غلَّب ونظيره الصيني المصالح على الانتقام
واشنطن، بكين، موسكو، عواصم - وكالات: أشعل الرئيس الأميركي دونالد ترامب سباقا نوويا جديدا، بإعلانه أمس، عزم الولايات المتحدة استئناف اختباراتها للأسلحة النووية التي أوقفتها في عام 1992، وذلك ردا على تجارب تجريها دول منافسة كالصين وروسيا، وعلى منصته "تروث سوشيال، قال ترامب مستبقا قمته مع نظيره الصيني شي جين بينغ، إنه "في ضوء برامج التجارب النووية التي تنفذها دول أخرى وجهت وزارة الدفاع للبدء في اختبار أسلحتنا النووية على قدم المساواة"، مضيفا أن الولايات المتحدة تمتلك أكبر ترسانة من الأسلحة النووية، مشيرا إلى أن بلاده تأتي أولا ثم روسيا وبعدها الصين "التي تتخلف عنها بكثير في المركز الثالث لكنها ستلحق بها خلال خمس سنوات"، متابعا أن القرار يأتي ردا على برامج الاختبار التي تقوم بها دول أخرى، مضيفا أن الاختبارات النووية ستبدأ "فورا".
وبينما جاء إعلان ترامب بعد ساعات على كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن اختبار ناجح لمسيّرة تحت الماء قادرة على حمل رؤوس نووية، أكدت روسيا أنها لم تتلق أي إخطار من الولايات المتحدة بشأن نيتها استئناف التجارب النووية، مشددة على أن موسكو "لا تزال ملتزمة بوقف هذه التجارب ما دامت الدول الأخرى تلتزم بذلك"، وقالت الرئاسة الروسية إن الكرملين لم يتلق أي إخطار من الولايات المتحدة بشأن نيتها استئناف التجارب النووية قبل إعلان الرئيس دونالد ترامب، مضيفة أن موسكو لا تملك أي معلومات عن قيام أي دولة بإجراء اختبارات نووية في الوقت الراهن، فيما قال المتحدث دميتري بيسكوف إنه لا توجد في الوقت الحالي أي خطط لإجراء مكالمة هاتفية بين الرئيس فلاديمير بوتين والرئيس ترامب، معتبرا اختبارات صواريخ "بوريفيستنيك" ليست تجارب نووية، موضحا أن بوتين أكد مرارا أن روسيا ستتصرف وفقا للوضع إذا تخلت أي دولة عن الالتزام بوقف التجارب النووية، مشددا على أن قضية معاهدة الصواريخ الستراتيجية الهجومية تختلف تماما عن مسألة الاختبارات النووية، مضيفا أن الكرملين ردا على إعلان ترامب لا يعتقد أن العالم دخل مرحلة جديدة من سباق التسلح.
في غضون ذلك، اتفق الرئيس الأميركي خلال اجتماع قمة مع نظيره الصيني شي جين بينغ في مدينة بوسان الكورية الجنوبية على تغليب المصالح على الانتقام وتوافقا على تخفيف الحرب التجارية بين بلديهما، وبينما كان العالم يترقب نتائج لقاء الرئيسين، قالت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" إن الرئيسين تبادلا وجهات النظر وتوصلا إلى توافقات عدة، ناقلة عن شي جين بينغ تأكيده ضرورة الإمساك بما أسماه "دفة سفينة العلاقات الصينية -الأميركية الكبيرة" بإحكام والالتزام بالاتجاه الصحيح والتحكم في الوضع العام حتى تتمكن من المضي قدما باستقرار في وجه الرياح والأمواج والتحديات، معتبرا أنه أمر طبيعي وجود بعض الخلافات والاحتكاكات أحيانا بين الصين والولايات المتحدة بصفتهما أكبر اقتصادين في العالم بسبب اختلاف ظروفهما الواقعية.
وأكد شي جين بينغ ضرورة تغليب المصالح طويلة الأمد الناتجة عن التعاون الثنائي على الوقوع في حلقة مفرغة من الانتقام المتبادل، معتبرا الحوار أفضل من المواجهة، مشددا على أن النهضة التنموية التي تسعى إليها بلاده لا تتعارض مع حلم جعل الولايات المتحدة عظيمة مرة أخرى الذي يريد تحقيقه الرئيس ترامب، مشددا على استطاعة البلدين أن يكونا فرصة لنجاح بعضهما وتحقيق الازدهار المشترك، قائلا إنه يجب على بكين وواشنطن أن تكونا شريكين وصديقين، مبينا استعداده للعمل مع ترامب لترسيخ أسس متينة للعلاقات، منوها بأن الرئيس ترامب يحرص على الدفع بحل القضايا الإقليمية الساخنة كما تلتزم الصين بتعزيز محادثات السلام في مختلف الملفات الدولية، مؤكدا أهمية التعاون بين البلدين لتحقيق أمور عظيمة مفيدة لهما وللعالم نظرا لوجود قضايا عالمية مستعصية كثيرة، بينما قال ترامب إنه يشرف بلقاء صديق قديم لم يره منذ زمن، مشيرا إلى أن البلدين سيبنيان علاقات جيدة طويلة ويتوصلان لمزيد من التوافقات. وخلال مغادرته كوريا الجنوبية إلى واشنطن بعد الاجتماع بوقت قصير، نقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية عن ترامب القول للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية بعد اجتماعه مع نظيره الصيني إن المحادثات المهمة بين أكبر اقتصادين في العالم حققت تقدما في قضايا مثل التجارة والمعادن النادرة وتدفق الفنتانيل إلى الولايات المتحدة، معلنا اعتزامه زيارة بكين في أبريل المقبل.