من بسط سيطرتها على مدينة الفاشر، مشيراً إلى أن الوضع الميداني في الإقليم يشهد تدهوراً خطيرا، قائلا إن أخطاء كبيرة ارتُكبت في إدارة المعركة داخل الفاشر، محمّلاً قيادات الدولة مسؤولية الإخفاق في التعامل مع تطورات الأوضاع، مؤكدا أن قوات الدعم السريع ارتكبت مجازر بحق المدنيين في المدينة، داعياً إلى تحقيق عاجل ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم والانتهاكات التي شهدتها الفاشر خلال الأيام الماضية، أكدت قوة الحماية المشتركة في دارفور وهي حركة شُكِّلت خلال حصار المدينة لحماية المدنيين في الصراع الدائر، أن الجرائم المروعة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في الفاشر يومي 26 و27 أكتوبر أودت بحياة نحو ألفي مدني أعزل، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، في حين نفى عضو الهيئة القيادية في تحالف "تأسيس" الداعم لقوات الدعم السريع حسب النبي محمود وقوع مجازر، زاعما أن التحالف شكل لجان تحقيق للتأكد من أي انتهاكات وقعت، واصفا ما شهدته الفاشر بأنه "حرب ضارية" مع من وصفهم بالميليشيات المتحالفة مع الجيش، فيما أكدت المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين أنها تلقت تقارير عن إعدامات مروّعة وعنف جنسي استهدف النساء والفتيات ارتكبته مجموعات مسلّحة أثناء الهجمات، معربة عن قلقها من تصاعد أعمال العنف الوحشية منذ سقوط المدينة، مشيرة إلى الخوف الشديد الذي يعيشه السكان بعد صمودهم نحو 500 يوم من الحصار، كما أظهر تقرير لمختبر البحوث الإنسانية "هيومانيتاريان ريسيرتش لاب" في جامعة ييل الأميركية، مدعوم بمقاطع فيديو وصور بالأقمار الاصطناعية، وقوع عمليات قتل جماعية بعد سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة، وتحدث المختبر عن مسار منهجي من التطهير العرقي المتعمّد يطال الجماعات القبلية غير العربية، الفور والزغاوة والبارتي، كما بينت صور حلّلها المختبر أجساما بحجم جسم الإنسان قرب مواقع الدعم السريع، وحولها آثار حمراء على الأرض يشتبه بأنها آثار دم، ولوحظ أيضا وجود جثث في أطراف المدينة، ما عزز صحة المقاطع المصورة المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي منذ الأحد الماضي عن إعدامات جماعية للمدنيين أثناء فرارهم.